في سلسلة دراسات أجريت وجدوا أن الإخوة الأكبر هم الذين يعيشون صراعا زائدا فيما بينهم عندما يكون عليهم متطلبات رعاية اكبر، وهذه النتيجة تنطبق فقط على مسؤوليات رعاية الطفل وليس على أعمال المنزل المنتظمة.
كذلك فالإخوة الأصغر على غير المتوقع فأنهم يخبرون عن توتر في أداء الدور الملقى عليهم والذي يتسم بالقلق والصراع فالإخوة الأصغر غير المعاقين الذين يكلفون بادوار رعاية اكبر، يكون لديهم علاقات أكثر تضاربا من الإخوة الذين لا يملكون إخوة معاقين داخل أسرهم.
وبصفه عامة فانه الإخوة يتوقعون أن عليهم مسؤوليات رعاية اكبر من الأطفال الآخرين ممن ليس لديهم أخ ذو إعاقة، وان الاشتراك في هذه النشاطات لا ينتج عنه نتائج سلبية أكيدة.
وجد(Grosman,1972) إن المستوى الثقافي والاجتماعي ربما يكون مرتبطا بحجم المسؤولية الملقاة على عاتق الإخوة غير المعاقين، وكلما كانت الأحوال المالية أفضل في الأسرة كلما كانت أفضل استعداد لان نتقبل المساعدات الضرورية من مصادر خارجية.
فالأسرة التي تشعر بالأمن المالي تعتمد على مصادر رعاية داخل الأسرة حيث تحدث المشكلات المالية ضغطا زائدا، ويمكن أن تقلل من الثبات العام عندما تلقى مطالب زائدة وغير معقولة على أفراد الأسرة.
وكذلك فإننا نلحظ العبء الملقى على الإخوة الذين يقومون برعاية أخيهم المريض بشكل مزمن، وتبين إن الإخوة الذين أثقل عليهم بشكل مفرط ربما يتركون البيت أثناء مرحلة المراهقة ويلاحظ انه يمكن رؤية علامات الاستياء الزائد بين الإخوة في الرعاية الجسدية المتهورة والقاسية.
وفي دراسة كذلك أجريت وجد إن الأطفال غير المعاقين قد عانوا بشكل متكرر من هجمات بدنية غير متوقعة من إخوانهم المعاقين فبعض الإخوة ذوي المرض المزمن يستعبدون الإخوة الأسوياء، كذلك الإخوة المرضى يوجهون أذى لفظي نحو الإخوة غير المعاقين، أساس بسبب الغيرة والحقد. وبشكل عام فانه في الأسر المترابطة ينظر إلى رعاية الطفل ذي الإعاقة كمسؤولية مشتركة، وأثناء فترة المراهقة تصبح رغبة الإخوة في قبول الرعاية وتقديمها لأحدهم الأخر مصدرا للصراع.
ومن الأمور المهمة أيضا والتي تلقي حملا ثقيلا متعلقا بالأمر وهو القلق الذي ربما ينتاب الإخوة إذا ما كان زوج أو زوجة المستقبل سوف يقبل أو يكون قادرا على تحمل الأخ المعاق أيضا. في بداية الإعاقة ربما ينشغل الإخوة بالإمساك بالإعاقة أي معرفة أسبابها ولوحظ إن هذا القلق يتفاقم عندما يعلم الإخوة إن الإعاقة سببها مرض مثل الحصبة الألمانية أو غيرها من الأمراض المعدية، ومن الأمور التي ذكرت إن الأطفال الأسوياء داخل الأسرة كانوا يخشون من أن يصابوا بنفس المرض، كذلك فمرض الأخ يحطم الأساطير التي لدى الأطفال بان الأمراض الخطيرة والموت يحدث بتقدم العمر.
ربما تتأثر الأهداف الحياتية الأساسية للإخوة غير المعوقين عند وجود طفل ذو إعاقة في الأسرة، فقرار مستقبل الأخ المهني ربما يتشكل بالتفاعل مع ورعاية أخ اقل قدرة فالإخوة العاديين يكونوا على علم بردود فعل الآخرين على أخيهم المعاقين، إضافة إلى حساسيتهم للعلاقات الاجتماعية. وربما يصبح العمل المستمر لرعاية الأخ ذو الإعاقة ذاتيا خاصة في الأسرة المحبة الرحيمة إلى حد انه يؤثر في قرارات اتخاذ المهنة في الاتجاه إلى المهن المساعدة.
بنسبه للمشاعر الأخوية التي تتولد إزاء وجود طفل معاق فالبعض يستطيع إظهار مشاعره ويعبر بطريقة تختلف من شخص لأخر فالغضب هو الشعور السائد فبعضهم يستطيع أن يواري غضبه وينكره وآخرون يظهرونه بطريقة واضحة وكل ذلك يتوقف على بعض العوامل ومنها:
• المدى الذي يضطلع الطفل بدور أساسي لتقديم الرعاية في نطاق الأسرة.
• المدى الذي إليه يستفيد الأخ غير المعاق من وجود أخيه المعاق.
• المدى الذي إليه يمكن أن يقيد الطفل المعاق وقتا واهتماما زائدا من الوالدين، والمدى الذي إليه يسلب الوقت من الإخوة الآخرين.
• المدى الذي إليه تستنزف الموارد المالية للأسرة من جراء احتياجات الطفل المعاق.
• عدد وجنس الأطفال في الأسرة.
• التكيف العام الذي حققه الآباء مع ظروفهم الخاصة.
أما بنسبه الى التواصل أم العزلة :
فيرى ترى (Featherston,1980) إن وجود طفل ذو إعاقة بالأسرة يمنع من التواصل وهي تعتقد إن انعدام التواصل داخل الأسرة عن حالة الإعاقة لدى الطفل تزيد من الوحدة التي يشعرها الأطفال العاديين.فبالنسبة لبعض الآباء فان الحديث عن الإعاقة ومناقشته مع الآخرين من داخل الأسرة تمثل تهديدا تاما، ومن هنا نركز على التواصل المفتوح داخل الأسرة للمساعدة في تقليل الآثار الجانبية غير السارة،فالحديث عن طبيعة الإعاقة مع الابن أمر صعب لكن ضروري فالأخ يشعر بالمشاعر الأساسية بصرف النظر عن الكلمات المستخدمة، ومن المهم أيضا أن ما ينقل للأبناء إن يكون على أساس العمر وما هو قادر على فهمه واستيعابه . لذلك هناك مجموعة من الأمور يجب مراعاتها في العلاقة بين الابن وأبيه ومنها:
– اظهر إنصاتا ايجابيا. – خذ وقتك
– ابقي على بعض المعلومات الضرورية. – قدم معلومات متوازنة.
– كن على وعي بالتواصل الغير لفظي – تتبع التواصل السابق.
الضغوط النفسية الواقعة على الإخوة :
إن الإخوة العاديين لأخ معاق هم أطفال في خطر، إذ اقترح الباحثون عوامل سبعة تزيد من الاضطراب الانفعالي وهي:
• عدد الأطفال في الأسرة.
• عمر الأخ.
• الجنس.
• رد الفعل الوالدي على إعاقة الابن.
• نوع الإعاقة.
• حدة الإعاقة.
•العبء الملقى على الإخوة لرعاية أخيهم المعاق.
وبالشكل العام لمستوى الضغوط التي يواجهها الإخوة فإنها تتناسب طرديا مع ردود فعل وانفعالات واضطرابات الأم.
* المصدر – موقع منار موقع متخصص في التربية الخاصة
– الإعاقات الجسمية والصحية، عبد العزيز السرطاوي، جميل الصمادي، (1998).
– (إرشاد ذوي الحاجات الخاصة، سعيد عبد العزيز، دار الثقافة للنشر والتوزيع،الأردن.
– إعداد الأسرة والطفل لمواجهة الإعاقة، أيمان فؤاد كاشف، القاهرة.
– الإعاقات البدنية، عبد الرحمن سيد سليمان، مكتبة زهراء الشرق القاهرة .
شاهد أيضاً
بعض الجهات تصدر بطاقة معاق .. ماهي؟ وما فائدتها؟
بعض الجهات الحكومية المختصة بخدمات المعاقين تصدر بطاقة بمسمى بطاقة معاق لكي تثبت حالة اعاقته …