زاد الاهتمام بالأسرة ودراسة ديناميكيات التفاعل الاجتماعي بين وحداتها في الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي. ولا يعني ذلك عدم الاهتمام بها في الماضي، بل يعني بداية النظر إليها على أنها وحدة كلية تملك من الخصائص المميزة ما هو أكبر من مجرد مجموع لخصائص أفرادها.
والأسرة على تعدد أشكالها – الممتدة والنووية والأحادية – يمكن النظر إليها من خلال منظورين : 1- الأول منظور بنائي يهتم ببناء الأسرة من خلال وحداتها وكيفية تركيب هذا البناء، حيث أن لكل أسرة بناء يميزها عن غيرها.
2- الثاني منظور وظيفي يهتم بوظائف الأسرة من خلال تسليط الضوء على أنماط التفاعل الاجتماعي بين تلك الوحدات المكونة للأسرة.
وكل منظور من هذين المنظورين له تفسيراته الفلسفية واتجاهاته الفكرية.
-العلاج الأسري يقوم على الاهتمام ببناء ووظيفية الأسرة من خلال التعامل معها كوحدة متميزة ذات خصائص فريدة. ويرى أنصار العلاج الأسري أن تناول الفرد – كوحدة – بالتحليل هو علاج قاصر ولا يؤدي إلى نتائج ذات فعالية والسبب يرجع إلى أن الفرد يعيش ويتفاعل مع بقية أعضاء الأسرة وتوجيه الجهود العلاجية له دون الاهتمام بالأسرة ككل فيه مضيعة لجهود الممارس واستنزاف لقدرات العملاء.
– ومن هذا المنطلق ركز أنصار العلاج الأسري على الأنماط السلوكية داخل الأسرة وكيفية ردة فعل الأسرة عند مواجهتها للأزمات وأولويات الأسرة فيما يتعلق بتلبية احتياجاتها وكيفية صنع القرار داخلها. وفيما يلي بعضا من المسلمات التي قام عليها العلاج الأسري:
1- العلاج الأسري ليس أسلوبا واحدا بل مدراس علاجية متعددة.
2- بذوره الأولى ترجع إلى اهتمامات أدلر في العشرينات.
3- بدأ في الولايات المتحدة الأمريكية في الخمسينات وتطور وازدهر في السنيات والسبعينات.
4- يقوم على فكرة أن الأفراد يمكن تفسير سلوكهم من خلال العلاقات الاجتماعية داخل الأسرة.
5- الأعراض المرضية يمكن فهمها على أنها تعبر عن الخلل الوظيفي للأسرة.
6- الأسرة عبارة عن نسق يتكون من وحدات إذا تأثر أحدها تأثرت البقية.
* العلاج الفردي والعلاج الأسري
1- اكتشاف خصائص النظام
2- الحصول على تشخيص
3- التركيز على العلاقات الاجتماعية
4- التركيز على عوامل المشكلة
5- الاهتمام بالعوامل الثقافية للنسق والاهتمام بخبرات العميل
6- الاهتمام بأحداث التغيير في وحدات النسق
7- الاهتمام بالتكيف مع الوضع الحالي
* أنواع العلاج الأسرى
لقد تعددت مدارس العلاج الأسري وتنوعت أساليبه حتى أصبح من الصعوبة متابعة حركة التطور في أساليب العلاج التي تفرزها تلك المدارس. ولكن يمكن القول أن هناك بعضاً من هذه الأساليب لاقت رواجاً بين الممارسين للعمل الاجتماعي في مختلف المجالات وهي:
1- العلاج الأسري المتعدد الأجيال
2- نموذج عملية المصداقية الإنسانية
3- النموذج الرمزي
4- النموذج البنائي
5- النموذج الإستراتيجي
6- النموذج البنائي الاجتماعي النموذج القصصي
7- النموذج المتمركز حول الحل
* العلاج الأسري المتعدد الأجيال Murray Bowen
– الأسرة يتم فهمها من خلال دراسة العلاقات الاجتماعية بين 3أجيال على الأقل
– يمكن أن يتم فهم المشكلة الفردية فقط من خلال فهم الدور العاطفي للأسرة.
– يحدث الصراع عندما لا يستطيع الفرد الوصول إلى النضج العاطفي والتميز الشخصي في داخل أسرة علاقاتها العاطفية متضاربة.
* المفاهيم الأساسية :
1- تمييز الذات – الفصل النفسي ما بين العقل والعاطفة وما بين الذات الآخرين ( هل أنا مسير بالعقل أم بالعاطفة) ولذلك يكون التوافق النفسي والاجتماعي مرتبطا بالانتماء الأسري والإحساس بالفردية.
2- التثليث في العلاقات الاجتماعية – القلق يحدث نتيجة للعلاقات الاجتماعية التي تنشا بين الأفراد داخل الأسرة/ ولتخفيف القلق تنشأ العلاقات الثلاثية لتخفيفه ( مثال : يلجأ : الزوج والزوجة إلى توجيه الاهتمام لأحد الأطفال للتخفيف من حدة التوتر والقلق الذي يحدث بينهما).
* الأهداف العلاجية
1- إزالة القلق وأعراضه
2- زيادة التميز لكل فرد داخل الأسرة .
3- الوصول إلي علاقات اجتماعية قوية بين كل أفراد العائلة.
* الأساليب العلاجية
1- الجينوجرام – وهو رسم توضيحي للأسرة الأجيال المتعاقبة ( شجرة العائلة )
2- الأسئلة الغير مباشرة – ويقصد منها مساعدة الفرد على التفكير في الدور الذي يلعبه في العلاقة التي تربطه بكل عضو في الأسرة.
* دور الأخصائي الاجتماعي
1- مساعدة العملاء على فهم نماذج علاقاتهم الاجتماعية مع باقي أفراد الأسرة
2- دور المعلم – من خلال تعليم الزوجين تأثير العلاقات الثلاثية على أداء الآسرة لوظائفها.
3- مساعدة العملاء على التمييز بين أنهم يملكون شخصيات متميزة وبين الانتماء الأسرى على أسر متعددة الأجيال.
4- مساعدة العملاء على الفصل ما بين الأفكار والعواطف.
* المصدر
– مجلة العلوم
– موقع أطفال الخليج لذوي الاحتياجات الخاصة