إليكم هذا الموضوع الذي يتضمن بشكل مبسط النقاط التالية :
– أثر الضعف السمعي على النمو اللغوي .
– أهم المشكلات اللغوية لدى ضعاف السمع .
– أهم المشكلات اللغوية لديهم عند الإلتحاق بالمدرسة .
– كيفية التغلب على مشكلة تأخرهم الدراسي .
ثم أخيراً برنامج مقترح لتنمية اللغة لدى ضعاف السمع .. وينقسم إلى :
أولاً .. إرشادات خاصة بالأسرة .
ثانياً .. إرشادات خاصة بأخصائي التخاطب .
والآن أترككم مع عرض للنقاط السابقة ..
أثر الضعف السمعي على النمو اللغوي :
يتعلم الطفل العادي الكلام من خلال سماعه للآخرين وهم يتكلمون ..
وعندمـا يصـل الطفـل إلـى سـن المـدرســة تتحـوَّل هـذه الـرمـوز الصـوتية التي سبـق أن سمعها إلى رموز مكتوبة .. وبذلك تبـدأ عملية القراءة والكتابة .
ومن الجديـر بالذكـر أن حـرمـان الفـرد من حـاسة السمـع .. يعني حرمـانه من وسيلـة هامة تُيسِّـر له تعلُّـم اللغـة واكتسابهـا حيث أن اكتساب اللغـة يعتمـد اعتمــادا مبـاشــراً على الإدراك السمعي .
أهم المشكلات اللغوية لدى ضعاف السمع :
بالنسبة للطفـل ضعيـف السمع .. فمن أكثر المشكـلات التي يُعـانـي منهـا أنـه يستقبــل القليل من المثيـرات في المنزل .. وبالتالي
تتطـوَّر حياة الطفل الأصم أو ضعيف السمع دون اتصال لفظي يقوم على أساس سمعي مع المجتمع الذي يعيش فيه .
وبصفـة عـامـة .. يمكـن القـول أن العيـوب الصوتية ليست هي أساس مشكلة التخاطب عند الطفل ضعيـف السمـع .. ولكنـه يواجـه صعـوبـة نتيجـة لضعــف السيــاق وكــذلك ضعـف الحصيلة اللغـويـة لديه بشكـل عام .
أهم المشكلات اللغوية لديهم عند الإلتحاق بالمدرسة :
يُعـاني الطفـل ضعيـف السمـع أيضـاً عنـد التحـاقه بالمـدرسة من النقص الشديد في عـدد المفـردات اللغـويـة التي اكتسبهـا .. فنجـد أن الطفل ضعيـف السمـع البالغ من العُمـر خمـس سنـوات يستطيـع اكتســاب عـدداً مـن المفردات اللغوية تُقدَّر بحوالي ( 500 ) كلمـة وليسـت لـديه أية تراكيب للجُمل .. بينما تُقدَّر حصيلة قرينه السوي بنحـو ( 5000 ) كلمـة .
كيفية التغلب على مشكلة تأخرهم الدراسي :
إذا أردنـا تقليــل التــأخــر الـدراسـي لـدى الأطفال ضعـاف السمـع علينا أولاً التركيز على تعليمهـم اللغــة داخـل المنـزل .. لأن الانتظــار حتـى يصــل الطفــل إلـى ســـن المـدرسة يـؤدي بالضـرورة إلى القصـور الشـديـد في العمليـة التعليميـة لـذلك لابـد مـن تعـريـض الطفـل ضعيــف السمـع فـي مـرحلـة مـا قبــل المـدرســـة إلى اكتساب اللغـة عن طريـق الأسـرة في مواقـف الحيـاة اليوميـة .. كالحديث أثنـاء تنـاول الطعـام .. وأثنـاء اللعـب .. وأثنـاء مشـاهــدة التليفـزيــون .. وبالتــالي يصـل الطفـل لمـرحلـة المـدرسـة ولديه حصيلـة لغـويـة مناسبـة تسـاعـده على الاستمـرار بنجـاح في العمليـة التعليميـة .
برنامج مقترح لتنمية اللغة لدى ضعاف السمع :
أولاً .. إرشادات خاصة بالأسرة :
ويتـم توجيه هـذه الإرشـادات للأسرة مـن خـلال الحـث على :
– تشجيـع الطفــل علـى استخــدام السماعة لأطـول فتـرة ممكنـة .
– من الممكـن أن يتم ذلك بشكــل تدريجـي مثل استخـدامهـا لمـدة خمـس دقـائـق ثــم عشـر دقـائـق ثم ربع ساعة ….. وهكــذا بشكـل يـومـي .
– تعليـم الطفـل ضعيـف السمـع من الصغر أن السماعـة بالنسبة له كالنظارة بالنسبة لضعيف البصر حتى نصل به إلى المرحلة التي لا يخلع فيها السماعة الخاصة به إلاَّ عند الذهاب للنوم .
– الجلوس مع الطفل في مكان هادئ بعيداً عن الضوضاء مع وجـود إضـاءة جيـدة .
– مكــافــأة الطفــل عنـدمـا يتـحدث .. مــع تعــزيـز استجـابـاتـه اللفظيـة أو محاولتـه للإستماع .
– عدم الاستسـلام للإشارات التي يصدرها الطفـل ومحـاولة منعهـا بقـدر الإمكـان .
ثانياً .. إرشادات خاصة بأخصائي التخاطب :
ومن أهم هذه الإرشادات :
– شـرح حـالة الطفـل لوالديه ( كما هي في الواقع ) .
– توعيـة الوالـدين بضرورة تعاونهما بقدر الإمكان .
– توعيـة الوالدين أيضاً إلى ضرورة توفير جـو آمـن للطفـل وإشعــار طفلهمـا بالحــب والتقبل بغض النظر عن إعاقته .
– مراعاة الخصـائص المميـزة للطفل وهذه الخصائص يتم اشتقاقها من :
فئة الإعاقة التي ينتمي إليها الطفل .
طبيعة مرحلـة النمـو التي يمـر بها .
الخصـائـــص الشخصيـــة للطفـــل .
– يجـب أيضـاً مـراعـاة الفــروق الفـرديـة .
– البــدء مـن مـوضـع اهتمــام الطفــل فــي الجلسـة .
– إذا كان الطفـل يعـاني من النشـاط الـزائــد فيجب تنبيه الوالدين بعدم إعطاء الطفل أية مواد سكرية قبل حضوره للجلسة العلاجية .
– تكوين علاقة آمنة وإيجابية مع الطفل من أجل ضمان استجابته وتفاعله خلال العلاج .
– عدم الاستجابة لمحاولات الطفل للتهرب مـن الجلسـة العلاجيـة حتـى وإن استخــدم بعـض الحيــل مثــل الحـركــة المستمـرة .. أو عــدم الاستجـابـة لمـا يُطلـب منـه .
– أفضـل إسلـوب يجـب أن يتبعــه المعـالج في هـذه الحالة هـو التعامل بهدؤ مع الطفل وإكسـابه الثقـة بالنفـس .
– يمكن أيضـاً استخــدام اللعــب كطـريقــة أسـاسيـة فـي العـلاج .
– لابـد مـن التـواصـل البصـري مـع الطفـل والاستفــادة بقــدر الإمكــان مـن الحـــواس الأخـرى أثنـاء جلسـات العـلاج .
– مـراعاة الكلمـات التـي توجـد في البيئـة المحيطــة بالطفـل وعـدم استخــدام كلمــات غـريبة عليه نظراً لاختلاف بعض المفردات من مكان لآخر مثل الريف والحضر .
– ضـرورة استخـدام السمـاعـة المنـاسبة للطفــل تبعـاً لدرجــة الفقـد السمعـي لديـه .
– في حالة استخدام العـلاج الجماعي مع الطفـل .. فيجب أن تكـون درجة السمع واحدة .. مع التشابه بقـدر الإمكان في الصفات والخصائص الأخرى .. أي مراعاة التجـانس بالنسبة للعينـة .
أرجو أن يكون هذا البرنامج .. وتلك الإرشادات .. مفيدة لجميع العاملين مع فئة ضعاف السمع داعياً الله عز وجل أن تعود بالنفع على تلك الفئة .
المصدر :
معهد الإمارات التعليمي