تعتبر الاضطرابات الكروموسومية من الأسباب المهمة للتخلف العقلي . ومن أكثر هذه الاضطرابات شيوعاً الحالة المعروفة بمتلازمة داون . حيث تمثل هذه الحالة زيادة في عدد الكروموسومات في الخلية ( 47 ) بدلاُ من ( 46) . ويكون الكروموسوم الزائد موجوداً على زوج الكروموسومات رقم ( 21 ) وتعرف هذه الحالة طبياً باسم ( ثلاثية الكروموسوم 21 ) ، وتتميز هذه الحالة إضافة إلى أنها تعاني من تخلف عقلي ببعض الخصائص الجسمية وبأعراض سلوكية غير صحيحة ومشاكل في التذكر والكلام وانخفاض في القدرات المعرفية .
* ما المقصود بالتأهيل :
التأهيل من المنظور الشمولي يعني تدعيم وتنمية وتطوير قدرات الأطفال المعوقين كي يتمكنوا من الاعتماد على أنفسهم في تلبية احتياجاتهم الخاصة وأداء وظيفة أو دور يتناسب مع قدراتهم وإمكانياتهم المتبقية وإدماجهم في المجتمع .
كما يشمل مفهوم التأهيل أيضاً مساعدة الطفل وأسرته على مواجهة الآثار السلبية الناجمة عن الإعاقة ( النفسية ، الاجتماعية ، الاقتصادية ) . كما أن التأهيل يعتبر من زاوية أخرى جهد مشترك بين مجموعة من الاختصاصات لتحقيق أهداف التأهيل والوصول بالفرد المعوق إلى أقصى ما تسمح به قدراته وإمكانياته . * وتقدم خدمات التأهيل من خلال مجموعة من البرامج هي :
1- برنامج التدخل المبكر .
2- برنامج التربية الخاصة ( التأهيل التربوي)
3- برنامج التأهيل المهني .
4- برنامج التأهيل الطبي .
5- برنامج التأهيل النفسي .
6- برنامج التأهيل الاجتماعي .
* أهداف التأهيل :
تسعى برامج التأهيل إلى تحقيق الأهداف الثلاثة الآتية :
1- استغلال وتطوير قدرات وإمكانيات الفرد المعوق المتبقية وتوظيفها إلى أقصى حد ممكن للوصول إلى درجة من الاستقلال الوظيفي والاجتماعي والاقتصادي .
2- مساعدة الفرد المعوق وأسرته على التكيف مع حالة العجز ومواجهة كافة الآثار السلبية ( النفسية والاجتماعية والوظيفية والمهنية ) الناجمة عنها .
3- إدماج الفرد المعوق في الحياة العامة للمجتمع وتمكينه من أن يؤدي دوراً يتناسب مع قدراته وإمكانياته .
* التأهيل التربوي :
يعتبر برنامج التأهيل التربوي من أهم البرامج في عملية التأهيل ، ويعني توفير البرامج التربوية الخاصة للأفراد المعوقين في البيئات الأقل تقييداً . وتختلف برامج التأهيل التربوي باختلاف فئة الإعاقة وباختلاف درجتها وطبيعة الاحتياجات التربوية الخاصة حيث تتراوح هذه البدائل ما بين التعليم في الصف العادي ( الدمج الشامل ) وما بين التعليم في مؤسسات أو مراكز داخلية .
وهذا يعني أنه كلما كانت الإعاقة شديدة كلما تم التوجه نحو البيئات الأكثر تقييداُ على اعتبار أن هذه الفئة من الأفراد تتطلب توفير بيئات ووسائل وأجهزة وبرامج تأهيلية خاصة وكلما كانت الإعاقة بسيطة ومتوسطة كلما تم التوجه نحو البيئات الأقل تقييداً أي توفير فرص التأهيل للأفراد المعوقين في برامج الدمج في المدارس العادية . ولحسن الحظ فإن هناك دراسات تشير إلى أن نسبة الأفراد المعوقين الذين يجب أن توفر لهم البرامج التربوية في البيئات الأقل تقييداً تصل إلى 97 % من المعوقين، أي أن ما نسبته 3 % فقط يحتاجون إلى مؤسسات خاصة (الأكثر تقييداً) .
* الأسس والقواعد التي تقوم عليها عملية التأهيل التربوي :
حتى يكون لعملية التأهيل التربوي دوراً فاعلاً في تحقيق الأهداف فلابد من إتباع الأسس والقواعد التالية :
1- إن كل خطوة من خطوات التأهيل يجب أن تقوم على أسس وقواعد علمية وليس على أسس وقواعد إنسانية . أي أن التأهيل التربوي ليس برنامجاً للرعاية الاجتماعية أو للخدمة الإنسانية تقوم على الشفقة والإحسان والبر بل هو حق من حقوق المعوقين أولاً يقوم على مبادئ وأسس علمية تعتمد التشخيص والتقييم الدقيق لاحتياجات الفرد المعوق التربوية الخاصة وتوفير الأساليب والوسائل لتلبية تلك الاحتياجات .
2- إن كل خطوة من خطوات التأهيل يجب أن تقوم على أسس وقواعد تشخيصية وتفسيرات دقيقة لما هو متوفر من معلومات حول الفرد المعوق وقدراته وإمكانياته وطبيعة احتياجاته التربوية الخاصة والبرامج التربوية الملائمة لتلبية تلك الاحتياجات .
3- إن برنامج التأهيل يعتمد على توفر الكوادر المؤهلة والمتخصصة التي تقوم بجميع الأدوار المطلوبة لعملية التأهيل .
4- إن عملية التأهيل التربوي يجب أن تقوم على أسس فردية ، أي أن أي برنامج تربوي يتم رسمه يجب أن يلبي الاحتياجات الفردية الخاصة للفرد المعوق مع الإقرار بعدم وجود قوالب واحدة تصلح لجميع فئات الإعاقة أو حتى داخل مستويات الإعاقة الواحدة .
5- يجب أن تقدم برامج التأهيل التربوي بشكل متدرج ومتكامل يسمح بالوصول إلى أقصى ما يمكن للفرد المعوق الوصول إليه من إمكانيات وما تسمح به قدراته .
6- إن التخطيط لبرنامج التأهيل التربوي يجب أن يقوم على أساس ما يتوفر لدى الفرد المعوق من قدرات وليس على أساس العجز الذي يعاني منه . وهنا يجدر القول بأن كل شخص مهما كانت إعاقته ومهما كانت شدتها لابد أن تتوفر لديه قدرات يجب العمل على تطويرها وتنميتها وتوظيفها .
7- ضرورة إشراك ولي أمر المعوق وأحياناً المعوق نفسه في وضع البرنامج التربوي الملائم وكذلك المشاركة في كافة مراحل وخطوات عملية التأهيل . وفقاً لمبدأ الأسرة كشريك في عملية التأهيل التربوية ولا يجب تهميش أو إلغاء دورها .
8- ضرورة متابعة وتقييم كل مرحلة بل كل خطوة من خطوات عملية التأهيل في ضوء ما يترتب عليها من نتائج . * المصدر – موقع أطفال الخليج لذوي الاحتياجات الخاصة
شاهد أيضاً
بعض الجهات تصدر بطاقة معاق .. ماهي؟ وما فائدتها؟
بعض الجهات الحكومية المختصة بخدمات المعاقين تصدر بطاقة بمسمى بطاقة معاق لكي تثبت حالة اعاقته …