يمكن تصنيف صعوبات التعلم على نوعين رئيسيين وهما صعوبات التعلم النمائية وصعوبات التعلم الأكاديمي وفيما يلي شرح لهما :
أولا : صعوبات التعلم النمائية :
يقصد بصعوبات التعلم النمائية بأنها الصعوبات الخاصة بالانتباه والذاكرة والإدراك والتفكير وصعوبات اللغة الشفوية وفيما يلي شرح مختصر لهذه الصعوبات :
أ- الانتباه :
الانتباه هو اختبار وتهيؤ ذهني أو هو توجيه الشعور وتركيزه في شيء معين استعدادا لملاحظته أو أدائه أو التفكير فيه .
وحينما يقرأ الإنسان موضوعا هاما أو يفكر في مسألة ،أو مشكلة فأنه لا يشعر بمن حوله من الناس أو الأشياء إلا شعورا غامضا . وفي هذه الحالة يقال إن موضوع انتباهه يحتل بؤرة شعوره. أما ما عداه فيكون على هامش شعوره .
اضطراب عمليات الانتباه وصعوبات التعلم :
صعوبات الانتباه تقف خلف الكثير من أنماط صعوبات التعلم الأخرى مثل صعوبات القراءة وصعوبات الفهم القرائي والصعوبات المتعلقة بالذاكرة ، والصعوبات المتعلقة بالرياضيات أو الحساب ، وحتى التآزر الحركي والصعوبات الإدراكية عموما .
ودلت نتائج الدراسات على مهام الانتباه الانتقائي أن الأطفال ذوي صعوبات التعلم أظهروا عجزا أو قصورا في الأداء على مهام الانتباه الانتقائي عند مقارنتهم بالعاديين مع أقرانهم .
ب- الإدراك :
أظهرت البحوث التي قامت حول صعوبات التعلم أن الصعوبات الإدراكية كانت المميز الرئيسي لجميع الأطفال الذين خضعوا للدراسة وبهذا فان الإدراك يحتل مركزا محوريا في صعوبات التعلم النمائية بصورة عامه واضطرابات العمليات المعرفية بصفة خاصة ، ويرتبط الإدراك ارتباطا وثيقا باضطرابات الانتباه حيث تعبر صعوبات التعلم الناشئة عن اضطراب عمليات الإدراك من خلال المظاهر التالية :
1- الفشل المدرسي وهو انخفاض وضعف التحصيل الأكاديمي .
2- الصعوبات المهارية والحركية أو صعوبات التآزر أو الإدراك الحركي .
3- الفشل في تكامل النظم الإدراكية الحركية .
وتؤثر صعوبات التعلم الإدراكية على ما يلي :
– الأداء العقلي المعرفي .
– الأداء الحركي المهاري .
– الاداءات العقلية المعرفية والحركية والمهارية المركبة .
أن للإدراك أثر واضح عند ذوي صعوبات التعلم فالطفل الذي يعاني من مشكلات إدراكية يعاني من صعوبات في التميز السمعي والبصري واللمسي والحسي ،وربط الأصوات والوعي بالاتجاهات ، وكل هذه العوامل لها اثر واضح في صعوبات التعلم .
ج- التفكير :
يعتبر التفكير من العمليات المعقدة لأنها تشتمل على الكثير من أنواع العمليات العقلية ،ولا يقصد بالتفكير هنا الذكاء لأن الطفل من ذوي صعوبات التعلم لا يعاني من الإعاقة العقلية . وقد أكدت الكثير من الدراسات أن الطفل ذوي صعوبات التعلم لديهم قصور في عمليات التفكير ، وقد أكد هلهان وآخرون على إن الأطفال ذوي صعوبات التعلم يعانون من قصور في التخطيط لحل المشكلات ، كذلك فقد أكد كولنان وكاجن آخرون انه يغلب على الأطفال ذوي صعوبات التعلم التصرف باندفاع كما يمكن ملاحظة السلوكيات التالية :
1- لا يستطيع تطبيق ما تعلمه .
2- يحتاج إلى وقت طويل لتنظيم أفكاره قبل أن يستجيب .
3- يعطي اهتماما بسيطا للتفاصيل أو لمعاني الكلمات .
4- يتمكن من التفكير الحسي في حين أنه يعاني من ضعف في التفكير المجرد .
5- لا يستطيع إتباع الكلمات أو تذكرها .
6- تنقصه القدرة على تنظيم أوقات العمل .
لذلك فسلوك التلاميذ ذوي صعوبات التعلم يدل على أنهم لا يستطيعون استخدام عمليات التفكير الفعالة .
د- الذاكرة :
هي القدرة على الربط والاحتفاظ واستدعاء الخبرة ، ومن ذلك نستنتج أن الذاكرة هي قدرة الفرد على تصنيف المعلومات ، وعلى التخزين والاحتفاظ بها والقدرة على استرجاعها .ويمكن تعريفها على أنها تخزين الأحاسيس والإدراكات واسترجاع ماتم تجربته سابقا . لذلك يمكن القول بأن الذاكرة تنقسم إلى ثلاثة أقسام هي :
– وحدة استقبال المثيرات وتصنيفها .
– مرحلة تخزين المعلومات .
– استرجاع المعلومات .
إن من لديه صعوبة في التعلم عند الأطفال نجده لا يتمكن من الاحتفاظ بالمؤثرات التي ترد إليه لذا لا يستطيع تذكر الأشياء ، فالطفل مثلا لديه ذاكره طويلة المدى وذاكرة قصيرة المدى وذوي الصعوبة في التعلم نجد أن ذاكرته قصيرة المدى وطويلة المدى مضطربة .
و- التذكر والنسيان :
أن ذوو صعوبات التعلم يعانون من اضطراب في عمليتي التذكر والنسيان وهذا يعني أنهم لا يتعلموا ولن يبق أثر لما تعلموه ولذا يفترض أن يراعى المعلمون في أثناء تدريسهم للطلاب أن يعمقوا هذه المعارف ، لكي يحتفظ بها الطلاب ويتذكروها ويتمكنوا من استخدامها في الوقت المناسب .
يقصد بالتذكر أن يكون الفرد قادرا على استظهار تأثره بموقف ما مربه ،أو خبرة ، أو معرفة ما .
ثانيا : صعوبات التعلم الأكاديمية :
يتعرض ذوي صعوبات التعلم إلى تذبذب شديد في التحصيل سواء أكان في مادة واحدة أو في مواد مختلفة لذا فنحن نجد أن ذوي صعوبات التعلم يحصلون على علامات مرتفعة أحيانا ، ومنخفضة أحيان أخرى في الموضوع ذاته ، أو بين المواضيع المتعددة .
ومن أشكال صعوبات التعلم الأكاديمية :
أ- صعوبات القراءة :وهي من أكثر الموضوعات انتشارا بين التلاميذ ذوي صعوبات التعلم ، حيث يمكن أن نجد الكثير منم المظاهر الموجودة بين الطلاب ذوي صعوبات التعليمية ومن بين هذه المظاهر نجد الطالب يعاني من ضعف في فهم ما يقرؤه ، وقد يكون السبب ناتجا عن عدم قدرته على تحليل صوتيات الكلمات
، كما قد نجد هذا الطفل يقوم بعكس الكلمات والمقاطع عند الكتابة أو القراءة .
ب- صعوبات الكتابة :
نحن نرى أن الطفل يبدأ منذ السنوات الأولى باستخدام الأقلام العادية كأقلام الرصاص وأقلام التلوين في البيت بما يسمى بالخربشة .وهو في العادة لا يعلم أن الكبار يستخدمون الرموز للتعبير عن معاني محددة ، حتى يتعلم ذلك في رياض الأطفال أو المدارس الابتدائية ، لذا فالطفل لا يبدأ باستخدام هذه الرموز إلا بعد أن يكون قد نضج عقليا بدرجة كافية ولديه الرغبة في الكتابة . وقد أثبتت التجارب التي قامت بها هيلدرث أن أسباب الصعوبة في الكتابة تعود إلى ما يلي :
– التدريس الضعيف والبيئة غير المناسبة .
– العجز في الضبط الحركي .
– عجز في الإدراك المكاني أو البصري .
– العجز في الذاكرة .
لذا فالكتابة تحتل المركز الأعلى في هرم تعلم المهارات والقدرات اللغوية ، حيث تسبقها في الاكتساب مهارات الاستيعاب والتحدث والقراءة ، وإذا ما واجه الطفل صعوبة في اكتساب المهارات الثلاثة الأولى فانه في الغالب سيواجه صعوبة تعلم الكتابة أيضا .
يواجه الأطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلم عدة أنواع من الصعوبات في تعلم الكتابة وهي :
– عدم إتقان شكل الحرف وحجمه .
– عدم التحكم في المسافة بين الحروف .
– الأخطاء في التهجئة .
– الأخطاء في المعنى والنحو .
ج – الصعوبة في الرياضيات :
تعني الرياضيات استخدام الرموز وقدرة الشخص على استخدام هذه الرموز فالتلميذ الذي لا يستطيع أن يميز بين هذه الأرقام أو الرموز وهو ما يسمى بعسر الرياضيات.
ونعني بعسر الرياضيات عدم قدرة التلميذ على التعامل مع الأرقام والمعادلات الرياضية والتلميذ الذي لديه صعوبة في الرياضيات منها قد لا يستطيع التفريق بين 7 و 8 أو 6 و 2 أو يكون لديه عدم القدرة على جمع الأرقام بالشكل الصحيح ومثال على ذلك يجمع 26 +34 = 3426 وكذلك لا يفرق بين إشارة الضرب × وإشارة الجمع + وغير ذلك كثير ، وهذا يدل على أن تشخيص التلاميذ الذين يعانون من صعوبات الحساب تكون سهلة إذ يمكن لمعلم الفصل أو معلم غرفة المصادر وحتى لولي الأمر أن يعرف إذا راقب ابنه أثناء حله للواجبات أو ملاحظة دفاتره .
وقد يستخدم الأسلوب العلمي في معرفة الصعوبة وذلك بتتبع المهارات التي يتقنها الطالب حيث بدأ بمهارة العد ثم الانتقال لمهارة التعرف على الأرقام ثم ذكر أسماء الأعداد وهكذا.
وفيما يلي استعرض بعض الصعوبات الشائعة التي تؤثر سلبا في الرياضيات:
الصعوبات الإدراكية البصرية والسمعية : وهي الصعوبات المتعلقة بالجانبين البصري والسمعي .
ومن صعوبات الإدراك البصري ما يلي :
مشكلات الشكل والأرضية وتظهر من خلال :
– فقدان الموضع بشكل متكرر.
– صعوبة قراءة الأرقام المضروبة.
– عدم رؤية الطرح خلال مسائل القسمة .
صعوبة في التمييز البصري والتي تظهر من خلال
. صعوبة التمييز بين رموز العمليات (+ -× ÷) –
– صعوبة التمييز بين الأعداد المختلفة مثل (7،8) و(42،24) .
– صعوبة التمييز بين النقود مثل 5 قروش و 10 قروش .
– الصعوبة في الأعداد الكسرية .
– قلب الأرقام مثل 2 تصبح 6 أو 4 تصبح 3 .
أما الصعوبات الإدراكية السمعية فتظهر من خلال :
– صعوبة الاستماع إلى أمثلة من الأعداد .
– صعوبة في حل المشكلات اللفظية .
– صعوبة في فهم المشكلات اللفظية .
– صعوبة إدراك التراكيب الرياضية شفويا.
:(الصعوبات الفراغية (المكانية
وهي قصور الأطفال في إدراك أعلى وأسفل، فوق وتحت، قريب وبعيد، أمام وخلف، وبداية ونهاية، وهكذا.
ويظهر هؤلاء الأطفال :
– صعوبة تقدير المسافات بين الأرقام .
– صعوبة تقدير المسافات بين السطور .
– صعوبة الكتابة على خط مستقيم .
– صعوبة وضع الكسور العشرية في أماكنها .
– صعوبة وضع الأرقام بشكل مرتب .
– التداخل والخلط أثناء الكتابة .
– صعوبة إدراك تسلسل أرقام بشكل صحيح كالرقم 4 هو اقرب إلى الرقم 5 أو 7.
صعوبة الذاكرة:
تتطلب الرياضيات مهارات تذكر مناسبة لتساعد على فهم العمليات الحسابية كالجمع والطرح والقسمة والضرب فالأطفال الذين يعانون من صعوبة التذكر قد يعانون من صعوبات في الرياضيات.
فقد يفهم المتعلم النظام العددي لكنه يجد صعوبة في استرجاع الحقائق العددية بسرعة الأمر الذي يتطلب وقتا وجهدا كبيرا.
ومن مظاهر صعوبات التذكر :
– عدم القدرة على الاحتفاظ بالصورة البصرية بشكل كاف حتى يتمكن من كتابتها.
– عدم القدرة على الاحتفاظ بالأعداد بشكل كاف لإعطاء إجابة للأسئلة .
– صعوبة تعلم مسائل ذات خطوات متعددة .
– صعوبة تعلم أو تذكر حقائق جديدة دون إعطاؤه مزيد من الوقت والجهد من خلال الإعادة والتكرار المفرط.
الصعوبات الحركية:
إن القصور في الجانب الحركي وخاصة المهارات الحركية الدقيقة لها تأثيرها السلبي في أداء المتعلم الأكاديمي بشكل عام والرياضيات بشكل خاص ، فهو يكتب الأعداد بشكل معكوس أو تراه بطيء غير دقيق ، ومن مظاهره عدم الاتساق وعدم التنظيم وعدم الدقة .
الصعوبة اللغوية:
فاللغة تؤدي إلى حالة من التكامل لفهم واستيعاب أفضل . لذلك فإن القصور اللغوي يؤدي إلى :
– صعوبة قراءة الأعداد الضرورية.
– عدم القدرة على استنتاج خلاصات .
– صعوبة في التدريبات الشفهية وخاصة السريعة.
– صعوبة في توضيح الحلول للمسائل التي حلها .
– صعوبة إدراك معاني المفاهيم الرياضية.
– صعوبة كتابة الكلمات عند التملية .
– صعوبة في الكلمات ذات المعاني المتعددة.
– صعوبة فهم الجمع بالجمل .
– صعوبة فهم الاستعادة في عمليات الطرح .
* المصدر
– كتاب مقدمة في التربية الخاصة ، د.تيسير مفلح كوافحة ، أ. عمر فواز عبد العزيز .
– مقتبس من بحث صعوبات التعلم في الرياضيات وحلول مقترحة لحلها للباحثة فاطمة محمد