هو إحدى أهم الفنيات التي تستخدم في عملية تعديل السلوك لدى الأطفال التوحديين وحتى لدى الأطفال العاديين ويرجع أساس هذا التكنيك العلاجي إلى المدرسة السلوكية ويعتمد على فكرة أساسية وهى أن الطفل في الغالب يحصل على معزز للسلوك الذي يصدره وهذا المعزز مهما كانت نوعيته هو الذي يدفعه إلى إعادة إصدار السلوك مرة أخرى ليحصل على نفس المعزز وبالتالي فهذا ألأسلوب يتضمن إلغاء التعزيز الذي كان يحافظ على استمرارية حدوث السلوك غير المناسب، فالتعزيز الإيجابي يقوى السلوك أما توقفه (التعزيز) فيضعف السلوك أو يمحوه والإطفاء يعتبر أسلوب فعال وذلك للأسباب التالية:
-أنه أسلوب بسيط فكل ما يتضمنه هو عدم تعزيز الشخص عندما يؤدي السلوك الغير مرغوب فيه.
-أن عدداً كبيراً من الأنماط السلوكية الغير مناسبة تعزز من خلال الانتباه إليها ولذلك فمحوها يتطلب عدم الانتباه إليها وبالتالي سوف تضعف الاستجابة .
وإذا كان الإطفاء أسلوبا واضحاً وبسيطاً من الناحية النظرية فإنه قد ينطوي على صعوبات بالغة من الناحية العملية ولن ينجح في إيقاف السلوك إلا إذا تم إلغاء التعزيز بأشكاله المختلفة ومن مصادره المختلفة لأننا في بعض الأحيان نقوم بتعزيز سلوك الطفل بدون أن نشعر فعندما يبكى طفلي في السوبر ماركت لكي اشترى له حلوى وأقوم بشراء الحلوى لكي يصمت عن هذا البكاء فانا هنا أقوم بإعطاء الطفل معزز لسلوك البكاء وبالتالي كلما احتاج الطفل إلى حلوى قام بإصدار سلوك البكاء لكي يحصل على التعزيز ومن الممكن للطفل أن يعمم هذا السلوك فيبدأ في البكاء لكي يحصل على معززات أخرى كذلك طفل التوحد يحدث معه نفس الشيء فالطفل التوحدي في بعض الأحيان يصدر أنماط معينة من السلوكيات الغير سوية فتقوم هذه السلوكيات بلفت انتباه الأهل أو المعلم فيكون ذلك بمثابة تعزيز للسلوك الصادر عن الطفل وبالتالي يقوم الطفل بتكرار السلوك ليحصل في البداية على التعزيز الخاص به وهو لفت انتباه الأهل وبالتكرار يصبح هذا السلوك سلوك نمطي روتيني بالنسبة للطفل التوحدي يكرره بصفة دائمة وبالتالي يحتاج الطفل إلى أكثر من تكنيك علاجي لعلاج هذه المشكلة منها في البداية الإطفاء ومن الممكن استخدام أساليب أخرى مع الإطفاء مثل الإبدال.
وفى الغالب ينتج عن الإطفاء بعض الظواهر السلوكية إذا لم يتم فهمها وتوقعها والتعامل معها بصورة جيدة وبمهارة فإن خفض السلوك باستخدام الإطفاء يصبح أمراً متعذراً وهذه الظواهر هي:
1- إن السلوك غير المرغوب فيه قد يزداد سوءاً في البداية وكثيرا ما يتساءل الأهل عندما نخبرهم بذلك لماذا ونحن لا نقوم بإعطاء المعزز للطفل وهنا يكون الرد عليهم أذا كنت تجلس في أحدى الأماكن وقمت بالنداء على شخص لمحاولة لفت انتباهه لك ولم يلتفت هذا الشخص فماذا تفعل بالتأكيد سوف تقوم برفع صوتك أكثر لكي يلتفت أليك هذا الشخص كذلك الطفل الذي يبكى عند ذهابه إلى السوبر ماركت لكي يحصل على الحلوى عندما تقوم بإيقاف المعزز وهو الحلوى سوف يزيد الطفل من البكاء لكي يحصل على المعزز وبالتالي سوف تلاحظ أنت في البداية أن السلوك ازداد سوء.
2- أن السلوك ينخفض تدريجياً وليس دفعة واحدة فالطفل هنا لن يتوقف عن البكاء مرة واحدة بل كما قلنا سابقا أن السلوك سوف يزداد سوا في البداية ثم ينخفض تدريجيا لان المعزز الذي كان الطفل يحصل عليه لن ينتهي تأثيره مرة واحدة بل سوف يفقد تأثيره بالتدريج ولذلك نوصى الأهل دائما بالصبر لأننا لا نقوم هنا بما يقوم به الأطباء من منح الطفل عقار طبي فيتم التغيير بتأثير المادة الفعالة في العقار لا نحن نعمل على تعديل سلوك الطفل والسلوك عملية لا تتغير فجأة بل بالتدريج.
3- قد يؤدي الإطفاء إلى استجابات عدوانية وانفعالية غير مقبولة ففي المثال الذي نذكره وهو بكاء الطفل للحصول على الحلوى عندما نتوقف عن أعطاء الطفل المعزز قد نجد الطفل يبدأ في الرفس والركل بقدمه ويقوم ببعض الأفعال العنيفة لكي يرجع إلى الوضع القديم وهو الحصول على المعزز.
4- قد يظهر السلوك مجدداً بعد إطفائه “وذلك يسمى بالاستعادة التلقائية” وذلك يحدث في غالب الأحيان أن يعاود السلوك في الظهور مرة أخرى بعد توقف صدوره وهنا ينبغي لنا أن نتجاهل هذا السلوك .
5- أن انتباه أي شخص للسلوك غير المناسب ولو مرة واحدة أثناء خضوعه للإطفاء كفيل بتعطيل عملية الإطفاء وهنا يساهم الآخرين في تعقيد المشكلة فعندما يبكى الطفل في السوبر ماركت نجد بعض الناس ينتبهون ويبدأ هولا في إعطاء الأب النصح بضرورة إعطاء الطفل ما يريد وهنا قد لا يفهم الطفل ما يقولون ولكن ما يفهمه أن سلوكه لفت انتباه الآخرين فنجد الطفل يزيد من عملية البكاء والصراخ .
وفى النهاية يعتبر الإطفاء من الأساليب الهامة ولكن تحتاج إلى مهارة فائقة ممن يقوم بتنفيذ هذا التكنيك العلاجي وربما ذلك هو ما جعلني اذكر مثال بسيط نتعرض له جميعنا حتى استطيع أن أقوم بعملية شرح مبسط لمفهوم هذا التكنيك العلاجي إلى غير المتخصصين ومن الممكن لنا أن نعمم هذا المثال على مواقف أخرى عديدة لدى العاديين أو ذوى الاحتياجات الخاصة أو إلى أطفال التوحد .
* المصدر