يعتبر تعديل السلوكـ من الموضوعات المهمة في مجال الإعاقة العقلية ، فهو محاولة يقوم بها المعلمون والأخصائيون والأهل بهدف تغيير السلوكـ الظاهري الذي يصدر عن المعاق في المواقف المختلفة ، وذلكـ بإعطائهم الوسائل التي تمكنهم من التحكم بهذا السلوكـ بطريقة منهجية ، وعن طريق استخدام جميع الأساليب والطرق الممكن استخدامها للتأثير على السلوكـ الإنساني وتعديله إلى ما هو أفضل حتى يستطيع أن يتكيف مع مجتمعه الذي يعيش فيه ويمارس كافة المهارات اللازمة للسلوكـ التكيفي ، بالإضافة إلى كف السلوكيات الغير مرغوب فيها وتقليل فرص ظهورها باستخدام أساليب تعديل السلوكـ المختلفة .
وقد ساهم العاملون في مجال التربية الخاصة وتعديل السلوكـ على إيجاد قنوات للتعاون بين البيت والمدرسة فالسلوكيات التي يتعلمها الطفل في المدرسة لا بد من أن يعمم استعمالها على مختلف البيئات ولا سيما بيئة البيت ، لذلكـ كان لا بد من تعاون الأسرة واطلاعها على ما تقوم به المدرسة ، وعلى الوالدين معرفة الأساليب التي يمكن للطفل بواسطتها اكتساب عملية التعلم ، كالتعزيز والإغفال وغيرها من أساليب تعديل السلوكـ ، ويذكر ديكي وبومان أن معظم السلوكـ الإنساني مكتسب من البيئة من حوله .
والتعلّم هو تغير في الأداء وسلوكـ الفرد بصورة إيجابية ونحو الأفضل سواء كان حركيا أو جسميا أو عقليا أو نفسيا واجتماعيا ، وعلى من يقوم بتعليم المعاقين عقليا أن يعزز الاستجابات المرغوب فيها لتثبيتها وتقوية فرص ظهورها مرة أخرى وعلى المعلم أن ينتقي تلكـ التعزيزات التي تناسب الأطفال المعاقين عقليا فالتعزيز الرمزي هو أفضل أنواع التعزيز وأكثرها ملائمة للمعاقين عقليا .
وتشير الدراسات إلى أن استخدام أساليب العقاب والتهديد من الوالدين يؤدي إلى شعور الطفل بالدونية وعدم الثقة والعكس صحيح بالنسبة للأطفال الذين يعززون من قبل الوالدين فهم أكثر ثقة في قدراتهم وإمكاناتهم .
وتعد المهارات المنزلية من أهم الأعمال التي يفضل تدريب ذوي الإعاقة العقلية عليها وذلكـ لمساعدتهم الاعتماد على أنفسهم في القيام باحتياجاتهم اليومية داخل المنزل ، وهذا يجعل الفرد أقل عبئا واعتمادا على الآخرين ممن يعيش معهم .
ولكي يتعلم المعاق عقليا تنفيذ التتابع التعليمي في تعلم المهارات ، مثل استخدام الشوكة والهاتف وربط الحذاء وقول مرحبا ، يجب استخدام تقنيات تعديل السلوكـ التي تستخدم بشكل واسع في الرعاية والنظافة الشخصية ومهارات الحياة اليومية والاعتماد على الذات .
ويظهر أنّ استخدام أسلوب النمذجة والتعلم بالتقليد مناسب جدا في التدريب على المهارات الاجتماعية لأن الطفل يتعلم بملاحظة النموذج ، ويلعب النموذج الحي دورا مهما للأطفال المعاقين عقليا بوجه خاص ، لذا على الوالدين أن يحسنا من سلوكهما ويحرصا على آداب السلوكـ لأن الأطفال سيقلدون الوالدين ، ويتعلم الأطفال السلوكـ الذي يرونه أكثر من الذي يسمعونه عن طريق النموذج مع تقديم الإيماءات والإيحاءات للطفل ، ونجد أن الطفل المعاق عقليا يحب التقليد ويجد متعة فيه لذلكـ على المدرب أن يقوم بالسلوكـ أمام الطفل بشكل واضح وبطيء ومتكرر حتى يستطيع الطفل أن يعيده ويقلده ، مع منح تعزيز على كل استجابة صحيحة نجح الطفل القيام بها .
ويحتاج كل طفل إلى اكتساب بعض العادات ولو كان من المعاقين عقليا ، فالمعروف أن المعاقين عقليا لا يسعون ولا يفكرون كثيرا بالتقدم نحو الأفضل ، ولذا كان من الواجب توجيههم بتوجيهات ما أمكن ذلكـ ، والمهارات التي يتعلمها الطفل المعاق عقليا يجب أن تكون ذات قيمة وفائدة عملية في حياته اليومية والمستقبلية والتي تمكنه من التفاعل مع مجتمعه الذي يعيش فيه .
* المصدر
– الإعاقة العقلية ، خوله أحمد يحيى،د. ماجدة السيد عبيد .
شاهد أيضاً
بعض الجهات تصدر بطاقة معاق .. ماهي؟ وما فائدتها؟
بعض الجهات الحكومية المختصة بخدمات المعاقين تصدر بطاقة بمسمى بطاقة معاق لكي تثبت حالة اعاقته …