للدمج أثر على نفسية المعاق من خلال دمجه في المدرسة العادية ويكون الأثر في جانبين : الأثر النفسي والأثر الاجتماعي .
* أولاً : الأثر النفسي:
للدمج أثره الإيجابي في غالب الأحيان على نفسية الطفل المعاق، فهو يؤدي إلى أن الطفل يقدر ذاته (مفهومه لذاته) ويحس بوجوده كذلك الدمج يجنبه تكرار الفشل في بعض التصرفات الفردية، حيث يتقمص أو يقلد زميله السوي في ردود بعض الأفعال أو السلوكيات الإيجابية، وينتج عن ذلك توافق نفسي واجتماعي أي متكيف مع نفسه وشعوره بأنه سوي مثله مثل أقرانه الأسوياء في المدرسة، أي أنه ليس غريباً في مجتمعه كذلك يتعلم ويكتسب من زميله السوي اللغة أو نطق بعض الكلمات الصعبة من خلال تفاعله معه، كذلك يتعلم القدرة على الحوار. ولذا للدمج أثره النفسي حيث يكسب الطفل المعاق قدرة على تكوين علاقات شخصية وقدرة على الحوار ولو بشكل بسيط. أيضاً المنافسة من خلال الألعاب الجماعية التنافسية. وللدمج أثره على نفسية والدي وأفراد أسرة الطفل المعاق، بأن يخفف من معاناتهم ويريحهم نفسياً بأن ابنهم يدرس ضمن الأطفال الأسوياء الذي يؤثرون إيجابياً في نفسيته وسلوكه، كذلك الارتياح النفسي على أسرة الطفل المعاق بأنه يدرس في مدارس التعليم العام وليس في مدارس خاصة بالمعاقين هذا الارتياح النفسي للأسرة ينعكس إيجابياً في تقبل ابنهم، والاهتمام والمتابعة الدائمة له، وكذلك الارتياح النفسي للأسرة في نطاق المجتمع بأن المحيط الاجتماعي للأسرة لا يرون بأن هذا الطفل معاق إعاقة شديدة وبالتالي تكون النظرة له ولأسرته إيجابية مما يخفف من معاناة الأسرة.
* ثانياً : الأثر الاجتماعي للدمج:
للدمج أثره الاجتماعي على الطفل المعاق ذلك من خلال تكوينه علاقات مع أقرانه الأسوياء وتفاعله معهم ضمن مجتمع المدرسة وبالتالي يعمم ذلك على المجتمع الخارجي والمجتمع ككل أي أنه يحس ويقدر ذاته وأنه ضمن هذا المجتمع، كذلك الدمج يؤدي إلى التوافق النفسي والاجتماعي، وحين يقدر ذاته سيكون صداقات مع أقرانه الأسوياء حتماً سوف يتوافق اجتماعياً وقد يلتقي مع أحد من زملائه الأسوياء خارج إطار المدرسة، وقد يكون في الشارع أو الحي السكني الواحد، مما يؤدي إلى أن الطفل السوي يتقبل هذا الطفل غير العادي ويبني معه علاقة اجتماعية جيدة، نتيجة لمروره بتجربة سابقة في التعامل مع هذا الطفل ضمن إطار المدرسة كذلك للدمج أثره على أسرة الطفل المعاق، حيث تنظر إلى أن ابنها يدرس ضمن الأطفال الأسوياء في مدرسة عادية وقد يذهب مع شقيقه السوي أو مع أبناء جيرانه إلى نفس المدرسة ويؤدي هذا إلى تخفيف معاناة الأسرة نتيجة لوجود طفل معاق وارتياحها من أن الدمج يؤدي إلى التطبيع والتكامل الاجتماعي بين ابنهم وأقرانه الأسوياء.
ويرى الباحث (عبد السلام العامر) ومن خلال خبرتي في تعليم الأطفال المعاقين عقلياً في معهد التربية الفكرية كان بعض الطلاب يلقي على بعض الأسئلة الصعبة وذات مرة سأل أحد الطلاب لماذا أدرس في هذا المعهد وأخواني يذهبون مع والدي لمدرسة أخرى ؟ إني أريد أن أذهب مع إخواني وأدرس معهم. من خلال هذا الإحساس لهذا الطفل المعاق عقلياً، يدرك أنه في معزل عن المجتمع الذي يعيش فيه وأقربهم لذلك إخوانه الذي لا يشاركونه العملية التعليمية في بيئتها الطبيعية ولذا أسلوب الدمج، سوف يقضي على هذا الشعور لدى الطفل المعاق بأنه يتعلم في بيئته الطبيعية وضمن أفراد مجتمعه وليس بمعزل عنه وأنه يتقلى تعليمه مع إخوانه وأبناء الحي ضمن إطار المدرسة على الرغم من أنه في فصول مدمجة ولكن ذلك يخفف حدة الشعور لديه بأن هذا المجتمع يشعر ويحس به ويثبت كيانه وشخصيته بأن جعله يدرس في هذه المدرسة العادية وضمن أقرانه الأسوياء. *المصدر – موقع أطفال الخليج لذوي الاحتياجات الخاصة
شاهد أيضاً
بعض الجهات تصدر بطاقة معاق .. ماهي؟ وما فائدتها؟
بعض الجهات الحكومية المختصة بخدمات المعاقين تصدر بطاقة بمسمى بطاقة معاق لكي تثبت حالة اعاقته …