أسرة الموقع الكرام
تحية طيبة
منذ أيام اطلّعت على موقعكم, و اسمحوا لي أن أبدي إعجابي بالمواضيع التي تطرحونها و تناقشونها في الموقع. و لقد لفت نظري موضوع سابق ( تم طرحه سابقاً ), و هو موضوع ” المعاقين”.
اسمحوا لي أن أقول: إن جميع الأقوال والتصريحات التي تتقول و تصرح أن هناك رعاية للمعوقين هي مجرد أقوال………… .0 لا مكتب التشغيل يساعد, و لا وزارة الشؤون الاجتماعية و العمل تساعد, و لا الشركات العامة, و لا الشركات الخاصة أو تقبل بعمل المعوقين فيها.
و لي تجربة مريرة في هذا الشأن:
رغم أني أحمل شهادة جامعية لا أجد عملاً, و رغم أني أمتلك خبرة عملية > 3.5 سنة بالعمل مع الشركات الأجنبية خارج سوريا ْ{ و هنا العجب: الشركات الأجنبية تقدر الإنسان و تقدر مقدرته و خبرته, و على استعداد لتدريبه و تعليمه ما ينقصه من معرفة أو خبرة, للاحتفاظ به و ليعمل لديها , بعد أن تكون قد لمست منه المقدرة على التعلم و العمل و الحماسة …..الخ,دون النظر إلى إعاقته أو عاهته , إن الشركات الأجنبية و ألأجانب عموماً لديهم تفكيراً إستراتيجيا, يفكرون بالاستثمار و بالمستقبل , يفكرون باستثمار الأفراد المؤهلين ,, لأنهم يعلمون أن هذا الاستثمار سيعود عليهم بالمنفعة مستقبلاً , أما الشركات العربية للأسف لا يفكرون إلا بالربح الآن و بأسرع و أقصر فترة ممكنة, و إذا أمكن ذلك من دون دفع أي مبلغ يكون هذا أفضل , و هو المطلوب}.
فعندما طلبتني إحدى الشركات الأجنبية للعمل معهم , لم أكن أثق بمقدرتي على تلبية مطالب و مهام العمل , إذ لم تكن لدي خبرة عمل ضمن شركة من قبل , و كان جوابهم : لا بأس في ذلك , نحن نعلمك ما ينقصك , و تستطيع أن تكتسب الخبرة بسرعة هنا لأننا سنعاونك على ذلك و نعلمك .
و إنك تملك عقلاً متفتحاً و تستطيع التعلم بسرعة / لهذا السبب طلبناك للعمل لدينا, وأيضاً لديك معرفة و خبرة في هذا البلد ” أي البلد الأجنبي الذي كنت أعيش فيه “.
و بالفعل اكتسبت الخبرة من خلال عملي معهم, و كان راتبي عالياً جداً ” يقدرون الشهادات حتى و لو لم تكن لها علاقة بمجال العمل المطلوب, و يقدرون الإنسان دون النظر إلى…….. عاهته “.
أما الشركات الوطنية: فقط تفكيرهم ينحصر في: كيف سنمتص دم هذا الشخص, دون أن نعطيه ما يستحق لقاء عمله, و كيف و كم سنربح من عمله دون أن ندفع قرشاً واحداً.؟.
و إذا كان ممن ابتلاهم الله بعاهة ما ……… انتهى الأمر …….. .
ربما تسألون لماذا عدت من الخارج طالماً كنت تعمل مع شركة أجنبية و كانت أحوالك جيدة ؟ أقول : عدت لأسباب قاهرة و خارجة عن إرادتي , عدت و كلي أمل أن أجد شركة عربية أو تاجر عربي يقدرني و نعمل معاً . لكن ….للأسف……
و قد طلبت مني إحدى الشركات الأجنبية أن أكون مديراً لمكتبها ” مكتب مشتريات في الصين “, لكن اضطراري للعودة إلى القطر حال دون ذلك.
أيضاً أفضل أن أعمل و أتعاون مع الشركات العربية, أو مع التجار العرب, و خاصة أبناء بلدي ســـــوريا.
و لا أستطيع السفر و القيام بذلك وحدي دون دعم مادي / من شركة ما أو تاجر أو أي شخص ما /.
لأن أحوالي المادية غاية في السوء, و أعيش على المساعدات.
و أنا أبحث أيضاً عن أي عمل كان, أي عمل لأعيش منه, و لأطور نفسي / دورات إدارة و كمبيوتر و …. و .. / .
و تقدمت إلى عشرات الشركات , و كانوا يعجبوا بسيرتي الذاتية C.V, و لكن مجرد أن يروني أثناء المقابلة أني صاحب عاهة كانوا …, و يقولون سنتصل بك … ثم …لاشيء….. .
و قد كنت قبل سفري مسجلاً بمكتب التشغيل لسنوات و لكن لم يتصلوا بي , و لا الآن بعد عودتي , / عدت منذ سنتين / , و كنت قد ذهبت إلى وزارة الشؤون الاجتماعية و العمل طالباً أي عمل , دون فائدة …لم أجد أي تجاوب .وأنا لا أستطيع العمل الآن بمجال شهادتي لأسباب كثيرة. ( و خبرتي العملية في مجال آخر غير مجال شهادتي, خبرة 3.5سنة ), لكنها خبرة غنية و اكتسبتها من خلال عملي مع الشركة الأجنبية خارج سوريا.
بالمناسبة: حتى المنظمات التي تعنى بالمعوقين, لم يقبلوا عملي معهم !!! و ذلك / لآني لا أملك واسطة كبيرة تدعمني / .و قد بلغت سناً كبيرا بعض الشيء, فكيف سأعيش؟ , و متى سأجد عملاً ؟ و كيف … و كيف …..؟.
لذلك: الرجاء عدم ذكر موضوع المعاقين, و كم يلقون من رعاية و اهتمام….و…و… الخ.
لأن هذا الكلام غير صحيح, و هو مجرد كلام للاستهلاك, و الكلام…… مجاني. و لا وجود له و لا وجود للأفعال على أرض الواقع .
لقد يئست من الحياة , و أفكر أفكاراً ……… , أفكر أن أقتل نفسي داخل وزارة الشؤون الاجتماعية و العمل, لأنهي هذه المأساة الرهيبة.
و آسف لإضاعة وقتكم الثمين بهذه الرسالة الطويلة…… التافهة ( أليس كذلك؟).
شكراً لكم
صورة/ للرئيس السوري
صورة/ لوزير الشؤون الاجتماعية بجمهورية سوريا
صورة/ لجمعيات حقوق الانسان السورية