من الطبيعي أن تتباين البدائل التربوية لذوي الإعاقات الجسمية والصحية بشكل واسع لان هذه الإعاقات لها تأثيرات متفاوتة على النمو فالوضع الذي يتم فيه رعاية وتعليم الطفل يجب أن يراعي فئة إعاقة الطفل وشدتها وحاجته الخاصة ومدى ملائمة البديل التربوي لقدرات الطفل، ومن البدائل التربوية الشائعة :
1. مراكز الإقامة الكاملة: يمضي فيها الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة كل وقتهم بحيث تقدم لهم أشكال مختلفة من الخدمات الطبية والتربوية والنفسية والاجتماعية والتأهيلية ويمثل هذا النوع بدائل النوع التقليدي حيث ينعزل فيها الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة عن المجتمع الخارجي العادي .
2. مراكز التربية الخاصة النهارية: يمضي فيها الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة جزءا من يومهم في مدارس خاصة بهم بينما يمضون باقي اليوم في منازلهم ويتضح الفرق بين هذا النوع والنوع السابق في إمكانية توفير فرص اكبر للدمج الاجتماعي.
3. الدمج التربوي: تعتبر قضية الدمج التربوي لهذه الفئة من الطلبة من القضايا المعاصرة والهامة خاصة في السنوات الأخيرة وذلك لكبر حجم مشكلة هؤلاء الأطفال وقلة عدد المختصين في المؤسسات والمراكز ولأن عملية الدمج عملية اقتصادية.
وقد تطورت اتجاهات المجتمعات المختلفة نحو هذه الفئة مما انعكس على تطور الخدمات المقدمة لهم في عملية الدمج حيث كان لها أنواع وأشكال مختلفة تعتمد على مستوى الإعاقة وطبيعتها بحيث تكون على الشكل الآتي:
أ- الدمج المكاني: ويقصد به اشتراك مؤسسة أو مدرسة للتربية الخاصة مع إحدى المدارس العادية بالبناء المدرسي فقط بينما تكون لكل مدرسة خططها الدراسية الخاصة وأساليب تدريبية مناسبة للطلبة وهيئة تدريس خاصة بهم ويجوز أن تكون الإدارة لكليهما واحدة .
ب- الدمج التربوي الأكاديمي: ويقصد به اشتراك الطلبة المعوقين مع الطلبة العاديين في مدرسة واحدة تشرف عليها نفس الهيئة التعليمية وضمن نفس برنامج الدراسة وقد تقتضي الحالة وجود اختلاف في مناهج الدراسة المعتمدة.
– ويتضمن الدمج التربوي لذوي الإعاقات الأشكال الآتية:
1) الصف العادي: يستطيع معظم الطلبة ذوي الإعاقات الجسمية والصحية الالتحاق في الصف العادي إذا تم تعديله حسب الحاجة وبالدعم والتفهم يكون الإنجاز الأكاديمي لهؤلاء الطلبة في المدى المقبول ويظهرون مستوى مرضي من التكيف الشخصي والاجتماعي وإذا كان هؤلاء الطلبة بحاجة إلى تلقي خدمات العلاج الطبيعي أو النطقي فباستطاعتهم مغادرة الصف لفترات محددة وينبغي على إدارة المدرسة أن تقوم بالتعديلات اللازمة في الصف والمدرسة لتلبية احتياجاتهم المرتبطة بالإعاقة.
2) غرفة المصادر: يستطيع الطفل ذو الإعاقة الجسمية أو الصحية البسيطة من الالتحاق بالصف العادي مع تزويده بالمساعدة الخاصة من غرفة المصادر عند الحاجة ويتم تقديم الدعم التربوي للطفل وفق جدول زمني منظم كما يدير غرفة المصادر معلم تربية خاصة لديه مؤهل علمي مناسب وخبرة كافية لتعليم الأطفال المعوقين حركيا ويأتي الطلبة إلى غرفة المصادر بمجموعات صغيرة تتكون من (4-6) طلاب لفترة واحدة أو فترتين يوميا ولا يقتصر تعليمهم على المجالات الأكاديمية لكنه قد يشمل مهارات العناية بالذات ومهارات التواصل والمهارات الاجتماعية والانفعالية وغيرها.
3) المعلم المتجول : هو معلم يتنقل من مدرسة إلى أخرى لتقديم خدمات التربية الخاصة للطلبة ذوي الإعاقات الجسمية الملتحقين بالصفوف العادية في هذه المدارس ولا يقتصر دوره على التعليم المباشر فقط بل يقدم الاستشارات التربوية لمعلمي الصفوف العادية أيضا ويستخدم هذا البديل عادة في المناطق النائية التي يلتحق فيها عدد قليل من طلبة ذوي الاحتياجات الخاصة بالمدارس العادية.
4) الصف الخاص : يعاني بعض الطلبة ذوي الإعاقات الجسمية من إعاقات شديدة أو متعددة تجعل من المتعذر تعليمهم في الصف العادي أو في غرفة المصادر ويمثل الصف الخاص في المدرسة العادية بالنسبة لهؤلاء الطلبة البديل التربوي الأقل تقييدا فهم وان كانوا غير قادرين على تلقي تعليمهم الأكاديمي مع الطلبة العاديين إلا انه بالإمكان دمجهم اجتماعيا معهم في الأنشطة غير الأكاديمية.
5) المدرسة الخاصة النهارية: إذا كانت إعاقة الطالب شديدة إلى درجة يصبح معها إلحاقه في صف خاص أمرا غير وارد فان المدرسة الخاصة النهارية قد تصبح البديل العملي بحيث يدرس الطالب بنفس الطريقة في الصف الخاص لكن المدرسة الخاصة لا تتيح له التفاعل الاجتماعي مع أقرانه العاديين ومع ذلك فان لهذه المدارس فوائدها من حيث أنها مزودة بكوادر متخصصة ومعدات وأجهزة مساندة لا تتوافر في المدارس العادية.
6) التعليم في المنزل: عندما تكون الإعاقة الجسمية لدى الطفل ذات طبيعة وشدة تمنعه من الالتحاق بالمدرسة فقد يكون البديل الأنسب هو تعليم الطفل في المنزل وتوكل مسؤولية تعليم الطفل في المنزل للمعلم العادي إلا إذا كانت مشكلته لا تقتصر على الجانب الحركي فهو بحاجة إلى معلم تربية خاصة مع المعلم العادي.
7) التعليم في المستشفى: عندما تقتضي الحالة الصحية الطفل مكوثه في المستشفى لفترة طويلة قد يكون التعليم في المستشفى البديل الوحيد ويكون التعليم في هذه الحالة جزءا من العملية العلاجية طويلة المدى التي تفرضها بعض الأمراض المزمنة.
8) التعليم في مؤسسات داخلية: يعاني بعض الأطفال ذوي الإعاقات الجسمية من إعاقات شديدة جدا يرافقها إعاقات عقلية أو حسية أو سلوكية شديدة وقد يكون البديل الواقعي المتاح لتعليم هؤلاء الأطفال هو المؤسسة الداخلية حيث تنفذ برامج علاجية طبية ونفسية وتربوية متعددة العناصر لتلبية احتياجات هؤلاء الأطفال.
– التعديلات اللازم توفيرها في البيئة التعليمية للطلبة المعوقين حركيا:
1. المنهاج : لا يمكن القول أن هناك منهاجا تربويا موحدا يصلح لجميع أفراد هذه الفئة على اختلاف العمر أو شدة الإعاقة كما يمكن أن يقدم لهم المنهاج كالآتي :
• المنهاج العادي: وهو نفس المنهاج الذي يقدم للطفل العادي مع أجراء بعض التعديلات عليه التي تفرضها طبيعة الفئة التي ينتمي إليها الفرد .
• المنهاج الخاص: ويتم من خلاله تدريب الأطفال ذوي الإعاقات الحركية على بعض المهارات والقدرات التي يحتاجها وقد يختلف هذا المنهاج من فرد لآخر حسب الإمكانات والقدرات المتاحة لدى الفرد.
2. البيئة الصفية: إن تعديل البيئة المدرسية والصفية من المتطلبات الأساسية اللازمة لتقديم تعليم ملائم للأطفال ذوي الإعاقات الجسمية والصحية ولتهيئة الفرص لهم لبلوغ أقصى مستوى من الاستقلالية والتطور ويجب أن تكون غرفة الصف تسمح بحرية الحركة والتنقل بأمان وتخلوا من العوائق والحواجز كما يجب أن تكون السبورة منخفضة في مستوى الطالب والأرضية غير منزلقة والأثاث فيها يناسب طبيعة الإعاقة.
3. الأجهزة التعويضية والأطراف الاصطناعية: عبارة عن أدوات بلاستيكية تركب على الجسم خارجيا تؤدي دعما لأجزاء الجسم المتحركة وتحسن من وظائفها أما الأطراف الاصطناعية فهي أطراف بديلة تعوض الأشخاص عن الأطراف المبتورة لديهم
4. الوسائل التعليمية:
• الوسائل التعليمية التقليدية وهي نفس الوسائل التعليمية المستخدمة في تعليم الأطفال العاديين
• الوسائل التعليمية المكيفة أو المعدلة وهي الوسائل التعليمية العادية مع إجراء تعديلات عليها لتتناسب مع الأطفال المعاقين حركيا
• الوسائل التعليمية الخاصة: وهي الوسائل التعليمية التي صممت لتناسب الطلبة المعاقين حركيا
– البرامج المعتمدة في تعليم وتدريب المعاقين حركيا :
بعد السعي للحصول على التجهيزات والخدمات الطبية المساندة للمعاقين جسديا يتطلب الأمر إعداد البرامج التعليمية المناسبة لهذه الفئة من الطلبة مع الأخذ بالاعتبار أن غالبية الأطفال المعاقين حركيا قد لا يعانون من صعوبة أكاديمية لان تطورهم مماثل لأقرانهم العاديين لكن غيابهم المتكرر قد يؤثر أحيانا على نتائجهم الأكاديمية كما قد يحتاجون أحيانا إلى وقت أطول لإنهاء أعمالهم.
وتركز معظم البرامج المقدمة للمعوقين حركيا على هدف أساسي هو الوصول إلى الاستقلالية ودمجهم في المجتمع لذا كان من الضروري لأي برنامج تربوي خطة فردية تحدد الأهداف المراد تحقيقها لكل طالب، ويشرف على تنفيذها فريق عمل مختص بهدف الوصول إلى أقصى ما يمكن تحقيقه وتتضمن الخطة الفردية عادة على البرامج التعليمية والتدريبية الآتية:
1. برنامج الاستقلالية الذاتية يهتم هذا البرنامج بتحقيق الاندماج السليم للطالب المعاق حركيا في مجتمعه كما يزيد من قدرته على التأقلم مع إعاقته من خلال تدريبه على:
• كيفية التنقل بأمان وحرية في المدرسة والبيت وتدريجيا في الأماكن العامة.
• كيفية دخول المرحاض وهذا يتضمن التدريب على لبس وخلع الملابس وغسل اليدين .
• كيفية الاعتناء بالذات وهذا يتضمن النظافة الشخصية والوقاية من الأمراض.
2. البرنامج الأكاديمي ويتم تنفيذه من خلال فكرة الدمج وفق البديل التربوي المناسب للطفل المعاق مع التركيز على تفهم المربين والطلبة العاديين والمعاق نفسه على جعل العلاقة طبيعية بينهم وتقبلهم لهم.
3. البرامج النفسية قد تظهر أحيانا حالات من الحزن والكئابة و ضعف الثقة بالنفس لدى الطلبة المعاقين حركيا عند دمجهم في المجتمع وقد وضعت عدة برامج تساعدهم على تخطي الفشل والإحباط أهمها :
أ- برنامج يساعده على تطوير قدراته وتقبل وضعه
ب- برنامج يساعد زملاءه على تقبله فهو لا يخيف وليس معدي ويمكن مصادقته.
ج- برنامج يشجعه على حب الحياة من خلال جلسات جماعية مع أقرانه.
د- برنامج يتيح له فرصة مساعدة الآخرين وتحمل المسؤولية.
هـ – برنامج يتيح له التعامل بايجابية وإيجاد حلول بديلة للصعوبات التي قد يواجهها.
و- برنامج يشجعه على السيطرة على نفسه بإعطائه الثقة بها .
* المصدر
– البرامج التربوية للأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة ، خولة يحيى ، دار المسيرة، عمان .
– الولد المختلف تعريف شامل لذوي الاحتياجات الخاصة والأساليب التربوية المعتمدة ، ريم معوض، (2004)، دار العلم للملايين، بيروت.
– استراتيجيات تعليم الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة ، منى الحديدي، جمال الخطيب، (2005)، دار الفكر، عمان.
– جمال الخطيب وآخرون (2009)، مقدمة في تعليم ذوي الحاجات الخاصة، دار الفكر، عمان – رعاية الأطفال المعوقين دليل شامل للعائلة وللعاملين في إعادة التأهيل وصحة المجتمع ، ورنر، دييفد (1992)، ترجمة عفيف الرزاز، ورشة الموارد العربية ، قبرص.
– المعاقون جسميا وصحيا في المدارس العامة ، كمال سالم (1998)، ، دار الكتاب الجامعي، العين، الإمارات العربية المتحدة. – موقع منار موقع متخصص في التربية الخاصة