يقصد بالتدخل المبكر للمعاقين عقليا الجهود المبذولة في تحديد الأطفال المعرضين قبل وأثناء وبعد الولادة إن أسلوب التدخل المبكر يهدف في النهاية إلى تحسين قدرات الأطفال على التطور والتعلم ، وهو يستند على الحقائق التي تقول بأن أكثر تطورات التعلم تحدث في أول خمسة أعوام من الحياة ، وأن التنشيط الذي يتلقاه الطفل خلال هذه السنوات المبكرة من شأنه أن يعود بأثر هام على تطور القدرات المعرفية واللغوية علاوة على السلوك الاجتماعي والنفسي للطفل فيما بعد .
تهتم البرامج التي تستهدف الأطفال في السنوات الأولى من العمر من ( 0 – 3 ) سنوات بالدرجة الأولى الوالدين ، وذلك من خلال التثقيف في مجال التربية وأنشطة الدعم والمساندة ، في حين تشمل البرامج التي تستهدف الأطفال الأكبر سناً من ( 3 – 5 ) سنوات في العادة برامج للفترة التي تسبق الالتحاق بالمدرسة ، من أجل ضمان النمو الجيد ، وتعزيز المهارات الإيجابية المعرفية والاجتماعية والعاطفية في الأطفال ، التي سيكون لها آثار طويلة المدى على قدرة الأطفال على التعلم في المستقبل بإذن الله .
– ويمكن أن تصنف البرامج الخاصة بمرحلة ما قبل المدرسة مع الأطفال المعاقين فكرياً إلى نوعين هما :
1- برامج الطفولة المبكرة المصممة بهدف الوقاية .
2- برامج الطفولة المبكرة المصممة لأغراض النمو اللاحق .
وبوجه عام ، فإن النوع الأول يستهدف الأطفال الذين يعتبرون عرضة لخطر الإصابة بالإعاقة الفكرية البسيطة ، أما النوع الثاني فهو مصمم للأطفال الذين يعانون من الإعاقة الفكرية الشديدة .
ويهدف النوع الأول من البرامج الموجهة لأغراض الوقاية ، إلى خفض معدلات الإصابة بالإعاقة الفكرية ، وتحقيق آثار إيجابية طويلة المدى .
بينما يهدف النوع الثاني إلى تحقيق أهداف نمائية خاصة بالأطفال المعاقين فكرياً ، فبعد أن يتم التشخيص وتحديد الإعاقة ، توضع البرامج الخاصة بالأطفال من أجل مساعدتهم على تحقيق أفضل مستوى ممكن .
تركز هذه البرامج بدرجة عالية على النمو اللغوي والفكري . ولأن هؤلاء الأطفال أحياناً يواجهون إعاقات متعددة ، فأن اختصاصي اضطرابات اللغة والكلام ، واختصاصي العلاج الطبيعي، و اختصاصي العلاج الوظيفي، وغيرهم يشاركون في البرامج التعليمية الموجهة للطفل المعاق فكرياً .
كما أن العديد من البرامج تُشرك الآباء، وتوفر لهم الفرص في تعليم أطفالهم ، فمن خلال الممارسة مع الطفل فإن الآباء يستطيعون تعزيز بعض المهارات التي يعمل المعلمون
على إكسابها للطفل .
فعلى سبيل المثال يستطيع الآباء أن يساعدوا في إكساب مهارات العناية بالذات ، وتعلم الكلام ، وبعض أنواع الأنشطة الحياتية اليومية .
– خصائص البرامج الفعالة في التدخل المبكر :
1- برامج اليوم الكامل .
2- المعلمون المعدون جيداً .
3- التفاعل الإيجابي مع الطفل .
4- مشاركة الأسرة .
5- مشاركة الفريق متعدد التخصصات .
– عوامل نجاح برامج التدخل المبكر :
1- توفير تدخلات عالية الجودة في برامج التدخل المبكر منذ البداية ، لأن كل ما كان التحاق الأطفال بهذه البرامج مبكراً ولمدة طويلة كلما زاد الأثر العائد منها عليهم .
2- ضمان النمو الشامل للأطفال وذلك عن طريق تشجيع العلاقات الداعمة المساندة ، وفرص التعليم الغنية ، علاوة على التغذية الأساسية وخدمات الرعاية الصحية .
3- إن تكون برامج تدريب الوالدين أحد المكونات الأساسية في برامج التدخل المبكر وذلك لمنع تعرض الأطفال لسوء المعاملة أو الإهمال .
4- إشراك الأهل والمجتمع في تنفيذ برنامج التدخل المبكر لخلق شعور بالارتباط بين الأهل والأطفال .
5- إنشاء برامج التدخل المبكر التي تستوعب كل الأطفال .
6- الحرص على أن يكون المنهج الدراسي في مرحلة الطفولة المبكرة مناسبًا من الناحية النمائية ويعتمد على أسلوب المشاركة.
– المؤشرات قبل الولادة :
ويبدأ التدخل المبكر في مجال التعرض للإعاقة العقلية أثناء الحمل ، بهدف التعرف على الأجنة المعرضة للإعاقة العقلية .
ويستخدم في ذلك عدة مؤشرات من أهمها التالي :
1- وجود خلل في الجينات عند الوالدين أو أحدهما .
2- إنجاب الأسرة لطفل به خلل كروموسومي قبل الحمل الحالي .
3- وجود تاريخ للإجهاض عند الأم .
4- وجود اختلاف في فصائل الدم عند الزوجين ( ويقصد به هنا الاختلاف في ايجابية وسلبية الدم أي positive فصيلة الدم الموجبة ، nogativeفصيلة الدم السالبة في العامل الريسوسي) . 5- تدخين الأم أو تعاطيها للكحوليات .
6- الحمل بعد سن الخامسة والثلاثين( تبين من الدراسات في أمريكا أن 7% من الأطفال عموما و33% من الأطفال المعاقين يولدون من أمهات بعد سن الخامسة والثلاثين فاعتبر الباحثون حمل المرأة بعد هذا السن من عوامل تعرض الأجنة إلى الإعاقة العقلية والجسمية )
فهذه العوامل تعوق النمو العقلي عند الأجنة وتجعلها معرضة للإعاقة العقلية قبل الولادة – وتستدعي التدخل المبكر لعلاجها قبل أن تؤذي دماغ الجنين ، أو التخفيف من تأثيرها على إعاقة النمو العقلي والجسمي قبل الولادة .
-المؤشرات بعد الولادة :
أما بعد الولادة فمن المؤشرات التي تدل على التعرض للإعاقة العقلية الآتي :
1- الولادة قبل الأوان أو ولادة طفل ناقص الوزن .
2- وجود إعاقة جسمية أو عقلية عند الوليد .
3- الفقر وتفكك الأسرة التي يولد فيها الطفل وهنا يكون تخلف ثقافي أو يسمى الطفل المعرض للإصابة بالإعاقة العقلية نتيجة للبيئة التي حوله .
4- انخفاض المستوى الثقافي للوالدين .
5- انخفاض ذكاء الأم وإعاقتها العقلية
6- التخلف الثقافي والاجتماعي للمنطقة التي يسكن فيها الطفل .
فهذه الظروف تجعل الأطفال معرضين للإعاقة العقلية بعد الولادة مباشرة ، وتتطلب التدخل لحمايتهم من الإعاقة العقلية المعروفة بالتخلف الناتج عن عوامل ثقافية وأسرية
* المصدر
– الإعاقة العقلية : دليل المعلمين وأولياء الأمور ، أ : عدنان ناصر الحازمي
– التدخل المبكر : النماذج والإجراءات ، د : إبراهيم عبد الله الزريقات
– موقع ملتقى العالم العربي لذوي الاحتياجات الخاصة – موقع أطفال الخليج لذوي الاحتياجات الخاصة