الأطفال المعاقين عقلياً شأنهم شأن أي طفل عادي قد يتعرضون للكثير من المشاكل النفسية نتيجة لخوف أو كبت أو عقاب أو نتيجة لعوامل أخرى , و تستخدم معهم طرق كثيرة في العلاج النفسي لأن في ذلك الموقف يعتبر أكبر فرصة فعالة لتغيير سلوك الطفل المعاق عقلياً بكل الوسائل الممكنة.
* وسوف نتطرق في هذا الموضوع العلاج باستخدام الفن كطريقة للعلاج النفسي للطفل المعاق عقلياً.
العلاج عن طريق الفن , هي إحدى الطرق غير اللفظية التي تكون ذات فائدة كبيرة مع الأطفال المعاقين عقلياً. وقد تعتمد هذه الطريقة على رسم الصور ,والرسم باستخدام الأصابع , والموسيقى ,و الرقص الإيقاعي ,و أعمال الفخار و الخزف ,و المنتجات اليدوية المختلفة .
وتعتبر كل هذه الوسائل مخارج ممتازة للتعبير عن المشاعر و الأفكار دون الاعتماد على التعبير اللفظي بطريقة مباشرة . وعلاوة على هذا فأي هذه المواقف تعطي المعاق عقلياً الفرصة للتعرف على قدراته وقابليته و تعطي له الفرصة أيضاً للحصول على تقدير المعالج أو الجماعة التي يعمل معها .فهذه المواقف في الحقيقة تناسب حاجات و قدرات الأطفال المعاقين بوحه عام .
وعلى سبيل المثال فإن الرسم باستخدام الأصابع يضع الطفل في الموقف الذي يعبر فيه عن نفسه فيكتشف إنتاجه عن رسالة معينه للتفاهم أو يكون بمثابة لغة رمزية يستخدمها الطفل في التعبير عن نفسه و عند اتصاله بغيره .
* ومن الأمثلة للعلاج عن طريق الرسم بالأصابع :
– قام (كاديس) عام 1951 بعلاج طفل في سن السادسة بهذه الطريقة. و كان ذكاء الطفل يدخله في الطبقة بين المعاقين عقلياً والاعتماديين ، و قبل العلاج وصف الطفل بأنه كان يعتمد اعتماداً كلياً على أمه و أن نضجه الاجتماعي يقارب مستوى طفل عمره ثلاث سنوات , وكان لا يستطيع التفاهم مع غيره وقد وصف بأن لديه عيوب نطق شديدة وقد أعطي الطفل علاجاً مركزاً في الكلام و النطق ولكنه لم يتحسن .
وقد فسر المعالج فشل الطفل في تحسين مستوى كلامه على أنه شعور عميق بالكراهية لبيئته . وقد رأى كاديس أن استخدام الرسم بالأصابع قد خلق اتصالاً و تفاهماً بينه و بين الطفل . و كان الطفل يرسم غالباً مستخدماً اللون الأسود رسماً عاماً غير واضح لشخص دون أيدي , و ضاغطاً بشدة على شفاه .و عند هذا الحد عبر المعالج عن شفقته على الشخص و قال للطفل إن هذا الشخص لا يستطيع أن يتمتع بعمل شيء بدون يدين و لكن الطفل لم يجب على استفسار المعالج.
وفي الجلسة التالية قام الطفل برسم نفس الشكل و لكن بطريقة غير منتظمة و أعطى المعالج نفس الملاحظات على رسم الطفل . وفي الجلسات التالية وجد أن الطفل بدأ يرسم تفاصيل أكثر وضوحاً لنفس الشخص مع ازدياد هذه التفصيلات تدريجياً في رسومه .
و أبدى المعالج رضاه على الرسم , و بالتدريج لوحظ وضوح إطار الشكل مع زيادة في دقة رسم الخطوط علاوة على أن الطفل بدأ في استخدام ألوان متعددة في رسمه ( بدلاً من اللون الأسود فقط ) وقد فسر كاديس ذلك التغيير في سلوك الطفل بأنه وجد وسيلة للتعبير عن شعوره بالكراهية الذي استطاع التنفيس عنه في رسومه إلى درجة كبيرة .
– وقد استخدم الرسم Drawing منذ زمن بعيد في العلاج النفسي .فقد استخدمه فريمان (1936) مع المعاقين عقلياً.
و تستخدم هذه الطريقة فردياً للعلاج ، و تجري الجلسة عادة بطريقة مشابهة كما هي الحال في الرسم بالأصابع تحت رعاية المعالج و توجيهه.
* المصدر