الأعراض المصاحبة لاضطراب فرط الحركة وقلة الانتباه قد تقل أو يمكن التحكم فيها من خلال العلاج الدوائي والنفسي السلوكي والتربوي، ولكن هذه الأعراض قد يكون لها تأثير على نمو الطفل النفسي والعضوي والاجتماعي، فتؤدي إلى اضطرابات نفسية أخرى مثل ضعف الثقة بالنفس، ضعف العلاقات الاجتماعية في المنزل وخارجه، سوء التحصيل الأكاديمي، وغيرها، مما يؤثر على مستقبل الطفل في الحياة، لذى فإن القائمين على علاج الطفل من أطباء ونفسيين ومدرسين يحاولون التعرف على هذه المشاكل ومنع حدوثها، ومن هذه المشاكل:
1- العلاقة مع الوالدين والأسرة:
الأعراض المتعددة لهذه الحالة كفرط الحركة وقلة الانتباه، عدم أطاعة الأوامر، عدم الترتيب والفوضى، يجعلهم يصفونه بأنه طفل شقي عنيد لا يسمع الكلام، لهذا يتعرض لمعاملة قاسية وضرب متكرر، ولكن هؤلاء الأطفال ليس لديهم تأثير من العقاب أو التهديد، وهي أعراض لا يستطيع التحكم فيها، كما أنه يغضب ويتأثر نفسياً لأنهم لا يستطيعون تقدير ظروفه المرضية بل يزيدون من عقابه، مما يجعل هناك اضطراب في العلاقة بين الوالدين والطفل، لذى فإن معرفة الوالدين للحالة وكيفية التصرف مع المواقف قد تمنع الكثير من الانعكاسات النفسية في مستقبل الطفل.
2- العلاقة مع المدرسين:
الكثير من المدرسين درسوا ضمن المنهاج الدراسي حالة اضطراب فرط الحركة وقلة الانتباه، ولكن قد ينسون أو يتناسون مثل هذه الحالات، فيصفونه بالطالب المشاغب الكسول، يعاملونه بقسوة، يكثرون من الشكوى منه ونقده، وتضطرب العلاقة بين الطالب والمدرس، ويزداد الفشل الدراسي، وإذا علمنا أن أغلب حالات فرط الحركة وقلة الانتباه يتم التعرف عليها وتشخيصها من قبل المدرسين، أدركنا أهمية رفع الوعي لدى المدرسين وكيفية تعاملهم مع تلك الحالات، ومنع المشاكل قبل حدوثها.
3- التحصيل العلمي:
القدرات الذهنية لهؤلاء الأطفال طبيعية أو أقرب للطبيعية، وتكمن المشكلة الرئيسة في عدم قدرتهم على التركيز، ومن ثم عدم الاستفادة من المعلومات والمثيرات من حولهم، وكثيراً ما يعيد دراسة المرحلة بسبب الرسوب، وبعض الأطفال يكبر وهو فاشل دراسياً، ويكون تحصيله العلمي اضعف من بقية أهله وأقرانه.
4- العلاقات مع الأطفال الآخرين:
الطفل المصاب باضطراب فرط الحركة وقلة الانتباه لديه الكثير من الأعراض التي تؤدي إلى عدم القدرة على بناء علاقات اجتماعية وصداقة مع الأطفال الآخرين، فهو اندفاعي بطبعه، لا ينتظر دوره في اللعب، لا يكمل اللعبة التي يقوم بها، يقاطع الآخرين في الكلام واللعب، لا يعطي الآخرين الفرصة ، عنيف في تعامله معهم، كثيراً ما يقع في خصام معهم، لذلك نراهم يبتعدون عنه بالتدريج، يحاولون الابتعاد عنه وعدم اللعب معه ما أمكن، مما يجعله يشعر بالعزلة ، ويزيد من سوء تعامله معهم.
5- الثقة بالنفس:
تتكون الثقة بالنفس نتيجة ردود الفعل لما يقوم به الفرد نحو الآخرين، وما يقوم به الآخرين نحوه، والطفل المصاب بفرط الحركة وقلة الانتباه علاقاته سيئة مع المجتمع من حوله سواء في المنزل أو الشارع أو المدرسة، وردود الفعل نحو ما يقوم به سيئة، ومن داخلة فهو لا يقوم بأشياء تستوجب ردود الفعل الحسنة والثناء، فهو لا ينجز عملاً، سيء التعامل مع الآخرين، لا يستمع للأوامر، من هنا تتكون لديه صورة سيئة عن نفسه، ويفقد الثقة في التعامل مع الآخرين ومن ثم يفقد الثقة في نفسه.
6- القلق والاكتئاب:
نتيجة للانعكاسات السلبية لفرط الحركة وقلة الانتباه، وعدم قدرته على السيطرة على تصرفاته غير الطبيعية، والمعاناة والضغوط النفسية التي يواجهها الطفل، وعلاقاته الاجتماعية السيئة في المنزل والشارع والمدرسة، كلها تنعكس سلباً على حالته النفسية، فتؤدي إلى اضطراب المزاج، الاكتئاب والقلق، وغيرها من الأمراض النفسية.
* المصدر
– موقع أطفال الخليج لذوي الاحتياجات الخاصة