أولا – المظاهر السلوكية :
أ – صعوبة الإدراك و التمييز بين الأشياء و يعني بذلك صعوبة التمييز بين الشكل و الأرضية لموقف ما من قبل الطفل ، كما يصعب عليه أن يدرك الشكل أو المثير ككل فهو يرى على سبيل المثال الحرف ( أ ) على انه ثلاثة أجزاء غير مترابطة كما يصعب عليه أن يميز بين الصورة الصحيحة و المعكوسة للحروف أو الأرقام أو الأشكال ، و قد يكتب الرقم (2) على شكل الرقم (6) و بالعكس و يكتب الرقم (10) هكذا (01) ، كما يصعب عليه أن يميز بين الأشكال الهندسية كالمثلث و المربع ، كما يقوم بجمع العمليات الحسابية بالطريقة التي تظهر في المثال الأتي : 55+ 15= 610 ، إن الطفل ذا الصعوبات التعليمية يواجه معضلات في العمليات الحسابية المجردة و خصوصا في العمليات الحسابية الأربعة ( الطرح ، الجمع ، الضرب ، القسمة ) إذا كانت بشكل مجرد لا يستخدم فيها الوسائل الإيضاحية . و كذلك صعوبة التمييز البصري و الذي يتمثل في التشابه و الاختلاف خصوصا فيما يتعلق بالكلمات المتشابهة مثل ( مات و بات ) أو الأحرف المتقاربة الشبه مثل حرف ( يــــ ) و (ت) .
ب – الاستمرار في النشاط دون توقف :الطفل في هذه الصفة يستمر في النشاط المطلوب منه دون أن يدرك نهايته فمثلا إذا أردنا منه أن يكتب الأرقام (123) على صفحة من صفحة كراسته فانه يستمر في ذلك حتى بعد نهاية الصفحة و قد يستمر في ذلك و في الصفحات الأخرى و هكذا الحال مع بقية الأنشطة ، و هذا ما نعنيه بضعف القدرة على التفكير المنطقي الصحيح ن و الذي يعود إلى ضعف العمليات العقلية العليا التي تتمثل بالتركيز .
جـ – اضطراب المفاهيم : و يبدو ذلك في صعوبة التمييز بين المفاهيم المتجانسة و المترادفة أو المتقاربة مثل : ملح و سكر ، أو أيام الأسبوع ، أو الأطوال و الاتجاهات ،أو الأشكال الهندسية .
د- زيادة السلوك الحركي : يظهر الأطفال هذه الفئة اضطرابا في التوازن الحركي أو المشي أو صعوبة الثبات بمكان واحد و الإمساك الصحيح للأشياء بطريقة صحيحة مألوفة مثل بقية الأطفال العاديين الذين يماثلهم في العمر الزمني ، و قد يتصف بالنشاط الزائد في بعض الحالات و سرعة الانفعال و سهولة الإثارة و السلوك الاندفاعي غير المنظم الذي يميزهم من خلال الحركات غير الهادفة و عدم الطاعة و الامتثال للأوامر التي تصدر عنهم و خصوصا أوامر الوالدين و الإخوة و أوامر المدرسة من قبل المعلم و العاملين فيها .
ثانيا : المظاهر العصبية ( البيولوجية ) :
1- الانفعالات العصبية من خلال الإشارات العصبية نتيجة لمواجهته صعوبة في تعلم مهارة ما ، و لهذا يظهر عليه حالة الشعور بالغضب و الإحباط .
2- الاضطرابات العصبية المزمنة و التي يعود سببها إلى إصابة الدماغ قبل الولادة أو أثنائها أو بعدها .
3- خلو العائلة الفرد من الإعاقة العقلية : و يعني ذلك إن الأطفال ذوي صعوبات التعلم هم من الأطفال العاديين غير المعاقين عقليا كما يشير تاريخ الأسرة التي ينتمي الطفل إليها .
ثالثا : المظاهر البدنية :
قد يتصف ذو صعوبات التعلم إذا ما قورنوا مع الأطفال الاعتياديين قياسا بالمتوسطات بان معدل نموهم اقل تقدما و اقل طولا و أثقل وزنا و اقل تناسقا و لكن ليس بالدرجة التي تستدعي اهتماما زائدا أو لافتا للنظر .
و مثل سائر الأطفال قد يكون الطفل بطيء التعلم قوي الجسم ذا بدن نحيف أو ضخم حيث يتدخل عامل التغذية كمتغير في هذا الموضوع و كذلك الصحة العامة للطفل و يعتقد بعض المعلمين إن حجم الجسم و وزنه له علاقة ببطء التعلم ، حيث إن الاعتقاد السائد عند البعض بان البطء يعوضه الحجم أو القوه و قد يكون سبب ذلك إن الطفل يكون اكبر عمرا و أضخم بدنا نتيجة رسوبه و كبر سنه بالنسبة لبقية الأطفال .
رابعا : المظاهر اللغوية :
تعتبر الاضطرابات اللغوية أكثر المظاهر وضوحا و اهتماما من قبل الباحثين في ميدان الصعوبات التعلم ، فقد دلت الدراسات الحديثة إن هنالك نسبة عالية من الأطفال لا يمكنها استعمال اللغة بصورة صحيحة أو مرضية قياسا مع بقية الأطفال بنفس معاناتهم من مشاكل اللغة و من بينهم أطفال الصعوبات التعليمية ، و يرجع ذلك إلى واحد من الحالات التالية :
1- صعوبات في إدراك معاني الكلمات : كان يعتقد إن بعض حالات فهم اللغة الناتجة عن صعوبات سمعية للطفل ، و نتيجة للفحوصات تبين حالة السمع جيدة و لكن الطفل يعاني من عدم فهم اللغة المنطوقة ، و بالتالي لا يدرك معانيها بشكل جيد .
2- صعوبات في التفكير السمعي أو صعوبات تنظيمية : يعاني الطفل في هذه الحالة من عدم القدرة على ربط ما يسمعه بالخبرات السابقة و إلى صعوبة التعميم في المواقف التعليمية الجديدة .
3- صعوبات في التعليم اللفظي : يواجه الطفل نتيجة لهذه الحالة صعوبة التعبير عما في نفسه أو ما يريد من أراء و أفكار يحاول إيصالها للمقابل و الذي يطلق عليها ( الحبسة العيرية ) و يتأخر في التعبير عن نفسه بلغته الخاصة , و يطلق عليها في بعض الأحيان ( اللغة المتأخرة ) و إذا ما استمرت قد يفقد القدرة على تعلم الكلام .
4- صعوبة في القدرة على القراءة : و التي تعود إلى أسباب تتمثل في ضعف قدرة الطفل على تكوين التتابع الصحيح للمهارات القرائية .
5- صعوبة في القدرة على القراءة و التي تعود إلى أسباب طبية تتمثل في الخلل الوظيفي للدماغ .
6- صعوبة القدرة على الكتابة و التي تسمى (Dysgraphia) ، و التي تعود إلى أسباب بالقدرة الحركية الدقيقة , و نقل المادة المنظورة إلى مادة حركية مكتوبة ، أو إلى عجز في تآزر البصري الحركي أو إلى عجز القدرة على إدراك الحروف و الرموز اللغوية .
7- تأخر ظهور الكلام : و يقصد فيها تأخر وقت ظهور الكلمات الأولى عند الطفل الذي يعاني من صعوبة التعلم حتى السن الثالثة أو الرابعة ، علما بان العمر الطبيعي الذي ينطق فيه الطفل أولى كلماته سنة ( اقل أو أكثر بشهر ) و قد يكون سبب التأخر إصابة الطفل بأمراض أو حالات كالتخلف عقلي أو إعاقة سمعية .
8- سوء تنظيم و ترتيب الكلام : معنى ذلك إن الطفل الذي يتحدث بجمل غير مفهومة أو مفيدة ، و يستخدم أقسام الكلام في غير أماكنها الصحيحة ، فقد يرتب الاسم مكان الفعل و الفاعل مكان الفعل و يستخدم حروف الجر بكثرة و في غير أماكنها .
الصعوبات اللغوية : وهي مظهر من مظاهر بطء التعلم و قد تؤدي إلى عجز في التعلم و أهمها : الديسلكسيا أو صعوبة القراءة و الكتابة ، و تعتبر الديسلكسيا من الموضوعات المهمة و المباشرة لمظاهر الاضطرابات اللغوية للأطفال ذوي صعوبات التعلم و تسمى أحيانا بضعف القدرة على القراءة .
خامسا : الشخصية و التكييف :
يتمتع الطفل بطيء التعلم بشخصية اعتيادية و رغم انه بالمعدل لا يصل إلى مستوى شخصية الأطفال العاديين لكنه ليس ضعيف الشخصية كما يعتقد بعض الأفراد ، و كذلك الحال بدرجة تكيف اقل من الطفل العادي ، و لكن الفرق ليس فرقا حادا .
تظهر الاختلافات بشكل واضح في الصفات السلوكية الآتية : التعاون الأنانية ، الطاعة ، العدوان ، الحالة الانفعالية ، معارضة السلطة ، و كما هو معلوم إن الصفات الشخصية مرتبطة بالقدرة العقلية ، و من هنا يظهر اثر هذه الصفات إضافة إلى التحصيل و الخلق و السيطرة و حب الاستطلاع في التعامل و التكيف اليومي و الشخصية .
أما الصفات مثل الأنانية و العطف و الاعتماد على الغير فإن الأطفال بطيئي التعلم يحصلون بها على درجات أعلى من الأطفال العاديين .
* المصدر
– سيكلوجية الأطفال ذوي الصعوبات التعليمية (بطيئي التعلم) ، د. عدنان غائب راشد .