يعتبر دور الأسرة أساسياً في تطبيق البرامج التربوية والعلاجية للطفل التوحديين فالأسرة هي التي تقضـــــي أكبر وقت مع الطفل وهي التي تراقب وتلاحظ على الأغلب وجود أي مشكلة أو تطورات على سلوكه، وهـــــي التي تنقل المعلومات والملاحظات عن جوانبه غير العادية، والوالدين هما أول من يتلقى الصدمة والمفاجــــــأة بعد مرحـــــــلة التشخيص، ويعيشان مراحل الرفض والإنكار للحالة والتنقل من طبيب إلى آخر إلى أن يصل الأمر بهم لتقبل الحالة والبحث عن البرامج التربوية والعلاجية المناسبة، لذلك فهم يلعبون دوراً كبيراً في نجاح هذه البرامج.
وتقوم الأسرة بمساعدة الاختصاصيين على فهم العديد من جوانب الضعف أو القوة لدى الطفل، والتي لا تظهر عـــادة في أماكن الملاحظة والفحص مثل العيادة أو المركز، بل تظهر لدى الأسرة فقط لأن الطفــــــــــل لا يقوم بها إلا في المنزل ، لذلك تأتي هنا أهمية المشاركة الفاعلة للوالدين منذ عملية التشخيص الأولى حتى صياغة البرامج التــربوية وتطبيقها وتقييمها.
ويجب أن تكون الأسرة أحد أهم أعضاء فريق العمل فلديها من المعلومات التي تؤهل أفرادها من الناحية العمـــلية لأخذ دور هام في اختيار الأهداف وتحديد الأولويات، ومتابعة التدريب وتسجيل التقدم الذي يطرأ على طفلـــــهم في المنزل، وتدريبه على تعميم المهارات التي تعلمها في المدرسة، أو المركز ونقلها للمنزل.
وهناك العديد من أولياء الأمور الذين وصلوا لمرحلة الابتكار في العمل مع طفلهم التوحدي، وتوليد خيـــارات وبدائل جديدة لحل بعض المشكلات السلوكية التي تواجههم في المنزل وبالتالي التغلب عليهــــا عن طـــــــــــريق التجريب والملاحظة، وإصرارهم على تغير سلوك طفلهم نحو الأفضل، وإشراكه في النشـــــاطات الاجتماعيــــــــة والزيارات والتفاعل مع الآخرين.
* ومن العوامل والمتغيرات التي قد تؤثر سلباً على تطبيق البرامج التربوية والعلاجية المقدمة للطفل التوحدي مع وجوده في الاسرة ما يلي:
1- حجم الأسرة وعدد أفرادها، مما يؤثر سلباً على الوقت الذي يمكن أفرادها لتخصيصه في متابعة الطفـــــــل.
2- عمل الوالدين وغيابهما فترات زمنية طويلة عن المنزل، لذلك تأتي هنا أهمية ترتيب الأدوار التي ســـيقوم بها الوالدين تجاه الطفل وفقاً لطبيعة الظروف الأسرية.
3- اعتماد هذه البرامج في تطبيقها ومتابعتها على الأم فقط دون إشراك بقية أفراد الأســـــــــرة، لذلك ينبغي أن تتحمل الأسرة كاملة مسئولية التفاعل مع الطفل التوحدي والتعاون في حل مشكلاته والتعامل معه بطريقه ممـــاثلة من الجميع.
4- مدى تقبل أفراد الأسرة للطفل ورغبتهم وحماسهم للتغيير سلوكه، وكذلك طبيعة الروابط الأسرية ودرجــــــــــة متانتها.
* دور الوالدين في علاج ابنهما التوحدي :
ومن الأمور العامة التي يجب أن تدركها أسرة الطفل التوحدي قابليته للتعليم وللتدريب وللتواصل مع الآخرين مهــما كانت شدة إعاقته، وأن تضع الأسرة نصب عينيها التفاؤل نحو نجاح طرق التعامل معه، والصبر و المثــــابرة فــي العمل.
* ومن أهم الصفات والأمور التي يجب أن يتحلى بها والدي الطفل التوحدي ما يلي:
– عدم الشعور بالذنب تجاه وجود هذا الطفل في الأسرة.
– الابتعاد عن الانفعالات النفسية السلبية كالقلق والغضب والاكتئاب
– التفاؤل والأمل بإمكانية تطور مهارات الطفل.
– الصبر والمثابرة في العمل مع الطفل وعدم اليأس
– الاطلاع على كل ما يستجد في عالم التوحد لأن هذا الاضطراب لا يزال يلفه الغموض
– التكيف مع المشكلات السلوكية للطفل
– القدرة على إيجاد الطريقة المناسبة للتواصل مع الطفل
– توليد بدائل الحل وعدم الاعتماد على طريقة واحدة
– إشراك الطفل في المناسبات الأسرية وتعريف المجتمع بإعاقته
– الالتحاق بمجموعات الدعم الأسري والاستفادة من تجارب الآخرين.
* الأسرة الفاعلية ودورها مع أطفال التوحد عند التدخل المبكر:
للأسرة دور كبير وفاعل في تقدم الطفل من ذوي الحاجات الخاصة ،بصفة عامة ،وطفل التوحد بصفة خاصة،ذلك لأن تدريب الطفل من حيث ساعات العمل في المدرسة ،لا تتعدى منتصف النهار ، بينما يقضي الطفل باقي الوقت في المنزل ونهاية الأسبوع وفي المناسبات . وتتعاون الأسرة مع المعلمين باستمرار في برامج الطفل المنظم وتهيئة البيئة المناسبة في المنزل ، حتى تساعده للوصول بنجاح بقدر الإمكان وتعمل على تعديل سلوكه . والواقع أن رعاية الأسرة وحنان وعطف الأبوين ،يمثلان الجهد الأساسي في فاعلية رعاية أطفال التوحد والمصابين بالعوق ، كأساس للتدخل المبكر القائم على علاج الطفل وتعديل سلوكه .
* البيئة المحببة والملائمة لفئة التوحد والتي يجب على الوالدين توفيرها لهم :
دور الوالدين يكمن في تكوين بيئة محببة وملائمة فعلى الوالدين محاولة التعرف على طفلهما هل مفرط (زائد) الحساسية أم لا. فإذا كان يعاني من فرط الحساسية فيجب أن يكون المنزل هادئاً بقدر الإمكان وأن تكون الإضاءة معتدلة ومريحة وتجنب أي شيء يسبب الإثارة الزائدة للطفل .
كذلك على الوالدين التأكد من توفير السلامة والأمان في المنزل .بعض الأطفال قد يحاولون القفز من النوافذ أو الجري إلى خارج المنزل أو الشارع وهؤلاء إحساسهم بالخطر ضعيف جدا ًفي الغالب وإذا كان الطفل يميل إلى الجري إلى الشارع فهناك نظم إنذار وتحكم مناسبة لهذه الحالة .
ويكمن دور الأسرة في دراسة الوظائف السلوكية والبحث عن الطرق والوسائل التي تساعد على الاتصال المناسب من خلال الكلمات أو الإرشادات كبديل لمشاكل سلوكية
* وفيما يلي بعض الإرشادات للوالدين:
1- حاول إدخال بعض الروتين والتنظيم في الحياة اليومية للطفل التوحدي. تأكد من أن طفلك يدرك ماذا سيحدث في الخطوة التالية. استخدام الصور الفوتوغرافية أو الرموز المصورة قد يكون له تأثير فعال في هذه الناحية.
2- يجب الوفاء بوعدك وحفظ كلمتك إذا وعدت الطفل بشيء ما. قد يحدث للطفل قلق شديد إذا أخلفت وعدك ولم يحدث ما توقعه منك.
3- حاول استخدام الإجراءات الوقائية. مثلاً فكر في أشياء تصرف انتباه الطفل بعيداً عما يسبب له القلق.
4- شجع الطفل على الخروج إلى الحديقة أو إلى أي مكان آخر مأمون عندما يشعر بالغضب أو القلق وتأكد من أنه يستطيع الوصول إلى هذه الأماكن بسهولة وبدون عوائق كثيرة.
5- استمع إلى طفلك. بعض الأطفال التوحديين قد يكونون قادرين على التعبير بطريقة ما عما يشوش عليهم أو يجعلهم قلقين وقد يحدث ذلك منهم حالاً أو بعد ساعات أو حتى بعد أيام . راقب سلوك طفلك ولاحظ أي أنماط سلوكية يمكن متابعتها وعلى ماذا تدل؟
6- أمعن النظر وفكر ملياً في بداية المشكلة فقد ترى سلوكاً معيناً ولكن السبب الأساسي قد لا يكون واضحاً. عندما يبدأ سلوك الطفل في التغير والاختلاف عما سبق لاحظ هل سبق ذلك أو تغيير في بيئته أو نمط حياته (الروتيني). كذلك لاحظ هل هناك أسباب صحية لهذا السلوك أم لا حيث أنه قد يكون سبب ضرب الطفل أحياناً لرأسه بالجدار بسبب إصابته بعدوى في أذنه كما قد يكون سبب عض أصابعه هو آلام الأسنان التي يعاني منها.
7- اختر الحافز المناسب للطفل عندما يتصرف بسلوك جيد واعرف ما هي الأشياء التي يحبها والتي يجدها مشجعة له ومثال ذلك إذا كان طفلك يحب مشاهدة فيلم فيديو معين دعه يشاهد الفيلم عندما يتصرف تصرفاً جميلاً.
8- كن ثابتاً ومنتظماً في المعاملة مها تكن الإستراتيجية التي تستخدمها تجاه الطفل ومن أجل النجاح في مهمتك يجب أن يستخدم الآخرون نفس الإستراتيجية واللغة التي تستخدما تجاه أي سلوك للطفل. من المهم جداً أن تكون حدود الأشياء واضحة لدى الطفل التوحدي.
* دور الوالدين في توجيه وتهذيب الطفل التوحدي:
يحتاج هؤلاء الأطفال إلى توجيه وإرشاد نحو السلوك القويم:
1- هل يفهم الطفل أن ما فعله كان خطئاً؟ يجب أن يدرك خطأه وأن يعرف لماذا هو خطأ! ومثالاً لذلك فبدل أن تقول للطفل ” كنت سيء السلوك هذا اليوم” من الأفضل أن تقول له ” أنت أخذت حلويات أختك وهي ليست لك”.
2- دع تركيزك على السلوك وليس على الطفل:
أخبر الطفل بأنك غير سعيد بما فعله (الطفل) وليس غير سعيد لوجوده ومثال ذلك لا تقل له أنت شرير أو سيء السلوك ولكن دعه يعرف بوضوح أن ما فعله كان خطئاً.
3- كن مدركاً بأن الطفل التوحدي قد لا يتعلم من التجارب. حيث من الصعب عليه تطبيق ما تعلمه في موقف ما على موقف آخر أو في حالة أخرى وقد يحتاج إلى توجيهات واضحة جداً بانتظام.
4- قم بتشجيع وتعزيز السلوك الجيد لديه وحاول تشجيعه وحفزه للسلوك الجيد وتجاهل سلوكه السيئ كلما كان ذلك ممكناً فكل اهتمام به قد يحفزه ويشجعه كثيراً.
* دور الوالدين في الحد من إيذاء الطفل لنفسه أو للآخرين في فترة المراهقة من خلال تحسين التواصل بينهما وبين أطفالهم وفيما يلي بعض المقترحات:
1- يجب إيقاف أشكال المعاقبة المعروفة…
من الأسباب الرئيسية التي تجعل المراهقين لا يتحدثون أو يتصلون بالكبار أو لا يتواصلون بحرية وصراحة معهم أن الكبار دائماً يعاقبون أو يوبخون المراهقين على يقولونه بشكل من الأشكال. ويأتي هذا العقاب بصورة تلقائية غير مقصودة .
فمثلاً تابع هذا الحوار:
الواالكرة.ا فعلت اليوم بعد حضورك من المدرسة؟
الابن: ذهبت لألعب مع أصدقائي الكرة.
الوالد: ولكنك كنت تشكو أمس من كثرة الواجبات المنزلية المطلوبة منك؟
الوالد: كيف وجدت الفيلم؟
الابن: غير نافع، بعد دقائق تركته وذهبت إلى منزل صديقي أحمد؟
الوالد: هل كان والده بالمنزل؟
لاحظ أن الحوار يبدو طبيعياً ولكن لاحظ أنه في كل مرة يقول فيها الطفل شيئاً يجد من الوالد تعليقاً انتقادينا. يجب أن تلاحظ أنه إذا أردت أطفالك يتواصلون ويتحدثون معك يجب ألا تكون انتقادينا.
2- يجب أن تأخذ ما يقوله طفلك بجدية:
عندما يخبرك طفلك عن مشكلة أو عن شعوره لا تقل له مثلاً “انتظر- هذه المشكلة ستختفي أو كل شخص يشعر بهذا الشعور أحياناً أو هذه هي الحياة ” لأن مثل هذه التعليقات تظهرك بأنك لا تأخذ الموضوع بجدية – لذا يجب عليك الإجابة بما يشعره بجديتك وأن ما يشعر به مهم وتشاطره حقيقة همه أولاً.
3- عندما لا يمكنك موافقة الطفل على ما قام به:
بعد استماعك إليه دون انتقاد وشكره على حديثه معك كما في موضوع لعبة الكرة السابق الذكر يجب عليك التركيز على شعورك أنت أولاً نحو ما عمله وليس التركيز على عدم صحة أو أخلاقية ما فعله. مثلاً يمكن البدء معه ( بأنك تود لو أنه أنجز واجباته المنزلية أولاً ثم ذهب إلى اللعب(
4- خذ بعض الوقت للاستماع إلى أطفالك!
رغم زحمة عملك وانشغالك يجب عليك أخذ وقت للاستماع إلى أطفالك عندما يقتربون منك للحديث معك وإذا كنت مشغولاً للغاية ولا تستطيع ترك ما تود عمله عليك إخبارهم بأنك ترغب الحديث معهم ولكنك الآن يجب عليك الذهاب إلى مستشفى / أو عمل ما وأنك ستجلس معهم عند رجوعك منه.
5- اكشف لهم عن بعض متاعبك!
عندما تكشف لأطفالك عن بعض المشاكل التي تواجهك فإنك تشجعهم بذلك على أن يكشفوا لك عن مشاكلهم وإذا كان لديك مشاكل اجتماعية أو مشاكل في العمل فربما المشاركة العرضية أحياناً تشجعهم على مشاكلهم لك أيضاً.
أما إذا سألوك عن الأشياء التي كنت تفعلها عندما كنت صغيراً أو شاباً فإن كنت مرتاحاً لما ستكشفه فيجب عليك الصدق أو بعض الصدق على الأقل وإذا لم ترد مناقشة ذلك أو كشفه فمن الأفضل أن تقول لهم ما يفيد بأنك فعلت أشياء تعتبر من الغباء أو غير جيدة وتريد أن تنساها ولا تتذكرها أبداً.
6- كن مطلعاً على ما يجري:
تأكد من أنك على علم وإطلاع بما يفعله ابنك أو ابنتك، وأين يذهبان. لا تتجسس عليهما ولكن اجعلهما يدركان أنك تريد معرفة أين سيذهبان وكيف ومع من ومتى سيعودان للمنزل؟ وبدون إقلاق تأكد من أصدقاء أطفالك وخاصة الذين لم ترهم سابقاً معهم. كن باحثاً عن الحقيقة ولا تتصرف كأنك تتوقع منهم الأسوأ ولا تبدو وكأنك تحقق معهم أو تسألهم أسئلة محرجة.
7 – النموذج الإيجابي:
لا تكن نموذجاً سيئاً لأطفالك لأن القول “اعملوا كما أقول لكم ولا تعملوا كما أعمل أنا” لا يفيد شيئاً بل يعتبر أسلوباً سيئاً في التنشئة. لا تحدثهم عن قصص خداعك وغشك للآخرين أو انتقامكم منهم أو عن استحسانك للسطو على الكبار فإن ذلك يشجعهم على السلوك السيئ. وإذا كنت تكره مجموعات أو أشخاصاً بعينهم وتريد الحط من شأنهم أو إيذائهم أو الاستخفاف بهم فيجب عليك مراجعة نفسك قبل أن تضرب مثلاً سيئاً لأطفالك بالكلام السيئ عنهم بل اترك الكلام عنهم كلية في وجود أطفالك، فمن المعروف أن الأطفال يقتدون بوالدهم في مثل هذه الأمور، بل هم يقلدونهم حتى في الصراخ والغضب وإساءة المعاملة، وكذلك في تناول المخدرات والمسكرات وغيرها . إذن من أجل أطفالك إن لم يكن من أجلك…عليك الابتعاد عن كل ما سبق ذكره.
8- ساعد أطفالك على النجاح في ما يفيدهم:
مثلاً في المجال الأكاديمي أو في هواية مفيدة كزراعة النباتات أو الرسم وشجعهم وامدحهم على تفوقهم وعلى اجتهادهم في المجالات المفيدة، واسألهم عن المجالات التي يجيدونها ويحبونها، ثم ساعدهم في ذلك سواء بتدريسهم أو إرسالهم لدورة تدريبية أو شراء كتب ..الخ. كذلك اقضِ ساعات معهم في عطلة نهاية الأسبوع وشاركهم في ألعابهم.
9- الترفيه واللهو مع العائلة :
مشاريع ونشاطات العائلة تعتبر فرصة مواتية لممارسة ما سبق ذكره. وكلما كبر الأطفال فهم يفضلون قضاء الأوقات مع قرنائهم، ومهما يكن فيمكن جذبهم وجعلهم يتحمسون للمشاركة في نشاطات الأسرة .
من خلال بعض الطرق والأساليب الملائمة كما يلي:
– دع الأطفال يقترحون بعض النشاطات وحتى إن لم توافق مزاجك، فلا مانع من ممارستها معهم.
– أدع صديق لهم لمشاركتكم في نشاطات العائلة ودعهم يحددونه بأنفسهم.
– دع النشاط أو الترفيه يكون مختصراً ربما ساعة أو ساعتين فقط.
-إذا كانت زوجتك أو أحد الأقرباء يمكنه العناية بالأطفال الصغار داخل المنزل، يمكنك أخذ الأطفال الكبار إلى مكان مناسب للترفيه عن أنفسهم لمدة ساعة أو ساعتين.
10- لا تتجاهل المشاكل:
الحياة لا تظل صافية دائما. عندما ترى أن مشكلة ما قد تكبر يجب العمل على إيجاد حل لها، فالمشاكل يسهل حلها في بداياتها ولكنها إذا استفحلت صعب حلها. أحياناً قد ترى أنه لا يوجد ما يستدعي القلق من مشكلة ما ولكن لا تنتظر حتى تستفحل.
11- اطلب المساعدة:
عندما تعتقد أن هناك خطأً كبيراً ولكنك لا تدري ما هو الحل، اطلب المساعدة فهناك مصادر وجهات كثيرة قد تجد لديها الحل، مثل المدرس أو المدرسة أو الطبيب النفسي، أو العيادة أو الوزارة أو المتخصصين …الخ. إن طلب المساعدة من الأكفاء والمختصين ليس عيباً والجبناء فقط هم الذين يخافون من طلب المساعدة في وقتها كما يقول المثل الصيني.
* فوائد التعاون بين الوالدين والمعلم والمدرسة :
لا شك بأن الكثير من الفوائد والحسنات كانت قد رصدت على يد الباحثين في موضوع الدور المشترك بين الأهل والمدرسة وتبين أن تلك الفوائد قد وزعت على جميع المشاركين في العملية التربوية كالتالي :
أ- فوائد تعود على الطفل
ب- فوائد تعود على الأهل
ج- فوائد تعود على المعلم
د- فوائد يمكن أن تجنيها المدرسة والمجتمع .
أ- الفوائد التي تعود على الطفل :
1- أن التعاون بين الوالدين والمعلم له تأثير ايجابي على التحصيل العلمي والأكاديمي للطفل وزيادة فرص التجاوب في المدرسة فمشاركة الأهل تزيد من عدد الأشخاص الذين يعملون مباشرة في برنامج النمو الخاص بالطفل .
2- بما أن تدريب الأهل على التعامل مع الطفل يقربهم أكثر من طفلهم وبالتالي فإن سلوك الطفل أيضا قد يتغير بصورة إيجابية .
3- عندما يقوم الأهل والمعلمون باستخدام الأساليب التعليمية المماثلة ، لا شك أن ذلك سيزيد من اهتمام تعميم الطفل للمعرفة والمهارات التي تعلمها في المنزل والمدرسة ومن ثم يقوم بتطبيقها في المجتمعات الأخرى.
4-الأهل والمعلمون الذين يقومون بالعمل المنظم في طرق تعديل السلوك والمهمات المحددة يزيد من احتمال تعلم الطفل لها ويحميه من القلق والإرباك والإحباط ، وكما أنه يخفض من احتمالية وقوع الطفل ككبش فداء ما بين التناقض والاعتراض الذي يحصل عادة بين الأهل والمعلم .
5- إن اهتمام الأهل ومشاركتهم الإيجابية يؤدي إلى شعور الطفل بالأمل ويشعر الأطفال بفخر بأن يكون لآبائهم دور في تربيتهم .
6- أن التواصل المتكرر ما بين الأهل والمعلمين له مردود ايجابي في مناقشات إيجابية عن الطفل بدلا من التعارض والتناقض فيما بينهما والذي يؤدي لوقوع الأزمات والمشكلات.
ب- الفوائد التي تعود على الأهل :
1- إن المشاركة في تعليم الطفل تساعد على تحقيق مهامهم الاجتماعية و الأخلاقية في مساعدة الطفل على النمو الكامل بقدر الإمكان .
2- إن العمل مع المعلمين يساعد الوالدين على تغيير سلوكهم حسب ما يتطلب الأمر ، وتحسين القيمة التربوية الأسرية عن طريق التعرف على الأفكار والأنشطة المناسبة لطفلهم.
3- بالتعاون المتماسك يقوم الآباء بتقبل المعلمين على أساس حلفاء لهم في بذل المساعي لتنمية الطفل.
4- تعليم الوالدين يزيد من كفاءتهم في أن يكونوا معلمين أساسين في تعليم الطفل في المنزل ، فيتعلم الوالدين أساليب التعليم الفعالة وإدارة السلوك ومهارات التواصل الناجحة.
5- مشاركة الوالدين قد تخفض من حدة المشكلات الشخصية والأسرية المتعلقة بصعوبات تربية الطفل ذي الاحتياجات خاصة.
6- ينشأ لدى الوالدين تقديرا أفضل لطفلهم وما يتصف به من جوانب القوة والضعف عبر المشاركة مع المعلمين ومع عائلات أخرى لديهم نفس المشكلة .
7- يصل الوالدين إلى رؤية واضحة إلى أن المعلمين يمثلون المصدر الجاهز ، والمتوفر لمساعدتهم في حل المشكلات الجديدة التي قد تطرأ أثناء سنوات المدرسة للطفل ذي الاحتياجات الخاصة
ج- الفوائد التي تعود على المعلم :
1- إن المشاركة الوالدية تزيد من فهم المعلمين للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وظروف حياتهم ، كما أن المعلمين يكسبون معلومات مهمة عن المشاكل الشخصية الحالية للطفل والوضع الأسري والمنزلي تجاه هذا الطفل .
2- يتعلم المعلم كيف ينظر إلى الوالدين كأفراد يتصفون بالاحترام والفهم …وكما أنهم قادرون على دعم جهود الآباء في المنزل ومن ثم تحسين الخبرة المدرسية للطفل أيضا .
3- يتلقى المعلمون الحوافز المعنوية وعبارات الشكر على جهودهم من الوالدين وبالتالي شعورهم بالفخر وبهويتهم .
4- تتيح مشاركة الوالدين فرص أكثر لعمل المعلمين مع الطفل لكي ينجح ، ويستطيع المعلمون أن يساهموا مع الوالدين في المسؤولية التعليمية وزيادة الفرص للتعليم الفردي ، ويكسب المعلمون من زيادة التماسك بين المنزل والمدرسة .
5- تأخذ مشاركة الوالدين منحى التواصل الإيجابي ما بين المعلم والوالدين وتخفض من التواصل السلبي أو سوء الفهم .
د-الفوائد التي يمكن أن تجنيها المدرسة :
1- تكسب المدرسة من المجتمع الاعتراف بتفوق وامتياز البرنامج التربوي التعليمي .
2- العلاقات الإيجابية المبنية على أساس الثقة المتبادلة ما بين الوالدين والمدرسة تؤدي إلى انخفاض الاحتمالات الخاصة بالاحتجاجات المتبادلة .
3- يستطيع الوالدين أن يخدموا كوسائل دعم ومساندة لكسب الإعانات المادية والبشرية وجميع التسهيلات الضرورية واللازمة لتحسين الخدمات المقدمة للأطفال.
4- يستطيع الوالدين من خلال دورهم التكميلي لفريق عمل المعلمين أن يدعموا جهود المدرسة في توفير البرامج الفردية .
5- مشاركة الوالدين تؤدي إلى زيادة اعتبارات واهتمامات المدرسة بالطفل ذي الحاجات الخاصة .
6- يستطيع الوالدين المساهمة بأفكار مفيدة لإعداد وتحسين برامج التربية الخاصة والمدارس العامة .
7- يستطيع الوالدين تنسيق التعاون ما بين المدرسة والمؤسسات الأهلية ، والمؤسسات الحكومية في إعداد البرامج المناسبة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة . كما يمكنهم تجنيد وتوفير مصادر الدعم .
* وجود طفل توحدي في الأسرة وكيفية تعامل إخوته العاديين معه ودور الوالدين في ذلك :
عندما يسيطر القلق على الوالدين حول الطفل التوحدي ،مصحوبا بعدم إعطاء أطفالهم غير المصابين بالتوحد معلومات كافية عن حالة أخوهم التوحدي،فإن هؤلاء الأطفال سيصعب عليهم في أكثر الأحيان التغلب على الوضع بشكل ايجابي .
وفي هذا الوضع يجب تدخل الوالدين وهنا نقدم بعض الاقتراحات والإرشادات للوالدين لمساعدة أطفالهم العاديين لتغلب على هذا الوضع (وجود أخ توحدي في المنزل):
1- اشرحوا مواطن القوة والضعف لدى أخوهم التوحدي
2- علموا الأطفال كيف يتفاعلُ مع أخيهم التوحدي
3- وازنوا بين الأوقات التي تقضونها مع الأطفال
4- لا تعطوا الطفل غير المصاب بالتوحد مسؤوليات أكثر مما يستطيع أن يحمل
5- عندما يريد الطفل أن يقضي وقتاً بمفرده بعيدا عن أخيه التوحدي ،ينبغي احترام رغبته إلى حد ما
6- اسمحوا لأطفالكم بالتفاعل مع الأطفال الآخرين الذين لهم أخوة توحديون أيضا .في هذه الحالة سيعبرون عما في أنفسهم لأشخاص من جيلهم يستطيعون أن يفهموهم أفضل مما يفهمهم الكبار
* مقدار الاهتمام الذي يعطيه الوالدان لأطفالهما العاديين :
يميل الوالدين إلى إعطاء طفلهما التوحدي اهتمام أكثر مما يعطيانه لأطفالهم الآخرين .وسيشعر الأطفال العاديون بدورهم بأنهم مهملون .إن من المهم أن يعطي الوالدان اهتماما كافيا لأطفالهم غير التوحديين .إن قضاء الوالدين وقتا مع أطفالهما يسهل على الأطفال تقبل الوضع الناشئ عن وجود أخ توحدي . يحتاج الأطفال العاديون في بعض الأحيان أن يخرجوا مع الأسرة دون اصطحاب الطفل التوحدي .ويحتاجون إلى أن يلعبوا مع والديهم دون أن يقلقوا من مشاركة الطفل التوحدي لهم ،أو الاتجاه إلى مجاملة الطفل بسبب مشكلته .
* المصدر
– مقتبس من بحث دور الأسرة ” الأبوين والاخوة ” مع الطفل التوحدي للباحثة فاطمة محمد