تعتبر فئة الأطفال من ذوي اضطرابات التواصل كبيرة وخصائصها متباينة و ذلك لارتباط اضطرابات التواصل بمظاهر الإعاقة العقلية و السمعية و الانفعالية و صعوبات التعلم و الجسمية ، الأمر الذي يؤدي إلى صعوبة تحديد خصائص محددة على صعيد المظاهر النمائية العقلية أو الجسمية أو الانفعالية أو المعرفية لهذه الفئة إلا انه يمكن الإشارة إلى خصائص عامة أشارت إليها بعض الدراسات و أشار كل من هالاهان و كوفمان أن مستوى أداء الأطفال ذوي الاضطرابات اللغوية على مقاييس القدرة العقلية متدن ٍ مقارنة الأطفال العاديين ، كذلك الحال فيما يتعلق بالتحصيل و السلوك التكيفي و ذلك لان نسبة كبيرة من ذوي الاضطرابات اللغوية و الكلامية هم من ذوي الإعاقة العقلية و الجسمية و صعوبات التعلم و السمعية و الانفعالية .
– أما فيما يتعلق بخصائص الانفعالية و الاجتماعية لهذه الفئة فتتصف بمستويات عالية من القلق و التوتر و عدم الثقة بالنفس و الإحباط و الشعور بالذنب ، و القيام بالسلوكيات غير تكيفيه كالسلوك العدواني و الشعور بالرفض من قبل الآخرين ، و الانسحاب من المواقف الاجتماعية و الشعور بالفشل ، و قد تصدر هذه الاستجابات عن الفرد من ذوي الاضطرابات اللغوية و الكلامية بفعل اتجاهات الآخرين نحوه و توقعاتهم منه فقد يعامل الفرد بطريقة مبالغ فيها من الحماية الزائدة أو الرفض و العزل .
– أما بالنسبة للخصائص السلوكية للأطفال الذين يعانون من اضطرابات كلامية ولغوية فيمكن إجمالها بشكل عام بما يلي :
1- يواجه الأفراد الذين يعانون من ضعف في اللغة صعوبة التفكير في الكلمة المناسبة عندما يتكلمون ، ويمكن التغلب على هذه المشكلة من خلال تدريب الأطفال الذين يعانون من هذه المشكلة على تنظيم استجاباتهم بصورة منطقية وذلك من خلال تقديم التعزيز لهؤلاء الأطفال عند طرح أكبر عدد ممكن من الكلمات التي ترتبط بفكرة معينة .
2- يواجه الأطفال الذين يعانون من اضطرابات لغوية مشكلات في استخدام المعلومات اللفظية للوصول إلى استنتاجات ملائمة ، و يمكن التخلص من هذه المشكلة عن طريق تدريب الأطفال على تجزئة و تحليل المهارات اللغوية إلى أجزاء صغيرة للوصول إلى تعلم المهارة اللغوية في نهاية المطاف .
3- يواجه الأطفال الذين يعانون من اضطرابات في اللغة المنطوقة صعوبات في تعلم مفردات جديدة ، ويمكن التغلب على هذه المشكلة عن طريق استخدام التعلم متعدد الحواس ، فقد يجد الطفل الذي يعاني من مشكلات لغوية ضعفا في معالجة المعلومات سمعيا ولذلك يجب استغلال الصور ومشاهدة الأفلام والتعليم من خلال اللعب أو الدراما لتدريب الأطفال على تعلم مفردات جديدة ويتم ذلك من خلال استخدام طريقة الإعادة المتكررة والتعزيز .
4- يواجه الأطفال الذين يعانون من اضطرابات في اللغة مشاكل في فهم الكلمات ذات المعاني المتعددة ، فهم قد يعرفون معنى الكلمة ولكنهم يستخدمون هذا المعنى في مواقف غير مناسبة أي عدم القدرة على تعميم استخدام هذه الكلمات في المواقف المناسبة و لذلك يجب استخدام أسلوب التعليم الذي يركز على استخدام الأدوات و الوسائل التعليمية التي تساعد في ترسيخ هذه الكلمات في ذهن المتعلم .
5- يواجه الأطفال الذين يعانون من اضطرابات اللغوية مشاكل في التكيف الاجتماعي فقد تكون استجاباتهم الاجتماعية غير ملائمة و ذلك بسبب اعتماد النمو الاجتماعي على اللغة بشكل أساسي حيث يواجه الأشخاص من ذوي المشكلات اللغوية و الكلامية صعوبة في متابعة و استيعاب الكلام و كذلك الانتقال من موضوع لأخر مما يؤدي إلى ظهور مستويات عالية من القلق و الشعور بالذنب و الإحباط ، و قد يؤدي إلى العدوان الموجه إلى الذات أو الآخرين أو الممتلكات . و لمواجهة هذه المشاكل يجب أن يتوفر للطفل التعزيز و الدعم و التفهم لمشكله و العمل على تنمية قدراته اللغوية إلى أقصى درجه و العمل على تهدئة الظروف الاجتماعية والبيئية الملائمة للطفل و الداعمة له .
* المصدر
– كتاب مقدمة في التربية الخاصة ، د.تيسير مفلح كوافحة ، أ. عمر فواز عبد العزيز .