عملية التقييم والتشخيص للأطفال ذوي صعوبات التعلم تعتبر المدخل الرئيسي الذي نحدد من خلاله احتياجات الطلاب من خدمات التربية الخاصة , وذلك من خلال المتابعة اليومية لأخصائي التربية الخاصة للطلبة في الفصل الدراسي , والتعاون مع فريق عمل متكامل .
* أهداف عملية التقييم :
هناك مجموعة من الأهداف الأساسية لعملية التقييم وهي :
1- الفرز : ويتم ذلك من خلال اختبارات سريعة لتحديد أي منهم بحاجة إلى تقييم مكثف أو فحص شامل .
2- الإحالة :
وذلك من خلال الحصول على معلومات إضافية من الأشخاص الآخرين بالمدرسة على أساس الملاحظة والتحصيل الأكاديمي .
3- التصنيف :
وذلك بتصنيف الطلبة وفقا لنمط الصعوبة لديهم ونوع الخدمة التي يحتاجونها .
4- التخطيط التدريسي :
وذلك من اجل إعداد الخطة التربوية الفردية لكل طالب وتحديد الأهداف القصيرة والبعيدة المدى وذلك في إطار الخطة التربوية الخاصة .
5- مراقبة تقدم التلميذ :
مراقبة تحصيل وتقدم التلميذ من خلال عدة طرق منها : الاختبارات الرسمية وغير الرسمية والملاحظة وإجراءات التقييم على أساس المنهج الدراسي . (ندا , 2009) .
* قرارات التقييم :
ويمكن تلخيص أهم قرارات التقييم كالتالي :
1- تحديد مستوى الإنجاز الأكاديمي والنمائي الحالي للتلاميذ وذلك من خلال الحصول على معلومات فريق التقييم – ومراجعة بيانات التقييم _ وتحديد مدى كفاية البيانات – وتحديد ما إذا كانت مستويات التلاميذ في المهارات بحاجة إلى تنمية . ويتم الحصول على هذه المعلومات بعدة طرق منها :
الاختبارات المعيارية , الاختبارات غير الرسمية , التقييم على أساس المنهج المدرسي , والملاحظة .
2- جمع معلومات إضافية عن التلميذ : وذلك من خلال تاريخ الحالة , أولياء الأمور , المعلم , فريق التقييم .
3- تحديد التباين بين القدرة والإنجاز : من خلال قياس مستوى التحصيل ومستوى القدرة على التعلم .
4- تحديد الطلبة ذوي صعوبات التعلم الذين يحتاجون لتلقي الخدمة : وذلك بالاستعانة بتقارير الملاحظة , والمعلومات التي تم الحصول عليها من الآباء والمعلمين ومن اختبارات التحصيل .
5- تحديد خدمات التربية الخاصة : على أن تكون تلك الخدمات لها علاقة بصعوبة التعلم لدى التلميذ ,وان تكون الأهداف القصيرة والبعيدة المدى ممكن تحقيقها من خلال تقديم هذه الخدمات .
6- متابعة تقدم التلميذ : وذلك من خلال قياس مستوى تقدم التلميذ لتحقيق الأهداف التعليمية .
7- تطوير خطة التدريس : وذلك بالاستفادة من كافة المعلومات التي جمعت عن التلميذ : مواطن القوة والضعف , المستوى النمائي , المهارات المتعلمة , عمره , اهتماماته .
إن إستراتيجية خطة التدريس تتطلب من المعلمين أن يكون لديهم معلومات كافية عن طرق وأدوات التدريس , المهارات التي تحتاج إلى تنمية خصائص نمو الطفل واهتمامات التلاميذ .
8- تحرير معلومات التقييم : وذلك من خلال أربعة طرق : الاختبارات الرسمية وغير الرسمية والمقابلة والملاحظة .
وربما تقود إحدى الطرق في جمع المعلومات إلى طريقة أخرى , على سبيل المثال ملاحظة التلميذ ربما تقود إلى استخدام اختبار رسمي في التمييز السمعي للطفل . (ندا , 2009) .
* نماذج التقييم لصعوبات التعلم :
هناك عدة نماذج تستخدم في عملية التقييم منها ما يركز على
المتعلم كالنموذج الطبي ونموذج قصور العمليات
1- النموذج الطبي : ويفترض هذا النموذج أن مشكلات الطالب ناتجة عن أسباب بيولوجية , فالطلاب الذين توجد لديهم مشكلات تعلم بسبب الحالة الصحية يتم تحويلهم إلى التقييم الطبي أو النفس عصبي , والتدخل في إطار هذا النموذج تدخلا علاجيا للأعراض البيولوجية .
2- نموذج قصور العمليات : إن المشكلات لدى الطالب وفق هذا النموذج تتحدد من خلال مصطلح (ضعف تجهيز المعلومات) إدراك بصري , قصور حركي لغوي , أو عجز انتباه .
ما يركز على تفاعلات المتعلم مع المهام :
3- نموذج تحليل المهام : وفقا لهذا النموذج فان المهمة التي يعاني التلميذ من صعوبة في أدائها , يجب أن تحلل إلى مكوناتها , وتحديد المهارة الفرعية التي لم يتقنها التلميذ .
ما يركز على تفاعلات المتعلم مع الأوضاع المحيطة : نموذج النظم الاجتماعية , نموذج التقييم البيئي , نموذج التقييم السلوكي .
4- نموذج النظم الاجتماعية : وفق هذا النموذج يتم التركيز على تكيف الفرد أو عدم تكيفه مع النظم المحيطة , والتدخل وفق هذا النموذج عن طريق تنمية العلاقات الشخصية , وتنمية المهارات من مثل الأكاديمية , الانتباه .
5- نموذج التقييم البيئي : إن البيئة تؤثر على سلوك الفرد , لذلك فان سلوك الفرد يختلف من بيئة إلى أخرى .
6- نموذج التقييم السلوكي : يضم هذا النموذج كل من نموذجي النظم الاجتماعية والتقييم البيئي , ولا يركز فقط على الأداء السلوكي الذي يمكن ملاحظته , وإنما يركز أيضا على المعرفة (التفكير والتخيل ) , العاطفة (الشعور , التفسيرات الوهمية) , فسيولوجيا (زيادة معدل ضربات القلب قبل الاختبار) , المكونات البنائية (ترتيب المقاعد) للتفاعل بين المتعلم والمواقف المختلفة . ويمكن استخدام استراتيجيات متعددة في هذا النموذج تتضمن : المقابلة , مقاييس التقدير , الملاحظة داخل الصف وفي موقف الاختبار , ومراقبة وظائف الجسم غير الإرادية . والتدخل يكون هنا على أساس طريقة التعلم الاجتماعي التي تهدف إلى تشكيل سلوك الصغار بواسطة تأثير البيئات السابقة واللاحقة .
ما يركز على المتعلم في المحيط الثقافي الاجتماعي الشامل
7- النموذج المتعدد : يحدد هذا النموذج الطلاب الذين لديهم مشكلة فقط عندما يكون الإنجاز ضعيفا بصورة مستمرة على الرغم من محاولة تجنب التحيز الثقافي والاجتماعي . ويفترض هذا النموذج أن القدرة الكامنة للتعلم تتوزع بين الأفراد بنفس الطريقة في كل المجموعات العرقية , العنصرية , والثقافية . والفروق الفردية في القدرة الكامنة للتعلم سوف تكون موجودة لدى الأفراد في كل هذه المجموعات , ولكن الفروق في أداء الاختبار بين المجموعات الثقافية يفترض أنها ترجع إلى تحيز الاختبارات التي نستخدمها .
يفترض هذا النموذج أن الاختبارات تقيم الذي تعلمه الفرد عن التراث الثقافي الموجود في بنية الاختبار , لذلك يفترض هذا النموذج أن كل الاختبارات تكون متحيزة للثقافة الموجودة داخل البلد . وان الأفراد المشتركين في نفس التراث الثقافي سوف يحصلون على نتائج جيدة إذا ما تضمنت عينة تقنين الاختبار عدد من هؤلاء الأفراد , بصورة أفضل من نتائجهم على اختبار يتحيز للثقافة السائدة .
إن انخفاض الأداء النهائي للأفراد على الاختبارات في المجتمعات متعددة الثقافات , يكون بسبب الفروق في الموروثات الثقافية الاجتماعية لهم , وليس بسبب الفروق في القدرة الكامنة للتعلم لديهم .
أن التقييم وفق هذا النموذج هو محاولة لضبط وتجنب التحيز الثقافي السلبي أو الايجابي في أدوات وإجراءات الاختبارات المستخدمة في عملية التشخيص . (ندا , 2009)
* التشخيص الفارق :
قبل تطبيق البرنامج التربوي الفردي الملائم للطفل صاحب الصعوبة في التعلم يجب إجراء تشخيصا فارقا للحالة , بسبب أن هناك أنماطا متعددة من الصعوبات وكل نمط يحتاج إلى أسلوب علاجي مختلف نوعا ما عن الأخر , وتختلف طرق تشخيص أطفال مرحلة ما قبل المدرسة عن الأطفال في سن المدرسة , فأطفال مرحلة ما قبل المدرسة يتم تحديدهم من خلال التباعد النمائي , أو قياس جوانب الضعف والقوة في قدراتهم النمائية , أما أطفال سن المدرسة فمن خلال تحديد التباعد ما بين الاستعداد والتحصيل الدراسي . (ندا , 2009) .
* مراحل عملية تشخيص صعوبات التعلم :
تتم عملية التشخيص وفق مراحل متتالية يتم على أساسها وبمقتضاها التشخيص وهي كالتالي :
1- تحديد الطلاب ذوي التحصيل المتدني .
2- ملاحظة سلوكيات الطلاب داخل الصف والمدرسة .
3- تقويم سلوكيات الطلاب بصفة عامة غير رسمية .
4- إجراء التقويم الرسمي بواسطة فريق الأخصائيين .
5- الوصول إلى النتائج وتفسيرها .
6- تحديد الأساليب العلاجية الممكنة في ضوء النتائج .
7- سرعة التدخل العلاجي أو الإرشادي المطلوب . (عبيد , 2009 )
*أساليب التقييم التشخيصي لصعوبات التعلم :
أساليب التقييم الرسمي .
أساليب التقييم غير الرسمي .
الملاحظة .
أولا : أساليب التقييم الرسمي :
1- اختبارات معيارية : مثل اختبارات التحصيل ولتي تستخدم مع التلاميذ الذين لديهم صعوبات تعلم , وتستخدم هذه الاختبارات في الفرز , لأنها تمدنا ببيانات وافية عن مستوى الإنجاز .
2- اختبارات إكلينيكية فردية : وتستخدم للحصول على معلومات تشخيصية عن المهارات والقدرات الخاصة في واحدة أو أكثر من المناطق الأكاديمية (رياضيات , قراءة , تهجي) , ومن خلال هذه الاختبارات يمكن الحصول على معلومات وافية عن جوانب القوة والضعف لدى التلميذ في المهارات والقدرات الخاصة .
ثانيا : أساليب التقييم غير الرسمي :
يتم إعدادها وتطبيقها من قبل معلم الفصل , وترتبط بمحتوى المادة الدراسية , وطريقة المعلم في التدريس , وهذه الأساليب تقيم تحصيل التلاميذ في المهارات الأكاديمية الخاصة , وتكشف عن مواطن الضعف والقوة في إنجاز المهام , ومن هذه الأساليب :
1- التقييم على أساس المنهج الدراسي : ومن خلال هذا الأسلوب يتم قياس إنجاز التلاميذ فيما يقدم لهم من مادة تعليمية , وتقييم لطرق التدريس المستخدمة .
2- تحليل الأخطاء : يتم التعرف على أخطاء التلميذ التي وقع فيها أثناء تأدية الاختبار من خلال فحص أعماله أو سؤاله عن كيف يقوم بحل المشكلة , وبتعرف المعلم على الطرق التي استخدمها التلميذ , يمكنه استنتاج عمليات التفكير التي تم استخدامها .
3- اختبارات محكية المرجع : وهذه الاختبارات تركز على ما يوجد لدى الفرد من قدرات , أو ما يستطيع القيام به من مهام , ولا تهتم كثيرا بمقارنة أداء الفرد بأداء الآخرين .
4- اختبارات من إعداد المعلم : وهذه الاختبارات تمكن المعلم من تحديد المشكلات , وتحديد مستوى الفهم , ومراقبة مستوى التقدم ونمط الاختبار يختاره المعلم معتمدا على هدف التقييم لتحديد مناطق المشكلات الخاصة .
5- تقييم حقيبة الطالب : تستخدم لقياس مستوى الإنجاز الحالي للطالب وتقدمه عبر الزمن , وتشتمل على نماذج مختارة من أعمال الطالب في الفصل الدراسي , اختبارات الصف الدراسي الأكاديمي , قوائم السلوك , قصص بسيطة , مسودات مكتوبة عن مراحل النمو المختلفة , مشروعات عملية , نماذج للرسوم , ملاحظات المعلم , أو نتائج للمشروعات الجماعية .
* الملاحظة :
وتستخدم الملاحظة داخل الفصل الدراسي للتعرف على الخصائص المميزة للتلاميذ , حيث يتم ملاحظة وتسجيل كل سلوكيات التلاميذ من أنشطة وحركات , دافعية للإنجاز , تحصيل دراسي , خلال فترات زمنية متفاوتة مع ملاحظة الأنماط السلوكية المتكررة والتي تم تسجيلها أثناء الملاحظة . (ندا , 2009) .
* المصدر – موقع منار موقع متخصص في التربية الخاصة .
– صعوبات التعلم, ندا احمد عواد (2009) , الوراق للنشر والتوزيع. – صعوبات التعلم وكيفية التعامل معها ، ماجدة بهاء الدين السيد عبيد (2009) . عمان .