أخبار عاجلة

صياغة منهج متكامل يتناسب مع احتياجات ذوي الإعاقة.. مركز الشفلح يعكف على تطوير

أفياء – يعكف مركز الشفلح للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة حالياً على تطوير برامجه وخدماته المقدمة لطلابه من ذوي الإعاقة، بهدف بناء شخصية الطالب واستقلاليته وتهيئته للقيام بأعمال ووظائف في المجتمع بما يتناسب مع قدراته وميوله، فضلا عن تأهيل الطلاب للانخراط بالمجتمع وذلك من خلال تقديم الخدمات التربوية والتأهيلية والاجتماعية والصحية والترويحية والمهنية لهم.
ويعمل المركز – الذي يوفر خدمات تربوية وتعليمية مناسبة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، ويساهم في التوعية المجتمعية بالنسبة للتعامل مع هذه الفئة الأطفال وتقبل وإدراك طبيعة الإعاقة – حالياً على صياغة منهج متكامل وتطويره بحيث يتناسب مع احتياجات ذوي الإعاقة كل حسب إعاقته، وذلك بالتعاون مع المجلس الأعلى للتعليم وجامعة قطر، حيث تمت الاستعانة بإحدى الخبرات العربية من خارج الدولة لصياغة المنهج حسب المعايير، كما انه يعمل حاليا على وضع معايير لمعلم التربية الخاصة بحيث يكون نموذجا لمن يعمل في المجال.
وقد احتفل المركز مؤخرا بتخريج الدفعة الأولى من طلاب وطالبات وحدة التأهيل المهني، البالغ عددهم (17) خريجا من بينهم (6) خريجات، في حين تم تخريج الدفعة الأولى من ملتحقي برنامج الخدمات المجتمعية لما بعد المدرسة، البالغ عددهم “6” متدربين بينهم متدربة واحدة، بعد اجتيازهم مراحل التدريب بنجاح وتوظيفهم في مختلف مؤسسات الدولة كل حسب قدراته وامكانياته.
دمج المعاقين بالمجتمع
وتأسس مركز الشفلح في أواخر عام 1998 باستقبال عدد محدود من الأطفال نظرا لقلة الإمكانيات المتاحة لديه، لذلك كان من أولويات مجلس إدارة المركز فور تولي مهام مسؤوليته العمل على إتاحة الفرصة لاستقبال أكبر عدد ممكن من الأطفال، فقامت إدارة المركز باستبدال مقره بآخر مما مكن من استيعاب المزيد من الأطفال وتنويع وتطوير واستحداث الخدمات التي تقدم لهم، غير أن ازدياد أعداد الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة دفع إلى التطلع إلى قفزة أخرى تحقق ما تصبو إليه إدارة المركز من طموحات، فكان القرار بالعمل على إنشاء مقر دائم للمركز يؤسس على أحدث المقاييس والتجهيزات العالمية في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة، ومن ذلك الحين، قامت إدارة المركز بتكثيف كافة جهودها وطاقاتها وٕامكانياتها وما تتلقاه من دعم سخي ومساندة كريمة فعالة من حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى وصاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند (حفظهما الله تعالى)، حيث تم تصميم مبنى مقر الشفلّح الجديد وفقاً لأعلى المواصفات العالمية وأحدث التطورات الهندسية والتقنية المتقدمة في مجال رعاية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، مزوداً بأحدث التجهيزات الخاصة بحيث تتوافق مع إعاقة الأطفال وحالتهم الذهنية والجسدية، بهدف توفير أفضل الرعاية والخدمات والأنشطة التعليمية والعلاجية والتأهيلية لهم حتى يتمكنوا من التكيف مع ظروفهم الخاصة ودمجهم في المجتمع وممارسة حياتهم اليومية بشكل طبيعي.
تهيئة الطلاب
ويقدم مركز الشفلح باقة من البرامج تشتمل على البرامج المدرسية على منهج معدل موجه للطلاب من سن (3 – 21) سنة حيث تتم تهيئة منهج الدراسة العادي ودمجه مع منهج وظيفي يناسب احتياجات الطلاب ذوي الإعاقات العقلية البسيطة والمتوسطة والشديدة من الأطفال والمراهقين والشباب الذين لديهم حالات متلازمة من طيف التوحد والشلل الدماغي المصحوب بالإعاقة العقلية وتنقسم البرامج إلى خمس وحدات مدرسية هي:
(وحدة التدخل المبكر) التي تأسست الوحدة عام 1999 وتخدم الأطفال من سن (3 – 5) سنوات وتتضمن صفوف الروضة ولا يركز فقط على الخدمات العلاجية والتعليمية وفقا لنقاط القوة لكل طفل ولكن يركز أيضاً على المهارات الاجتماعية والأنشطة اليومية المختلفة وعند بلوغ الطلاب سن السادسة يتم نقلهم إلى الوحدات الأخرى حسب درجة وشدة ونوع الإعاقة، و (وحدة مدرسية1) وتخدم هذه الوحدة الطلاب ذوي الإعاقات العقلية البسيطة والمتوسطة من سن (6 – 14) سنة وذلك ضمن صفوف أكاديمية تطبق مناهج تعليمية خاصة مقسمة إلى قسم ما قبل الأكاديمي والقسم الأكاديمي وقسم التهيئة المهنية فضلا عن تعليمهم وتدريبهم على مهارات الحياة اليومية والاجتماعية، فضلا عن (وحدة مدرسية 2) وهي وحدة تستقبل الطلاب من سن (6 – 21) سنة من ذوي الإعاقات العقلية المتوسطة والشديدة المصاحبة لها إعاقة حركية لكثير من الحالات وتركز العملية التعليمية على تدريب الطلاب على أنشطة الحياة اليومية مثل أنشطة الرعاية الشخصية وأساسيات التواصل بهدف زيادة اعتمادهم على أنفسهم، و (وحدة التوحد) وهي تعنى بالطلاب المصابين بالتوحد والاضطرابات المتعلقة بالطيف التوحدى من سن(6 – 21) سنة ويعكس الطلاب استجابة جيدة للعملية التعليمية المطبقة بالمركز وذلك عند استخدام طرق تربوية وتعليمية مثل برنامج التعليم المنظم، كما يتم استخدام طرق تعليمية أخرى مثل نظام المحاولات المنفصلة وأنظمة الاتصال البصرية، إضافة إلى (وحدة التأهيل المهني) حيث تخدم هذه الوحدة الطلاب من (14 – 21) سنة وتهدف إلى تحديد الوظيفة المناسبة للطلاب من خلال تقييم اهتمامات وقدرات كل طالب وتشجيعهم على التعرض لخبرات عمل متعددة والتخصص فى أفضل مجال لهم ويتخرج الطلاب من المركز مزودين بالمهارات اللازمة لأداء الأعمال والمهن المناسبة لقدراتهم.
الخدمات المساندة
ويوفر مركز الشفلح عددا من الخدمات المساندة لذوي الإعاقة منها خدمات إكلينيكية وعلاجية وكذلك الصحة المدرسية والإشراف الغذائي بواسطة نخبة منتقاة من الأطباء والمتخصصين ذوي الشهرة العالمية وتنقسم الخدمات المساندة إلى(الطب النفسي للأطفال والبالغين) و(علاج النطق واللغة) و(العلاج الطبيعي) و(العلاج الوظيفي) والذي يتيح تحسين مهارات الحركة الدقيقة والكبيرة والمهارات الإدراكية والمعرفية التي تؤهل الطالب لمعرفة حركة جسمه في الفراغ وأدائه في البيئات المختلفة، فضلا عن توفير خدمة “التربية الرياضية المعدلة والترفيهية) والتي من خلالها يتم تمكين الطلاب ذوي الإعاقات العقلية والحركية من اللعب والمشاركة الكاملة في الأنشطة الرياضية، ويتبنى قسم التربية الرياضية بالمركز استراتيجيات تعليمية وتدريبية وتأهيلية من خلال أجهزة ومعدات رياضية متخصصة لتفعيل واستمتاع الطلاب وحثهم على المشاركة.
وافتتح المركز في أكتوبر 2009 برنامج” الخدمات المجتمعية لما بعد المدرسة” لخدمة خريجي مركز الشفلح أثناء انتقالهم من كونهم طلابا إلى أعضاء بالغين في المجتمع، والذين تترواح اعمارهم بين 18 إلى 28 عاما، وقد تم توظيف عدد منهم في مختلف مؤسسات الدولة، ويهدف البرنامج إلى مساعدة خريجي الشفلح من الانتقال من البيئة المدرسية إلى البيئة التوظيفية في المجتمع، ودعم الأنشطة العلاجية التي تعمل على دمج خريجي الشفلح في مجتمعهم، فضلا عن توفير الاستشارة والدعم لأعضاء المجتمع المساندين للدمج الكلي للأشخاص ذوي الإعاقة، وتقدّم خدمات برنامج الخدمات المجتمعية لما بعد المدرسة ضمن برنامجين، برنامج التشغيل وبرنامج الأنشطة، وتعتمد طرق التدريس المستخدمة في كلا البرنامجين على تحليل السلوك التطبيقي والتخطيط المحوري للفرد.
دعم ذوي الإعاقة وأسرهم
تقدم وحدة دعم الأسرة بالمركز خدمات الدعم والمشورة إلى أسر الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بما فيها علاج الأفراد والعلاج الجماعي، ومن المهام التوجيهية للوحدة تقديم توعية المجتمع بشأن التعامل مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة علاوة على قبول طبيعة الإعاقات وفهمها، ودعم الأسر في تعاملها مع الأسر مع الأطفال في المنزل في إطار تولي دور مركزي، ودعم العلاقات ضمن الأسرة وتوسيع فرص الاندماج الاجتماعي لطلبتنا، وتوعية الأسرة فيما يتعلق بإعاقة طفلها وتقديم المشورة والدعم عند الحاجة، إلى جانب تسهيل التواصل بين مركز الشفلح وبين أسر الطلبة، ودعم التوعية المجتمعية بالإعاقة والتعاون مع الشركاء الآخرين في هذا المجال..
هذا وأطلق المركز عددا من البرامج لدعم ذوي الإعاقة ودمجهم بالمجتمع كبرنامج “جماعة اصدقاء طلاب الشفلح” الذي يقوم على أساس تكوين جماعة مدرسية بالمدارس يكون الهدف الأساسي منها نشر ثقافة التوعية بذوي الاحتياجات الخاصة أيضاً دعم العلاقة بين طلاب المدارس وذوي الاحتياجات الخاصة في جو آمن وتعميق أواصر الصداقة والتفاهم بين أعضاء الجماعة وبين طلاب الشفلح وخلق جو من الصداقة بينهم، وبرنامج “خدمات التقييم والاستشارة” ومن خلاله تحدد الخدمات التي يحتاجها متلقي الخدمة وتشمل تقديم التقييم التعليمي والصحي والنفسي والاجتماعي الشامل، ويتولى هذا البرنامج تقييم كل الحالات قبل قبولهم علاوة على تقديم خدمات التقييم الاستشاري حسب طلب المؤسسات الخارجية بما فيها وزارة التعليم والمدارس والآباء، الخ.
كما افتتح المركز برنامج العيادات الخارجية لحل مشكلة اطفال قائمة الانتظار، ومن المتوقع ان يتم تطوير البرنامج هذا العام لخدمة أكبر عدد من أطفال ذوي الإعاقة، حيث يقدم البرنامج المعالجة الفردية ومعالجة المجموعات من خلال تخصصات علم النفس والعلاج المهني والعلاج الطبيعي وعلاج النطق، إضافة إلى تقديم الخدمات الشاملة إلى 55 من متلقي الخدمات في كل فصل من فصول السنة الأكاديمية، وتقديم خدمات للفئات التي لا تنطبق عليها شروط القبول في برامج الرعاية اليومية، إلى جانب تقديم خدمات للطلاب الذين أكملوا البرنامج المدرسي إلا أنهم ما يزالون في حاجة إلى الإسناد والخدمات من المركز، وتقديم خدمات لغير القادرين على التسجيل في البرنامج الدراسي بسبب الموقع الجغرافي أو الحالة الاقتصادية أو الاجتماعية، فضلا عن استثمار مرافق المركز وموارده خارج ساعات دوام الطلاب، والاستفادة من أوقات الاخصائيين غير المستخدمة في خدمة الطلاب.

المصدر : https://www.afeyaa.com/news-action-show-id-1197.htm

عن admin

شاهد أيضاً

الإعاقة العقلية بين الدراسة والعلاج

اعاقتي – سالي –  الإعاقة العقلية بين الدراسة والعلاج على الرغم من التقدم الهائل الذي …

اترك تعليقاً