تعد اختبارات الذكاء الفردية من أكثر الأساليب الموضوعية استخداما في التعرف على الأطفال المتفوقين والموهوبين في سن ما قبل المدرسة وسنوات الدراسة الابتدائية وحتى نهاية سنوات الدراسة الأساسية أي مع نهاية المرحلة الإعدادية (المتوسطة) . كما تعد اختبارات الذكاء الفردية – من ناحية ثانية أكثر هذه الأساليب دقة وفاعلية في التعرف على الأطفال المتفوقين و الموهوبين الذين يعانون من صعوبات تعلم أو قدرات لفظية متدنية، أو اضطرابات سلوكية أو إعاقة بصرية أو إعاقة سمعية أو إعاقة حركية . وربما لا يوجد ما هو أفضل من اختبارات الذكاء الفردية في الكشف عن الأطفال المتفوقين و الموهوبين من ذوى التحصيل الدراسي المتدني لكونها وسيلة موضوعية موثوقه لمعالجة مثل هذه الحالات.
وعادة ما تتكون اختبارات الذكاء الفردية من عدة مقاييس فرعية تشتمل في الغالب على المحاكاة اللفظية والعددية و المجردة وقوة الذاكرة. وتقيس القدرة العقلية العامة التي يعبر عنها بالعامل العام (ع) وذلك من خلال معامل ذكاء كلي في جميع اختبارات الذكاء الفردية، بالإضافة إلى نسب معاملات ذكاء لفظية وأخرى أدائية في بعض الاختبارات .
*مزايا اختبارات الذكاء الفردية:
تتعدد مزايا اختبارات الذكاء الفردية، ويكاد يجمع الباحثون على نقاط محورية يرون من وجهة نظرهم بحكم أنهم متخصصون في المجال – أعنى مجال التفوق و الموهبة – أنها تنفرد بهذه المميزات. وعلى ذلك يمكن الإشارة إليها في النقاط الخمس التالية:
– الأولى : أن اختبارات الذكاء الفردية – لاسيما التقليدية منها – تتمتع بأفضل الخصائص السيكومترية التي ينبغي توفرها في الاختبارات النفسية و التربوية المقننة . ويذكر” فتحي جروان” (2002: 107) أنه بالإضافة إلى استخدام إجراءات وأساليب علمية مدروسة في عملية إعداد هذه الاختبارات، واختيار عينات التجريب و التقنين، فإن هذه الاختبارات موجودة في الميدان منذ عشرات السنين، وأجريت عليها دراسات وبحوث تجريبية هائلة، وتراكمت لها بيانات صدق وثبات لا حصر لها بالمقارنة مع غيرها من الأساليب الاختباريه وغير الاختباريه.
– الثانية : أن اختبارات الذكاء الفردية، تتمتع بقدرة تنبؤية معقولة بالنجاح الأكاديمي والعملي . وفي حال مقارنتها بالقدرة التنبؤية لاختبارات الاستعداد واختبارات التحصيل أو غيرها من مقاييس القدرة على التفكير الابتكاري أو سمات الشخصية فسوف نجد أنها تتفوق عليها.
– الثالثة : أن فائدة اختبارات الذكاء الفردية لا تقتصر على إعطاء معامل ذكاء كلي أو معامل ذكاء فرعي كما قد يتبادر إلى الذهن ، لكنها تزود القائم بتطبيقها بمعلومات على درجة كبيرة من الأهمية يمكن أن يحصل عليها عن طريق ملاحظته لأداء الطفل أثناء جلسة أو جلسات التطبيق . وهذه المعلومات تفيد في رسم صورة أكثر شمولية حول خصائص الطفل السلوكية في مجالات عديدة مثل طول فترة انتباه الطفل، ومستوى القلق لديه، والتكيف مع التغير ، ومفهوم الذات و الثقة بالنفس، واتجاهات الطفل فيما يتعلق بحل بعض المشكلات، وردود فعله نحو المهام التي تتطلب الجدة ، وإتباع التعليمات و القدرة على التركيز، والتأمل مقابل التسرع ، و المهارة في استخدام اللغة، وعلاقته بالآخرين ، و القدرة على التحمل و المثابرة، و التنظيم و التنسيق وما إلى ذلك من خصائص.
– الرابعة : أن اختبارات الذكاء الفردية تقدم مساعدة قيمة للمعلمين و المرشدين وأولياء الأمور في تقييم وقياس ذكاء الأطفال الذين لا تعكس درجاتهم في المواد الدراسية قدراتهم الحقيقية نتيجة انعدام دافعيتهم للتعلم المدرسي لسبب أو لآخر. وهي مقاييس ذات فاعلية في الكشف عن الاستعدادات و القدرات الحقيقية للأطفال الذين يعانون من تدني التحصيل أو صعوبات في التعلم، وغيرهم من الفئات الخاصة التي يشار إليهم في أدبيات التربية الخاصة بالمتفوقين أو الموهوبين المعوقين أو المتفوقين متدني التحصيل .
– الخامسة : أن أهم اختبارات الذكاء الفردية يوجد لها صور معدلة ومنقحة ومقننة في البيئة العربية، وذلك في العديد من البلاد العربية من قبيل جمهورية مصر العربية وسوريا و المملكة الأردنية ودولة الكويت و المملكة العربية السعودية . وهناك إمكانية لاستخدام جداول المعايير و الصورة المعدلة في المملكة العربية السعودية و الكويت في سائر دول الخليج العربي، وهذا معناه وجود نوع من التيسير على المعلمين و المربين و المهتمين برعاية الأطفال المتفوقين و الموهوبين في عملية الكشف و التعرف عليهم.
ومن الأمثلة المتفق عليها لهذا النوع من الاختبارات اختبار أو مقياس ” ستانفورد – بينيه” وهو الاختبار الشهير المعروف في هذا الصدد و الثاني اختبار “وكسلر ” لذكاء الأطفال.
* المصدر – موقع منار موقع متخصص في التربية الخاصة