* تعريف غرفة المصادر
نعني بغرفة المصادر ، نظام تربوي يحتوي على برامج متخصصة تكفل للتلميذ تربيته وتعليمه بشكل فردي يناسب خصائصه واحتياجاته وقدرات وتعتبر هي البيئة المناسبة لذوي صعوبات التعلم في حين أنها تفسح المجال أمامه ليتعلم في الفصل العادي المعلومات والمهارات الأكاديمية فحسب ، بل التفاعل الاجتماعي والتواصل مع الآخرين اللذين يعتبران عنصران من أهم عناصر مقومات الحياة الاجتماعية السليمة فمن أهم الأسس التي تبنى عليها برامج غرفة المصادر أن يقضي التلميذ نصف يومه الدراسي على الأقل مع زملائه في الفصل العادي .
فهي غرفة خدمات خاصة تخصص في المدرسة تقدم خدمات تربوية خاصة لأطفال ذوي الصعوبات التعلّيمية الذين يعانون من اضطراب واحد أو أكثر في العمليات الإدراكية المعرفية مما يؤدي إلى إخفاق الطفل في بعض المقررات الدراسية . إن أهمية غرفة المصادر تكمن في أنها تعطي الحق لأطفال ذوي الصعوبات التعليمية في الحصول على فرص تعليمية متكافئة دون التعرض للإحباطات و المحاولات غير الناجحة التي تجعلهم أقل قبولا لدى مدرسيهم وأقرانهم وربما أبويهم حيث يدعم فشلهم المتكرر اتجاهاتهم السالبة نحوهم: * * أنواع غرف المصادر:
تتعدد أنواع غرف المصادر، وذلك حسب الحالات التي تخدمها، ولذلك يجب تصنيف الحالات بدقة ليكون التخطيط لهم سليماً وناجحاً، وتقسم غرفة المصادر إلى:
أ. غرفة مصادر تصنيفية: وهو نوع سائد في كثير من البلدان العربية، فمثلاً فئات صعوبات التعلم، التخلف العقلي، الاضطرابات الانفعالي، قد يكون لها غرفة واحدة، أو عدة غرف كل فئة معينة في غرفة دون أي تداخل بينهما.
ب. غرف مصادر شبه التصنيفية: وفيها يتم وضع التلاميذ حسب احتياجاتهم دون تصنيفهم إلى فئات بحسب صعوبات التعلم، وربما ذلك لا يساعد المعلم على بناء برامج تربوية ملائمة، لكنه يوجه اهتمامه مثلاً إلى الاحتياجات المشابهة، كالاحتياجات الأكاديمية والبدنية أو السلوكية، ومن الممكن تعدد غرف المصادر في المدرسة
ت. غرف المصادر غير التصنيفية: تحتاج هذه الغرف إلى معلمين مدربين على مستوى عال لأن نسبة كبيرة من التلاميذ في هذه الحالة لا يكونوا مؤهلين لخدمات التربية الخاصة على سبيل التجربة للنظر في مدى حاجتهم لمثل هذه الخدمات أو غيرها من خدمات التربية الخاصة (هالهان، وكوفمان، 1976، جلاس، 1983).
فالشبه بين خصائص الإعاقات المختلفة في المستوى البسيط أو المتوسط يكشف عن خصائص متشابهة في التعليم بغض النظر عن فئة الإعاقة؛ في الذكاء مثلاً، وأنماط القدرة، والنمو الاجتماعي…الخ، لذلك نجد تشابهات أكثر من الاختلافات في مستويات الخصائص، فتقديم الخدمات على اساس غير تصنيفي هو السائد
* أقسام غرفة المصادر :
تقسم غرفة المصادر إلى أقسام مختلفة كل قسم مسئول عن تنمية مهارة معينة ، ومن ثم يقسم الطلاب الذين يعانون من الصعوبات التعليمية إلى مجموعات متجانسة من حيث نوع الصعوبة وحدتها بصرف النظر عن المرحلة الدراسية للطالب . و أقسامها هي :
1- قسم لتنمية مهارات القراءة .
2- قسم لتنمية مهارات الكتابة .
3- قسم لتنمية المهارات الخاصة بتعلم الرياضيات .
4- قسم للتعليم المنفرد * المكونات الأساسية لغرفة المصادر :
أ- مستلزمات مكانية ( توفر من قبل إدارة المدرسة) :
– مساحة الغرفة 5 × 8 تقريباً
– موقع الغرفة يكون بعيداً عن الضوضاء وفي موقع متوسط قريب من الصفوف الأولية.
– إنارة وتهوية الغرفة بشكل جيد. ب- مستلزمات تجهيزية ( توفر من قبل إدارة المدرسة وإدارة التعليم):
– سبورة مغناطيسية تعمل على الوجهين، مع أقلا م ( فلوما ستر ).
– طاولة للتلاميذ على شكل حرف U مع مقاعد يمكن التحكم في ارتفاعها.
– طاولة خاصة تساعد على تركيز الانتباه للتلميذ.
– طاولة للمعلم بأربعة أدراج مع كرسي متحرك.
– دولاب سحاب للملفات.
– قواطع خشبية لتقسيم الغرفة إلى قسم للتدريس وقسم للنشاط والوسائل التعليمية.
– ثلاث طاولات للتلاميذ مع مقاعد.
– سبورة حائطية ثابتة.
– ستائر مكتبية قائمة.
– دولاب لحفظ الوسائل التعليمية.
– حاسب آلي بطابعة.
– فرش للأرضية، لمنع ارتداد الصوت.
– آلة تصوير مستندات.
3- الوسائل التعليمية ( توفر من قبل إدارة المدرسة وإدارة التعليم ) :
– جهاز الفانوس السحري.
– مسجل صوت مع أشرطة.
– جهاز تلفزيون بفيديو مع أشرطة تعليمية وطاولة صغيرة لحمل الجهاز.
– وسائل تعليمية لمادة القراءة والرياضيات.
– كتب دراسية لجميع المراحل لمواد القراءة والإملاء والخط والرياضيات مع كتاب المعلم للرياضيات. * يقوم التدريس في غرفة المصادر : يقوم على افتراض أساسي وهو أن الأطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلم يمكنهم أن يستفيدوا من مناهج الفصل العادي ولكن مع بعض المساعدة ومع تقديم بعض الخدمات الخاصة ولهذا فلا يجب بأي حالا من الأحوال إهمال جوانب القوة أو الموهبة التي لدى هؤلاء الأطفال فلا يجب أن نحرمهم من فرصة تعلم مناهج الفصل العادي لأنهم يعانون من قصور في بعض المهارات .
فعن طريق تنقل الطفل بين غرفة المصادر والفصل العادي يستطيع أن يكتسب الكثير من المهارات اللازمة للتفاعل الاجتماعي وفي هذه الحالة يجب التعاون بين مدرس الفصل العادي ومدرس غرفة المصادر . * إجراءات العمل في غرفة المصادر:
يعتمد منهج العمل في غرفة المصادر على المنهج العلمي الذي يمكن توضيحه الخطوات التالية :
1. التعرف المبدئي
وتتم تلك الخطوة في الفصل الدراسي عن طريق معلم الفصل العادي والتي من خلالها يتم تقييم مستوى أداء الطالب التحصيلي في القراءة أو الكتابة أو الرياضيات، مقارنة بمستوى زملائه في الصف وإمكاناته العقلية، وتوضيح احتياجه إلى خدمات التربية الخاصة.
2. التقييـم والتشخيص
ويعنى جمع المعلومات عن الطالب و ما إذا كان يستحق تلقى خدمات صعوبة التعلم، أو الحكم على برامج ومناهج وطرق التدريس المستخدمة مع هؤلاء الطلبة بقصد تطويرها بما يتلاءم مع احتياجاتهم وبيئتهم التعليمية بواسطة أدوات متعددة.
والتقييم يقوم به فريق متكامل متخصص يستخدم كل الإمكانات والوسائل والتكنولوجيا الممكنة في تسجيل البيانات وتفسيرها واتخاذ القرار في شأنها .
3. البرنامج التربوي الفردي
يتكون البرنامج التربوي الفردي من حصيلة الخدمات التربوية المتضمنة فيه، والتي يجب أن تقدم من خلال أعضاء فريق التقييم متعدد التخصصات، في ضوء خطة تربوية منظمة ومتفق عليها بين الجميع، داخل غرفة المصادر وخارجها.
4. خطة التدريس العلاجي
يتم أعداد خطة التدريس العلاجي للطالب وتنفيذها سواء بصورة فردية أو في مجموعات صغيرة، داخل غرفة المصادر، بالتعاون ما بين معلم الغرفة ومعلم الصف وبقية أعضاء فريق التقييم متعدد التخصصات لتقديم الخدمات التربوية، مع مراعاة أساليب واستراتيجيات التدريس العلاجي الملائمة لصعوبات التعلم، والأنشطة التربوية المنهجية واللامنهجية، والوسائط التعليمية التي يمكن الاستفادة منها في التدريس.
5. المتابعـة المستمرة
أن متابعة الأداء عملية مستمرة منذ بدء التشخيص حتى العودة إلى الفصل العادي أو التحويل إلى خدمات أكثر تناسباً مع احتياجات الطالب، وتحتاج المتابعة إلى ” تقارير ” دورية كل فترة يطلع عليها أعضاء فريق التقييم. وخلال المتابعة يكون التعاون بين معلم الغرفة ومعلم الصف أهم عناصر نجاح البرنامج، مع إتاحة الفرصة للطالب بالتفاعل النشط في غرفة الدراسة العادية ( عواد والامام، 2007). * مميزات غرفة المصادر:
تتمثل مميزات غرفة المصادر في الأمور التالية:
1. أن طالب الصعوبات التعليمية يستفيد من تدريب معين في غرفة المصادر، بينما يبقون مدموجين مع أصدقائهم وأقرانهم في المدرسة.
2. يحظى طلاب غرفة المصادر بميزات برنامج علاجي كامل معد من قبل معلم المصادر ولكنه يطبق مع معلم الفصل العادي.
3. غرفة المصادر أقل تكلفة تشغيل من برنامج المعلم الخصوصي والفصل الخاص ومراكز التربية الخاصة.
4. بما ان معلم غرفة المصادر يعين لمدرسة بعينها، فإنه أقل احتمالاً من أن يُعِدُّ برنامجه العلاجي من خارج المدرسة كالمعلم الجوال أو الأخصائي النفسي في المدرسة، أو اخصائي القراءة العلاجية، أو أخصائي النطق والكلام أو أي موظف متنقل.
5. التدخل المبكر لاحتواء المشكلات البسيطة لدى طلبة المدرسة بدلاً من تفاقمها لاحقاً.
6. بما أن تشخيص الإعاقة ضرورياً لفرض الوضع المناسب ( التصنيف) فإن الأطفال لن يلقبوا بأي شكل من أشكال الإعاقة وهذا يقلل إلى حد كبير من الوهم المقرون دائماً بتلقي اهتمام خاص.
7. أن معظم المدارس الأساسية تستوعب غرفة مصادر واحده أو أكثر، وبالتالي يتلقى الطلبة خدمات التربية الخاصة في مدرستهم بدلاً من انتقالهم إلى مدارس أخرى قريبة تحوي غرفة مصادر.
8. إن برامج التربية الخاصة المقدمة للطالب مرنة يمكن من خلالها تطبيق البرنامج العلاجي في فصولهم بواسطة المعلم العادي مع بعض المساندة من معلم غرفة المصادر أو في غرفة المصادر على مبدأ قدر الاحتياج، ويمكن تغيير برامجهم بشكل سريع لمواجهة أوضاع الأطفال المتغيرة واحتياجاتهم الفردية.
* المشكلات المحتملة التي قد تعرقل نجاح برنامج غرفة المصادر:
1. غموض البرنامج العلاجي لدرجة تجعل أصحاب العلاقة لا يعرفون المتوقع منهم أو ما يفترض أن يحققه البرنامج لعدم وضوح الأهداف التي سيتم تحقيقها.
2. أن يتوقع من البرنامج العلاجي أكثر من المعقول ثم الإصابة بخيبة أمل، فبرنامج عزف المصادر لن يجعل جميع الأطفال ” عاديين” أكثر من برامج الفصل الخاص كما أنه لن يغطي على جميع المشكلات التي يعاني منها الطلاب الملتحقين بالغرفة.
3. الاعتقاد بأن برنامج غرفة المصادر بديل تام لبرامج الفصل الخاص، وبالتالي سوف يوضع الأطفال الذين لا يجوز وضعهم في غرفة المصادر في ذلك البرنامج.
4. عدم التواصل بين أعضاء اللجنة المشرفة على برنامج غرفة المصادر وعدم فهم البرنامج الموضوع من قبل معلم غرفة المصادر لدى أعضاء اللجنة.
5. عدم متابعة اللجنة المشرفة في المدرسة على برنامج غرفة المصادر بشكل دوري وبشكل فعال وعلى مدى تحقق الأهداف الموضوع في البرنامج.
6. وضع غرفة المصادر في مرافق غير ملائمة وغير مناسبة لتدريس الطلبة.
7. عدم وجود معلمين أكفاء مدربين على التعامل مع طلبة ذوي صعوبات التعلم على المستويين الأساسي والثانوي.
8. تصور معلمي الفصل العادي عن وظيفة معلم غرفة المصادر بأنها سهلة نوعاً ما.
9. عدم توفر أخصائيين في المدارس مثل: الأخصائي النفسي، وأخصائي اضطرابات اللغة والنطق وأخصائي العلاج بالعمل، والأخصائي الاجتماعي….الخ. والذين يكون لهم دور فاعل في وضع البرنامج العلاجي مع معلم غرفة المصادر.
10. قلة الإمكانات المادية المتوافرة لغرفة المصادر والتي من خلالها تحسن البيئة الصفية وتوفر المعززات الملائمة لطلبة صعوبات التعلم وهم بأمس الحاجة إليها.
11. عدم تعاون الأسرة مع معلم غرفة المصادر في تنفيذ الخطة الفردية أو حتى توفير الأدوات والمستلزمات الأساسية للطالب مما يعيق تقدم وتحسن الطالب بنسبة كبيرة.
12. عدم تعاون المعلمين بشكل كاف ومتكامل مع معلم غرفة المصادر بتصور منهم أن تأهيل طالب الصعوبة التعليمة هو من مسؤوليات معلم غرفة المصادر وكذلك عدم وعي المعلمين بضرورة تشجيع الطالب على التحسن مهما كان بسيطاً ومقارنة أداء الطالب الحالي بما كان عليه وليس مقارنته بأقرانه لتشجيع الطلبة على التحسن.
13. نقص الأثاث والمستلزمات الأساسية في غرفة المصادر مثل آلة التصوير التي توفر الوقت والجهد المبذول في إعداد الأنشطة يدوياً واستغلال ذلك الوقت في العمل المجدي مع الطلبة وكذلك عدم توفر أجهزة الحاسوب
* المصدر
– أثر غرف مصادر التعلم على تنمية التحصيل الدراسي للطلبة ذوي صعوبات التعلم في اللغة العربية،رسالة ماجستير، الجامعة الأردنية ، جميل سعيد .
– غرفة المصادر كمركز لتنمية خبرات التربية الخاصة في المدارس العادية. المؤتمر الدولي الأول لصعوبات التعلم، وزارة التربية والتعليم السعودية، الرياض ، فاروق محمد صادق. – قراءات في علم النفس التربوي وصعوبات التعلم. الإسكندرية،أحمد عواد (1998).
– واقع الخدمات التربوية في غرف المصادر للطلبة ذوي صعوبات التعلم بالأردن. المؤتمر السنوي الرابع عشر لمركز الإرشاد النفسي، جامعة عين شمس، أحمد عواد ، محمد الإمام. – برنامج مقترح لعلاج صعوبات التعلم لدى تلاميذ غرف المصادر بالمدرسة الابتدائية التأسيسية بدولة الإمارات العربية. رسالة دكتوراه ، جامعة عين شمس ، صلاح محمد.
– فاعلية غرف المصادر كأحد البدائل التربوية للطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة. رسالة دكتوراه، جامعة أفريقيا العالمية، السودان، داود المعايطة ، (1999).
– مقدمة في تعليم الطلبة ذوي الحاجات الخاصة. عمان، دار الفكر ، ميادة الناطور، (2007).
– صعوبات التعلم: مفهومها – طبيعتها -التعلم العلاجي ( ترجمة: عادل عبد الله محمد). عمان، دار الفكر للنشر والتوزيع، هالاهان وكوفمان ولويد وويس و مارتينز (2007).
– موقع منار موقع متخصص في التربية الخاصة
– موقع أطفال الخليج لذوي الاحتياجات الخاصة .