ينمو الطفل الأصم في عالم بلا أصوات عالم خال من حرارة العطف والحنان ومن أصوات الأم والأب والأصدقاء ، من أصوات الطيور الموسيقى ، ومن أصوات الحيوان ، والصياح من صوت البكاء والبلبل الصداح ومن صوت طفل يضحك أمامه ومن أي صوت يدفعه للشعور والإحساس بما يراه ويلمسه فكل شئ بالنسبة له ساكن بارد ولذا يبدو هذا الطفل وكأنه غريب أو أنه يعيش في عالم غريب عنه لا صلة له به ، كما أنه غير قادر على السؤال عما حوله فيشعر بالخوف والتذمر والعزلة والحيرة والغضب والوحدة لعدم قدرته على فهم من حوله وعدم قدرة من حوله على فهمه.
ودلت الدراسات الحديثة على أن الأصم يصاب بعدم الاتزان العاطفي وأكثر انطواء وعزلة ، وأقل حباً للسيطرة ويعانى من أعراض سوء التكيف الاجتماعي وكذلك الإحساس بالنقص وعدم الثقة وذلك من خلال تطبيق مجموعة من الاختبارات الخاصة بالتكيف على عينة من المعاقين سمعيا.
أهم مظاهر الوحدة النفسية الطفل الأصم:
-أن الطفل الأصم يميل بسبب عاهته الحسية إلى أن ينسحب من المجتمع ولذلك فهو غير ناجح اجتماعيا بدرجة كافية.
-أنه يعاني من سوء التكيف الاجتماعي و غير كاملين من ناحية النضج الاجتماعي وذلك بسبب عجزهم عن التفاعل مع المجتمع، لأن التفاعل الذي يتم بين الفرد وأفراد المجتمع الآخرين يؤدى حتماً إلى نضجهم اجتماعيا.
-ان المعاقين سمعيا لا يتفاعلوا مع الاخرين ومن ثم يفرض عليهم عزلة اجتماعية.
-أن الأطفال المعاقين سمعيا أظهروا عجزاً واضحاً في قدرتهم على تحمل المسئولية.
– عدم الثقة تظهر بصورة واضحة وأكثر هذه المخاوف ظهوراً هي الخوف من المستقبل.
-عدم القدرة على تكوين صداقات في الصغر مما يزيد من مشاعر الوحدة النفسية.
ويتأثر كل طفل أصم باختلاف ظروف البيئة النمو والتنشئة الاجتماعية لكل طفل كما يتأثر بدرجة إصابته بالمعاقين سمعيا ، إنما يختلف في النواحي النفسية والانفعالية والاجتماعية فنتيجة لعدم قدرة الأصم مشاركة الآخرين وسائل اتصالهم المختلفة والتي تعتمد في الأساس على القدرة على السمع وتميز الأصوات والكلام, فهو غالباً ينعزل عن الجماعة وهو ما يبعده عن اكتساب الخبرات الاجتماعية بصورة سليمة وهو ما يؤدى إلى تكوين شخصية منطوية غير ناجحة انفعاليا واجتماعيا ، ويزيد من ذلك إحساس الطفل الأصم بالنقص والقصور والدونية والعجز وعدم الثقة ، الأمة الذي يؤثر على توافقه الشخصي والاجتماعي.
والتلميذ الأصم في حالة توتر مستمر عندما يكون مع الناس ، لذا يفضل الانزواء النفسي والعيش في عزلة ، فهو يتسم بالعجز عن إقامة علاقات اجتماعية سليمة مع أقرانه.
و الأطفال المعاقين سمعيا يشعرون خلال طفولتهم بالدونية والشك ونقص الثقة وسوء التوافق الإنفعالى والضبط الذاتي والشعور بنقص الكفاءة, ويتوقع مواجهة مواقف إحباط جديدة لم يسبق مواجهتها نتيجة لفقد السمع مما يثير لديه القلق والاضطراب الانفعالي والذي يؤدى إلى العزلة والعجز والاغتراب وشعوره بالوحدة.
والوحدة النفسية لدى المعاقين سمعيا تتراوح بين الانزواء ، الانعزال ، الاغتراب – عدم تكوين صداقات الإحساس بالدونية والنقص ، وعدم الثقة – عدم النضج الاجتماعي وتكوين علاقات اجتماعية ، سوء التوافق الانفعالي ، عدم تكوين صورة جيدة عن الذات افتقاره للعديد من المهارات الاجتماعية ، كل هذا يؤدى إلى الشعور بالوحدة النفسية العميقة.
أشكال الوحدة النفسية لدى الأطفال:-
الوحدة المادية:ويشعر بها المعاق سمعيا عندما يفتقر لوجود أي شخص من حوله .
دائرة الملل والوحدة:ويشعر بها المعاق سمعيا عندما لا يجد شيئاً يفعله مع عدم وجود أي رغبة لدية لعمل أي شيء.
الوحدة الانفعالية:ويشعر بها المعاق سمعيا عندما يهمل من قبل الآخرين .
الوحدة الاجتماعية: ويشعر بها المعاق سمعيا عندما يوجد في وسط مجموعة من الأشخاص الغرباء عنة.
الوحدة الغاضبة:ويشعر بها المعاق سمعيا عندما يمنع من عمل شيء يرغبه .
الوحدة الوجدانية: ومن خلالها يشعرالمعاق سمعيا بالوحدة بدون أن يوجد أي سبب .
الوحدة المفرطة : يعانى المعاق سمعيا من خلالها من العديد من الضغوط والآثار الانفعالية الحادة من جراء شعوره بالوحدة .
المصدر : موقع الطب والاعاقة .