لقد استقطبت الوقاية من الإعاقة العقلية والوقاية منها استقطاب العالم أجمع ، في الآونة الأخيرة ، وبرزت كأحد المسائل التي تتطلب المواجهة الفعالة وتركيز الجهود ، ومن المؤكد أن مشكلة يعاني منها نسبة كبيرة من الناس في شتى أنحاء العالم ، لا بد وأن توضع في قائمة الأولويات بين المسائل التي تستوجب المجابهة الإيجابية والفعالة التي تتطلب تكاتف الجهود المحلية والعالمية لمواجهتها بشكل علمي جاد ، ولذلك تضافرت جهود كل الأطباء والمتخصصين لوضع البرامج الوقائية للحد من حدوثها .
* تعريف الوقاية من الإعاقة :
هي مجموعة من الإجراءات والخدمات المقصودة والمنظمة التي تهدف إلى الإقلال من حدوث الخلل أو القصور المؤدي إلى عجز في الوظائف الفسيولوجية أو السيكولوجية ، والحد من الآثار المترتبة على حالات العجز ، بهدف إتاحة الفرص للفرد لكي يحقق أقصى درجة ممكنة من التفاعل المثمر مع بيئته ، بأقل درجة ممكنة وتوفير الفرصة له لتحقيق حياة أخرى أقرب ما تكون من العاديين ، وقد تكون تلك الإجراءات والخدمات ذات طابع اجتماعي أو تربوي أو تأهيلي .
* أهمية الوقاية من الإعاقة :
على الرغم من أن الإعاقة العقلية هي عرض من الأعراض المرافقة لحالات كثيرة ، إلا أن الأبحاث الطبية لم تتوصل لأكثر من حوالي 25 % من الأسباب المؤدية للإعاقة العقلية ، وهذا يعني أن
75 % من أسباب الإعاقة العقلية ما زالت غير معروفة .
ولكن هذا الواقع لا يقلل من أهمية بذل الجهد على مستوى الوقاية ، ولا شك أن الوقاية من هذه العوامل ، تساعد في التقليل من نسبة انتشار الإعاقة العقلية ، حيث يمكن تقليل خطر زيادة الإعاقة العقلية بنسبة كبيرة إذا عمل وفق النصائح التي تفيد في التقليل من نسبة انتشارها .
* ولا تؤدي العملية الوقائية الأغراض التي وضعت من اجلها ، إلا إذا تضافرت جميع الجهود لوضع كافة بنودها قيد التنفيذ من قبل :
– الأسرة والمجتمع بكافة أفرادها ، والدولة بكافة مؤسساتها ذات الصلة بالعملية الوقائية .
– الباحثين والدارسين ، ومخططي البرامج الوقائية من الأخصائيين والقائمين على تنفيذها .
* مستويات الوقاية من الإعاقة العقلية :
تقسم مستويات الوقاية من الإعاقة إلى ثلاث مستويات وهي :
1- الوقاية الأولية :
وهي الإجراءات والتدابير التي تتخذ قبل حدوث المشكلة ، وتعمل على منع حدوثها ، وذلك بتوفير الخدمات والرعاية المتكاملة الصحية والاجتماعية والثقافية في البيئات والأسر ذات المستويات المتدنية اجتماعياً واقتصادياً ، والتحصين ضد الأمراض المعدية ، وتحسين مستوى رعاية الأم الحامل ، وتوعيتها بأسباب الإعاقة.
2- الوقاية الثانوية :
وهي الإجراءات والتدابير التي تكفل التقليل من الاستمرار أو تعمل على شفاء الفرد من بعض الإصابات التي يعاني منها ، أي تحول دون تطور الإصابة من خلال الكشف المبكر .
3- الوقاية الثلاثية :
وهي الإجراءات والتدابير الوقائية والأفعال التي تحد من المشكلات المترتبة على الإعاقة العقلية ، وتعمل على تحسين مستوى الأداء الوظيفي للفرد ، وتساعد على التخفيف من الآثار النفسية والاجتماعية عند حدوث الإعاقة .
* ومن أهم مبادئ الوقاية من الإعاقة ما يلي :
1- التعرف على الأسباب ومنع حدوثها .
2- رفع المستوى الاجتماعي والاقتصادي للأسر .
3- التوعية الأسرية من خلال الإرشاد الأسري ، والإرشاد الجيني ، والإرشاد الصحي .
4- توعية المجتمع .
* برامج الوقاية من الإعاقة العقلية :
من برامج الوقاية من الإعاقة العقلية وأكثرها أهمية :
1- برنامج الإرشاد الجيني :
وهو برنامج يساعد الوالدين الذين يستعدون للزواج أو الأسر التي لديها طفل معوق ، بإعطائهم المعلومات حول الصفات السائدة والمتنحية والعوامل الوراثية واختلاف العامل الرايزيسي بين الأم وابنها ، وهو برنامج توعيه .
2- برنامج العناية الطبية أثناء الحمل :
وهو برنامج لتوعية الأمهات الحوامل بالنسبة للتغذية المناسبة والأمراض المعدية والعناية الطبية وتجنب الأدوية والأشعة والمخدرات والراحة النفسية .
3- برنامج توعية الأمهات حول أهمية الولادة في المستشفى :
من أسباب الإعاقة العقلية الولادة في المنزل بسبب قلة التجهيزات الطبية في المنزل وقلة النظافة وعدم القدرة على تفادي الاختناق وغيرها .
4- برنامج توعية الوالدين حول أهمية التشخيص المبكر :
يجب توعية الأمهات حول المظاهر غير المطمئنة لدى الطفل منذ ولادته ، وان اكتشاف مثل هذه الإعاقات مبكراً يساعد في تقليلها أو إنقاذها مثل ( اضطرابات التمثيل الغذائي ) * المصدر – موقع ملتقى العالم العربي لذوي الاحتياجات الخاصة