– يقول صاحب كتاب مقدمة في التربية الخاصة [1] “يعتبر التعرف على أسباب الإعاقة من الأهداف الأساسية للتربية الخاصة و ذلك من أجل وضع برامج للوقاية من الإعاقات . لذا فقد بذل العلماء جهودا كبيرة من خلال الدراسات العلمية المختلفة لمعرفة أسباب حدوث الإعاقة . و تعتبر الكثير من العوامل المسببة للإعاقة العقلية و المعروفة للأخصائيين التربويين و الأطباء لا تزيد عن 25% ونسبة 75% الباقية غير محددة الأسباب . و يشير كوفمان koffman إن نسبة معرفة أسباب حدوث الإعاقة بشكل عام و الإعاقة العقلية على وجه الخصوص لا يمكن تحديدها بنسبة 80-90% من الحالات .
و هذا سيتطلب جهوداً كبيرة لمواجهة حالات الإعاقة و معرفة أسبابها . و عند مطالعتنا لأسباب الإعاقات المختلفة نجد مثلاً: الحصبة الألمانية التي تصاب بها الأم أثناء الحمل خصوصاً في الشهور الأولى للحمل قد تسبب الإعاقة العقلية ؟أو السمعية أو البصرية أو جميعها عند الطفل . و كذلك تناول العقاقير أو الأدوية بدون استشارة الطبيب أو تعرض الأم الحامل لأشعة x .
و يمكن تلخيص الأسباب الرئيسية المؤدية أو المحتملة لحدوث الإعاقات ما يلي :-
أولاً : الأسباب الوراثية :
تعتبر الأسباب الوراثية من الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى حدوث الإعاقات حيث أن صفة وراثية سائدة لدى أحد الوالدين تحتمل ظهورها لدى الطفل بواقع ( 1:3 ) و قد تكون صفة متنحية يحملها كلا الوالدين و هما قادران على توريثها للطفل . ومما يجدر ذكره هنا إلى ارتفاع العوامل الوراثية المسببة لبعض الإعاقات في الوطن العربي نتيجة زواج الأقارب و عدم الفحص الطبي قبل الزواج وتعتبر الاضطرابات الكروموسومية أيضاً من العوامل الوراثية المسببة لحدوث الإعاقات و كذلك الاضطرابات لعملية التمثيل الغذائي و الأيض .
ثانياً : أسباب ما قبل الولادة :
تعتبر أمراض التي تصيب الأم الحامل قبل الولادة أو أثناء الحمل كالحصبة الألمانية حيث يعمل فيروس الحصبة على حدوث خلل في الجهاز العصبي المركزي للجنين وخاصة المراحل الأولى من الحمل مما يؤدي للإصابة بإحدى الإعاقات العقلية أو السمعية أو البصرية أو الحركية وكذلك إصابة الأم بإحدى الأمراض الجينية أو سوء التغذية للأم الحامل أو تعرضها لأشعة أكس أو تناول العقاقير و الأدوية دون استشارة الطبيب . من العوامل المسببة لحدوث الإعاقات . كما أن البيئة الملوثة بالمواد الكيماوية . خاصة في المناطق الصناعية حيث مخلفات المصانع السامة تؤدي بطريقة مباشرة وغير مباشرة إلى حدوث الإعاقة و كذلك اختلاف العامل الرايزيسي RHبين الأم والجنين خاصة عند الولادة الثانية والذي يعمل على تكوين أجسام مضادة تقضي على الجنين أو تؤدي إلى حدوث إعاقة .
ثالثاً: أسباب أثناء الولادة :
تعتبر الأسباب التالية من العوامل المسببة لحدوث الإعاقة أثناء الولادة وهي :
نقص أثناء عملية الولادة و التي تؤدي في كثير من الأحيان إلى الوفاة أو الإصابة بإحدى الإعاقات و ذلك لعدم تغذية خلايا الدماغ أو القشرة الدماغية عند المولود مما يؤدي إلى تلفها .
الصدمات الجسدية التي تحدث للجنين خصوصاً في منطقة الدماغ مما يؤدي لإصابة خلايا الدماغ . و سببها خطأ من الطبيب أو القابلة .
الالتهابات المختلفة التي قد يصاب الطفل بها و الناتجة عن استخدام أدوات غير معقمة أثناء الولادة أو ولادة الطفل في جو ملوث مما يشكل خطر على الطفل المولود مثل الموت أو الإعاقة .
رابعاً : أسباب ما بعد الولادة
حيث تعتبر الأسباب التالية من العوامل المسببة لحدوث الإعاقة بعد الولادة وهي :
سوء التغذية للطفل والذي يؤدي إلى شكل من أشكال الإعاقة و يعتبر سوء التغذية من العوامل المسببة للإعاقة عند الفئات الفقيرة .
الحوادث و الصدمات وخاصة التي تحدث في الرأس .
الأمراض و الالتهابات و خاصة التي يصاحبها ارتفاع في درجة الحرارة مما يؤدي إلى الإصابة بالسحايا و خاصة في السنوات الثلاثة الأولى من العمر .
إصابات شبكة العين مما يؤدي إلى إعاقة بصرية .
إصابات طبلة الأذن أو زيادة المادة الصمغية قد تسببان الإعاقة السمعية دون غيرها والالتهابات و تصلب الأذن كذلك .”[2
– ويقول صاحب كتاب التدخل المبكر [3] عن نفس الموضوع [4]بأن الأسباب” تختلف من إعاقة إلى أخرى ، إلا أن هناك المئات من عوامل الخطر التي بين البحث العلمي أنها تكمن وراء حالات الإعاقة ، وسيتم استعراض جملة الأسباب هذه ضمن ثلاث مجموعات هي :
أ- مجموعة الأسباب المرتبطة بمرحلة ما قبل الولادة .
ب- مجموعة الأسباب المرتبطة بمرحلة الولادة .
ج- مجموعة الأسباب المرتبطة بمرحلة ما بعد الولادة .
أ- مجموعة الأسباب المرتبطة بمرحلة ما قبل الولادة ( الحمل ) :
1) قد تتعرض الأم الحامل أو الجنين الذي تحمله لجمله من العوامل التي يحتمل أن تنتهي بضعف أو عجز أو إعاقة مستقبلية لدى الطفل ، و من أهم هذه العوامل : تعرض الأم للأمراض الخطيرة مثل : الحصبة الألمانية (حيث يرتبط هذا المرض بالعديد من الإعاقات ) و اضطرابات القلب و الكلى و الغدد والربو الشديد و تسمم الحمل و الأمراض الجنسية .
2) تعرض الأم الحامل لعوامل ضارة مثل : التدخين و الكحول و العقاقير الطبية و الأشعة السينية و سوء التغذية .
3) الخداج و الذي يعني ولادة الطفل قبل الموعد الطبيعي أو انخفاض وزنه لحظة الولادة بشكل ملحوظ .
4) عدم توافق العامل الريزيسي ( عدم وجود العامل الريزيسي لدى الأم و وجوده لدى الجنين).
5) نقص الأكسجين لسبب أو لآخر مثل : الأنيميا و تعرض الأم الحامل لاختناق أو التفاف الحبل السري حول عنق الجنين .
6) العوامل الوراثية حيث أن كثيراً من الإعاقات ينتقل وراثياً من الآباء إلى الأبناء من خلال الجينات السائدة أو المتنحية أو المحمولة على الكروموسوم الجنسي .
7) الاضطرابات الكروموسومية ( كما في حالة المنغولية – متلازمة داون –مثلاً ).
ب- مجموعة الأسباب المرتبطة بمرحلة الولادة:
بوجه عام ، تتضمن هذه المجموعة من الأسباب جملة العوامل التي تطرأ منذ بداية المخاض و حتى الولادة الفعلية للطفل و التي قد تؤثر على النمو المستقبلي للطفل . و من أهم هذه العوامل :
1) إصابة دماغ الطفل أثناء عملية الولادة .
2) صعوبات الولادة كما الولادة في المقعدية أو بالملقط أو بالشفط .
3) ارتفاع نسبة المادة الصفراء (البلريوبين ) .
4) النزيف أثناء الولادة .
5) نقص الأكسجين بسبب انفصال المشيمة قبل موعدها أو إصابة الطفل بالأمراض الرئوية الحادة أو الاختناق و غير ذلك .
6) استخدام العقاقير المخدرة أثناء عملية الولادة .
7) الولادة باستخدام أساليب خاصة .
ج- مجموعة الأسباب المرتبطة بمرحلة ما بعد الولادة
ما تشير إليه هذه المجموعة من الأسباب هو جملة المتغيرات الطبية أو البيئية التي أذا ما تعرض لهل طفل ولد طبيعياً قد تنتهي بإعاقة ما .و هذه المتغيرات :
1) تعرض الطفل لأمراض خطيرة مثل : التهاب السحايا و التهاب الدماغ و التهاب الأذن الوسطى .
2) الظروف الأسرية المضطربة و الحرمان البيئي الشديد .
3) الإصابات المختلفة و بخاصة إصابات الرأس التي تنتج عن الحوادث داخل المنزل و خارجه .
4) الأمراض المزمنة الخطيرة .
5) إساءة استخدام العقاقير الطبية .
6) التسمم بالرصاص أو بغاز أول أكسيد الكربون ، و غير ذلك .
7) الحمى الشديدة و بخاصة إذا لم تتم معالجة سببها في الوقت المناسب .”[5]
* المصدر
– مقتبس من بحث في تعاريف الإعاقة للباحثة فاطمة محمد
[1] كتاب مقدمة في التربية الخاصة د.تيسير مفلح والأستاذ.عمر فواز عبدالعزيز
[2] صفحة 24-26 من كتاب مقدمة في التربية الخاصة .
[3] للدكتور جمال الخطيب والدكتورة منى الحديدي .
[4] أسباب الإعاقة .
[5] صفحة 219-222 من كتاب التدخل المبكر .