يقول الدكتور/ فهد بن حمد المغلوث (1425) إن البلوغ عبارة عن مرحلة حرجة وخطيرة من عمر الطفل التوحدي تلزمنا أن نهيئ أنفسنا لها بكل ايجابياتها وسلبياتها، وذلك من خلال تحقيق النقاط الآتية التي يجب علينا إتباعها والأخذ بها:
أولا : تحقيق نقطة الاعتماد على النفس ومن أهمها ما يلي:
1- اعتماده على نفسه في دخول دورة المياه والاستخدام الصحيح لها بدء من جلوسه، ثم قضاء الحاجة، ثم استخدام شطاف الماء وشد السيفون ورفع اللباس الداخلي والبنطلون وغسل يديه بالماء والصابون وتنشيفهما.
2- اعتماده على نفسه عند الاستحمام ومعرفته لكيفية استخدام الشامبو والصابون.
3- اعتماده على نفسه في ارتداء ملابسه الداخلية والخارجية وتعليمه كيفية فتح وإغلاق سوسته وأزراره بخطوات محدودة.
كما يمكن تعليم الطفل منذ الطفولة على كيفية وضع بودرة الجسم على مناطق معينة منه واستخدام مزيل العرق والكلونيا الخفيفة.
ويضيف الدكتور المغلوث قد تعتقدي عزيزتي الأم أنه ليس هناك داع لتعليمه كل هذه الأشياء فهو طفل ولا يحتاج كل المهارات كما انه لا توجد علاقة بينها وبين البلوغ ولكن مجهودك في تعليمه كل المهارات سيتضاعف وسيكون أكثر صعوبة عندما يكبر لأنه سيكون اكبر حجما وسيستغرق وقتا أطول. كما أنه سيضيّع فرصة مراقبة التغييرات التي تنشأ بسبب بلوغ الطفل وما يترتب عليها من تغيير سلوكه وسيكون عبء أكبر بالنسبة لك كما سيكون عليك بالإضافة إلى مواجهة مرحلة البلوغ عبء تعليم الطفل مهارات الاعتماد على التنفس ولذلك عزيزتي الأم من الأفضل أن نبذل مجهودا في فترة مبكرة من عمر الطفل حتى نستطيع أن نتفرغ لأشياء أخرى أكثر أهمية في حياة الطفل.
ثانيا: إيصال معلومة للطفل مفادها أن بعض الأعضاء في جسمه منطقة محرمة على الآخرين ولا يحق لأحد غيره أن ينظر إليها أو يلمسها فهي شيء خاص به، ويمكن توصيل هذه المعلومات بعدة طرق:
1- تعويده على إغلاق باب الحمام أثناء وجوده فيه، وكذلك إغلاق باب غرفته أثناء خلعه لملابسه.
2- تعليمه الحرص على إغلاق سوستة بنطلونه قبل خروجه من الحمام.
3- إذا كان الطفل متعودا أن يتبول وهو واقفا فيمكن إجلاسه مثلا.
4- يمكن أن تطرق عليه باب الحمام من وقت لآخر بهدف تشتيت انتباهه ومنعه من أداء حركات غير مرغوبة وإذا كان الطفل التوحدي أصما فيمكن استخدام المصباح بإضاءته من حين لآخر.
5- بعد انتهاء الطفل من الاستحمام يجب أن تحرص الأم على تعويده على ارتداء ملابسه الداخلية بالإضافة إلى روب الحمام قبل الخروج منه.
6- إعطاء نموذج لهذه العادات بأن نقوم جميعا بإتباع هذه القاعدة حتى يستوعبها الطفل. مثال : “عدم السماح له بدخول الحمام إذا كان أحدا بالداخل” كذلك لا نسمح لأنفسنا أو أي شخص بالدخول عليه أثناء تواجده بالحمام”.
وبالنسبة لكيفية التعامل مع الشاب المراهق التوحدي أثناء الاستثارة الجنسية أو ممارسة العادة السرية يجيب الدكتور فهد المغلوث : هذا السؤال من الأسئلة الحساسة والمحرجة جدا أيضا ليس بالنسبة لأولياء الأمور بل حتى للمتخصصين خاصة ونحن نعيش في مجتمع محافظ له خصوصياته وعاداته وتقاليده، ولكن ما يجب أن نعرفه أن هذا الموضوع أمر طبيعي. صحيح أنه محرج ، ولكن يجب الإجابة عليه بصراحة ووضوح ، وكيفية التعامل معه أثناء حدوثه. فمن الطبيعي أن الأطفال جميعا يمرّون بمرحلة يقومون فيها باستكشاف جسمهم وذلك بلمسه والسؤال عنه أحيانا.
كذلك أطفالنا، لكن الفرق بينهم وبين الطبيعيين هو أن الطفل التوحدي قد يصل لمرحلة الاستكشاف في مرحلة عمرية متأخرة قد تكون مابين 7 أو 10 سنوات ، كما أنه لا يستطيع السؤال كالطفل الطبيعي، فيكتفي بلمس أعضاء جسمه في أي وقت غير مبال بوجود آخرين، كما أنه قد يكتشف متعة من خلال لمسه ، فيكررها ويمارسها بشكل أكبر، وهذا ما يسمى بالعادة السرية ويكون ملجأ له للتخلص من توتراته ومصدر دائم للمتعة.
ولأننا غير قادرين على منع الطفل من ممارسة هذه العادة كليا، وحرصا منا على الحالة الصحية للطفل ، فإننا نسعى لتحديد عدد المرات المسموح بها لممارسة هذه العادة، كذلك نحاول أن نجعله يمارسها بعيدا عن الآخرين وفي مكان مغلق. ولكي يتحقق ذلك لابد من مراعاة عدة أمور أهما:
1- أن ينام الطفل في سرير مستقل و ألاّ ينام في غرفة الوالدين.
2- الحرص على الاحتشام من جميع أفراد الأسرة داخل المنزل.
3- عدم ارتدائه الملابس الضيقة أو الملتصقة بجسمه.
4-مراقبة المواد التليفزيونية التي قد تقود للتقليد.
5- شغل وقت الطفل مثل:
– إشراكه في نادي رياضي
– إشراكه في بعض الزيارات العائلية
-مصاحبته لوالده عند الذهاب للسوبر ماركت.
6- تكليفه ببعض الأعباء المنزلية مثل:
– العمل على توفير الماء في ثلاجة أو برادة المنزل
– تجهيز السفرة
– تلطيف وتنظيف غرفته
– تنظيف الخضار
– المساعدة في العجن
– عمل سلطة خضار أو سلطة فواكه
– عمل ساندويتشات العشاء .. وهكذا.
وفي جوابه عن مرحلة البلوغ لدى البنات والدورة الشهرية وكيفية التصرف في مثل هذه المواقف أجاب الدكتور فهد المغلوث:
اتفق معك تماما في حساسية هذا الموقف ومدى الحرج والخوف الذي يشكل لك كأم مع ابنة لا تعي مثل تلك الأمور. صحيح أن التجربة التي تمر بها ابنتك ليست بالسهلة، ولكن بالقليل من الجهد سوف تشاهدين بعض التحسن في استيعاب الفتاة للوضع ومساعدتك في مساعدتها.
إن أول ما تفكرين به يا أختي هو تهوين الأمر على الفتاة بكل الأساليب الممكنة وإشعارها أن هذا شيء عادي يحدث لكل الفتيات، ولكن كيف يتم ذلك؟ هذا هو السؤال.
أن النقطة الأولى للبدء في تدريب الفتاة في التعامل مع هذه الفترة (أيام الدورة الشهرية) هو أن تستفيدي من تلك الخصائص التي تتصف بها الطفلة أو الشابة التوحدية وهي:
التقليد: بمعنى أن أبدأ العلاج بالتقليد:
ويتم ذلك بأن تحضري دمية كبيرة من القطن وتضعين سائل احمر داخل ملابسها الداخلية ثم تشتري فوط نسائية وتحاولين أن تفهميها بطريقة علمية أن هذه الدمية هي فتاة أتتها الدورة الشهرية وتحاولين أن تريها بأسلوب هادئ كيف تنزع ملابسها الداخلية وترتدي تلك الفوط بنفس الأسلوب الذي ترتديه الفتاة العادية وتكررين المحاولة مرات ومرات مختلفة قبل مجيء الدورة الشهرية، وهكذا مع بعض النصائح الخفيفة التي تفهمها خصوصية العملية إلى أن تتعود على هذه العملية وتألفها ولا تخف منها.
* المصدر
– الدكتور فهد بن حمد المغلوث في كتابه (كل ما يهمك معرفته عن اضطراب التوحد)