لنفِ بوعدنا تحقيقاً لرؤيتنا الشاملة تجاهالإعاقة
من خلال الأهداف الإنمائية للألفية في العام 2015م وما بعده
موضوعشعار اليوم العالمي للمعاقين 2010م
توفر الالتزامات القائمة على أساس برنامج العمل العالمي للأشخاصذوي الإعاقة الذي سُنَّ في العام 1982 م والقواعد الموحدة بشأن تحقيق تكافؤ الفرصلهم من قبل الأمم المتحدة تعزيزاً لحقوق ورفاه الأشخاص ذوي الإعاقة في العالم ،ويبدو هذا الالتزام متجذراً في تعهد المنظمة بالمشاركة الكاملة والفاعلة في تأصيلحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والسعي لتحقيق العدالة والمساواة في جميع جوانب التنميةالمجتمعية ؛ حيث تأتي هذه الالتزامات في إطار السياسة الدولية التي تم اعتمادهاحديثاً تحت مسمى ” اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ” والمبرمة في العام 2006موتنص على إيجاد منصةٍ دافعةٍ لتفعيل جداول الأعمال المتعلقة بحقوقهم التنموية منخلال مشاركة أوسع يجري العمل عليها تحت طائلة الأهداف الإنمائية للألفية وغيرها منالأهداف المتفق عليها دولياً ..
إن ما يميز الأشخاص ذوي الإعاقة عن غيرهم فيالتعاطي مع الأهداف الإنمائية للألفية كونهم يمثلون الفئات المستهدفة الرئيسة فيكافة الأهداف ، بالإضافة إلى النسبة الكبيرة التي يمثلونها ، إذ تؤكد منظمة الصحةالعالمية بأن عدد الأشخاص ذوي الإعاقة في العالم قد بلغ 600 مليون معاق أي ما نسبته 10% من سكان الكرة الأرضية ، وعلى ذات الصعيد فمن المفترض أن واحداً من كل عشرةأشخاص هو شخص ذو إعاقة ، الأمر الذي حدا بالحكومات وقادة العالم وصانعي السياساتوآخرين من أصحاب العلاقة للاعتراف بالحاجة إلى التنمية الشاملة حول قضايا الإعاقة ..
ونحن وفي المملكة العربية السعودية وعلى الرغم من الدور الريادي الذي تنتهجهحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -أيده الله -في الارتقاءبكل ما من شأنه رفاه الأشخاص ذوي الإعاقة في المملكة والعمل على تمكينهم وتذليلالسبل التي تساعدهم في تخطي المصاعب التي تواجههم من خلال دعم قضايا الإعاقةومواكبة المسار العالمي في رسم السياسات الداعمة للتمكين وتحقيق المساواة لهذهالفئة وتوقيع المملكة على هذه الاتفاقية ، بل وتوقيعها على البرتوكول الاختياريالذي يُعد من أرفع مستويات الالتزام في هذا الشأن ، وليس ببعيد عن ذلك اعتماد مجلسالوزراء بقيادة خادم الحرمين الشريفين المقترح المقدم من مؤسسة الأمير سلطان بنعبدالعزيز الخيرية والمتمثل في إعفاء المعاقين من رسوم التأشيرة والخادمة والممرضة، وتحمل الدولة رسوم الاستقدام والتجديد والخروج والعودة ، وكذلك اعتماد الرياضكأول مدينة سعودية صديقة للمعاقين بعد إقرار مبادرة الوصول الشامل المقدمة من مركزالأمير سلمان لأبحاث الإعاقة ، والتي تم خلالها توقيع 11 اتفاقية تدفع إلى تفعيلٍحقيقي لبرنامج تسهيل الوصول الشامل وفق الكود الهندسي السعودي ، واعتماد دليلمعايير البرنامج ليصبح المظلة الرسمية لمتابعة حيثيات القرار …
على الرغم منذلك كله فإن المجتمع ما زال يعيش فجوة بين التقنين والممارسة بعد مضي العقد الأولمن الألفية الثالثة ، في حين تؤكد المواثيق والمنظمات الدولية كالأمم المتحدة بأنهلا يمكن لها أن تحقق الأهداف الإنمائية للألفية بمعزل وتهميش لقضايا الإعاقة فيالعالم ، ما تعتبره معضلة لا تتعلق بقطر معين بل أنها معضلة أممية آثرت من خلالهاقطع وعد على نفسها بأن يكون العام 2015 وما بعده مرحلة شمولية الأهداف الإنمائيةللألفية وانتقالها من الحيز النظري إلى التعاطي الجاد والفعلي في القارات الخمس .
ولأن المملكة العربية السعودية جزء من هذه المنظومة الدولية فقد كان للقراراتالتي اتخذتها حكومتنا الرشيدة قبل اعتماد شعار اليوم العالمي للمعاقين 2010 تطلعاًمبكراً وسبَّاقاً وجاداً لوضع النقاط على الحروف ليتناسب واتساق تلك الرؤية الأمميةفي إحداث نقلة نوعية مدروسة للمجتمع السعودي فيما يتعلق بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة؛ وإذا كانت الدولة قد تبنت نظام رعاية المعوقين الصادر في العام 1421هـ فهو بحاجةمنا كأفراد ومؤسسات مجتمع أن نحسن تفعيله والإيمان به كي يتسنى لنا الوفاء بوعودناتجاه هذه الفئة الغالية .
وحيث إن برنامج العمل العالمي جاء ليؤكد على أهميةالاحتفال بهذا اليوم باعتباره تظاهرة اجتماعية وثقافية وتوعوية لإتاحة فرصةللمشاركة من قبل الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني ومنظمات الأشخاص ذوي الإعاقةبالتركيز على ذات القضايا وإدماجهم في الجوانب الاجتماعية والسياسية والاقتصاديةوالثقافية ، فإن جمعية المعاقين بالأحساء وبرئاسة صاحب السمو الأمير بدر بن محمد بنجلوي آل سعود محافظ الأحساء رئيس مجلس الإدارة قد أخذت على عاتقها العمل على سنالتدابير اللازمة من أجل تحقيق الأهداف المرجوة من هذه المناسبة السنوية ، وتهيئةالإجراءات اللازمة لبلوغ أقصى غايات التعبئة والحشد الإعلامي ؛ لاستثمار هذهالمناسبة في تعزيز الوعي المجتمعي حول قضايا الإعاقة في المنطقة والمساهمة من خلالالأشخاص ذوي الإعاقة أنفسهم في عقد منتديات ومناقشات عامة وحملات إعلامية تركز علىقضايا الإعاقة والتنمية ، وإيجاد السبل والوسائل المبتكرة التي من شأنها الإسهام فيزيادة دمج المعاقين وأسرهم في العمق المجتمعي ، وتنظيم العروض والندوات والمحاضراتوتصميم اللافتات والتواصل مع القنوات الإعلامية وإقامة المهرجانات وغيرها ، متطلعةللوفاء بالوعد الذي قطعه العالم على نفسه وتقطعه الجمعية هي الأخرى على نفسهابالعمل على تحقيق الرؤية الشاملة تجاه قضايا الإعاقة من خلال الأهداف الإنمائيةللألفية في العام 2015م وما بعده.
المصدر : https://www.hdisabled.com/news.php?action=view&id=433&20e5fba4eb5db69350110554f3703a48