خصائص أسرة المعاق :
يوجد عدد من النواحي الهامة في الحياة الأسرية، والتي تعكس نواحي الحياة التي يمكن أن تضيف إلى تكيف الأسرة أو اختلال الأداء بها، وفيما يلي سنعرض الخصائص الأساسية التي ترتبط بالتراث وبالأسرة مباشرة ذات الأطفال المعاقين.
– الضغط:
لقد انشأ هيل (Hill,1949) أول نموذج نظري للضغط النفسي الواقع على الأسرة مشتملا الآتي (abcx) :
فالعامل (a):الحدث الضاغط يكون حدثا حياتيا أو تحولا يؤثر على الأسرة ويمكن أن يحدث تغيرا في نظام الأسرة. فمن الممكن أن يؤدي هذا العامل على سبيل المثال لزيادة دخل الأسرة وذلك كحقيقية للعبء الذي يسببه وجود طفل معاق داخل الأسرة، وهذه الصعوبة يمكن أن تضع أعباء على ادوار ووظائف أفراد الأسرة، أو تؤثر في الأهداف الموضوعة، أو تقلل التفاعلات الأسرية.
العامل(b):موارد الأسرة وصف بأنه قدرة الأسرة على منع حدث ما أو تغير في الأسرة من إحداث الكارثة، وهو قدرة الأسرة على مقابلة العقبات وان تقلص مدى الأحداث، وهذا العامل يرتبط مباشرة بالفكرة القائلة بان مرونة الأسرة وجودة العلاقة السابقة لوجود طفل معاق يمكن أن يكون منبأ هاما بقدرتها على التكيف، ويمكن أن تكتسب الموارد أيضا خارج الأسرة بواسطة بدء الاتصال بالخدمة الاجتماعية.
العامل (c): فيقصد به التعريف الذي تضعه الأسرة لخطورة الحدث الضاغط الذي تعيشه وهو يعكس القيم الأسرية وتجاربها السابقة في التعامل مع الكارثة. ويشبه هذا العامل المكون الرئيسي في أسلوب المعالجة الانفعالي المنطقي، فالحدث ليس هو بذاته هو المزعج ولكن للفرد ولكن المعنى الذي ينسب إلى الحدث هو الذي يكون مصدر للتفكير المشوش، إذن العوامل(abc) تؤثر جميعها في قدرة الأسرة على منع الحدث الضاغط من خلق الكارثة.
العامل(x)فالكارثة تعكس عجز الأسرة عن الاحتفاظ بالتوازن والثبات. ومن المهم أن نلاحظ أن الحدث الضاغط يمكن إلا يصبح بدا كارثة لو أن الأسرة قادرة على استخدام الموارد الموجودة وتعريف الموقف كحدث يسهل التعامل معه.
– توافق الأسرة وتكيفها:
يمكن حفظ التوازن داخل الأسرة إذ توفر فيها الأمور التالية:
اكتساب مصادر جديدة أو تعلم سلوكيات مواجهة جديدة .
تقليل المطالب التي تواجه الأسرة.
تغيير الطريقة التي ينظر بها إلى الموقف.
– الدعم الاجتماعي:
وهو عبارة عن إستراتيجية مواجهة خارجية ظهرت لتقلل من الضغط الأسري وهو يتمثل بثلاث جوانب رئيسية منها:
العلاقات الحميمة( الزوجية) .
الصداقات .
الجيرة والدعم المجتمعي.
* الإعاقات الجسمية والصحية والضغوط :
– الضغط النفسي هو الموقف الذي يطلب فيه من الفرد القيام باستجابات تكيفيه ويظهر على شكل استجابات انفعالية، ولتقدير شدة الضغط النفسي الذي قد يعانيه المعوق لابد من الأخذ بعين الاعتبار العوامل التالية:
المدة الزمنية التي يستمر فيها الموقف الضاغط .
مدى تحمل الفرد للإحباط.
إدراك الفرد للموقف على انه ضاغط.
وجود تهديد مع الموقف الضاغط.
وللمدة الزمنية التي يستمر فيها الموقف الضاغط أهمية في تقدير مدى الضغط النفسي الذي يعانيه الفرد وكذلك يختلف الأفراد في مدى تحملهم للإحباط فمنهم من يتحمل الإحباط ويتكيف معه ومنهم من لا يستطيع ذلك، فتحمل الإحباط يظهر مدى تحمل الفرد واستعداده للتعامل مع المواقف الحياتية المختلفة التي تمنع الفرد من القيام بتلبية احتياجاته.
فالإحباط يعني الفشل في تحقيق حاجات الفرد أو وجود موانع داخلية لدى الفرد وخارجية في البيئة التي يعيش فيها تحد من نشاطاته الموجهة نحو تحقيق أهدافه.
كما إن تعدد المواقف الضاغطة وتنوعها من شانه أن يجعل الفرد يعاني أكثر مقارنة بالمواقف الضاغطة القليلة، ففي حالة المعوق جسميا وصحيا فان هناك كثيرا من المواقف الضاغطة التي تتطلب منهم التكيف معها.
فبالإضافة للضغوط الجسمية والصحية فأنهم يعانون من مشكلات أسرية واجتماعية مختلفة.
فإدراك الفرد للموقف الضاغط يعتبر احد العوامل التي تحدد شدة الضغط لان الشدة تعتمد على التفسير الذي يدركه الفرد للموقف على انه بسيط أو شديد.
هناك ثلاث مصادر للضغوط التي يمكن أن يتعرض لها الأفراد بشكل عام والمعوقون بشكل خاص.
– الإحباطات: هي عبارة عن الحالة النفسية التي يمر بها الفرد بسبب العقبات والمواقف التي تحول دون تحقيق الفرد لحاجاته البيولوجية والمكتسبة، ويمكن أن تكون بيئية أو اجتماعية، فالعقبات البيئية هي المحددات المادية الموجودة في البيئة التي يعيش فيها الفرد، ففي حالة الإعاقة الحركية من الممكن أن تكون المحددات تلك المباني التي لا يستطيعون الوصول لها بسبب عدم وجود التسهيلات البيئية كالممرات الخاصة بالمعاقين وكذلك بالنسبه للمعاقين بصريا.
– أما العقبات الاجتماعية والتي تتمثل:
تتمثل بالتحيز الاجتماعي والاتجاهات السلبية نحو المعاقين واستبعادهم من النشاطات الحياتية المختلفة التي يمارسها غير المعاقين في المجتمع، وتعتبر الاحباطات الاجتماعية أكثر إيذاء للأفراد المعاقين، وذلك لأنها تمنعهم من ممارسة حياتهم العادية خاصة إذا علمنا بان هذا النوع من الإحباطات الاجتماعية تمارس بشكل خفي وغير معلن، فالقوانين يمكن أن تعالج حقوق المعاقين ولكنها لا تمنع الممارسات غير المعلنة من قبل المجتمع.
– الصراعات:
تعتبر من مصادر الضغوط التي يتعرض لها المعاقون فقد يضطر الفرد المعوق لتقييد نفسه بأهداف حياتية تتعلق بالعمل الذي يمارسه مستقبلا وذلك بسبب طبيعة الإعاقة التي يعاني منها، من هنا فان اختبارات المعوق تعتبر قليلة ومحدودة مقارنة باختبارات الفرد غير المعوق.
– المطالب الاجتماعية: فهي مصادر الضغوط التي يتعرض لها المعوق فتشمل ما يفرضه المجتمع من توقعات واستجابات للفرد المعاق فإذا كانت تلك التوقعات غير واقعية أو يصعب تحقيقها فأنها تزيد من شدة الضغوط النفسية لديه وتجعله يشعر بالضيق والحرج، وإذا كانت التوقعات معقولة ويمكن أن يحققها من قبل الفرد المعوق فان ذلك يساعد في تكيفه لحالات الإعاقة.
* التكيف للإعاقة :
يواجه المعاق عددا كبيرا ومتكررا من مصادر الضغوط التي تتطلب منه القيام باستجابات للتكيف مع حالات الإعاقة التي يعاني منها،ويمكن التمييز بين ثلاث أنماط من الاستجابات للحالة
– الاستسلام والخضوع للإعاقة والفشل في التكيف (Failur):
الفرد يكون قد وصل إلى حالة اليأس التي لا يتمكن معها القيام بأية استجابات تكيفيه ايجابية، إذ يعتبر نفسه سيء الحظ وان الإعاقة التي يعاني منها ستجعله قاصرا في أداء أية مهمة مطلوبة منه.لذلك نجده لا يحاول القيام بسلوكيات من شانه أن تساعده في التغلب على المشكلات المرتبطة بنوع إعاقته بشكل محدد وإذا كان المعاق من هذا النوع من حاملي الإعاقة فأنهم بلا شك بحاجة لخدمات الإرشاد النفسي للتعامل مع مشكلاتهم بشكل مباشر حتى يستفيدوا من الخدمات التربوية والتاهيليه.
– استخدام وسائل الدفاع الأولية(Defenc mechanisms):
انه لا يعتبر بحد ذاته مظهرا من مظاهر الاضطرابات الانفعالية إلا إذا بالغ الفرد باستخدام هذه الوسائل فيصبح عن ذلك غير واقعي ويعيش بعيدا عن الحقيقة، ولا يقتصر استخدام وسائل الدفاع الأولية على المعوقين فحسب، بل يستخدمها الأفراد غير المعوقين أيضا عندما يواجهون مواقف ضاغطة لا يستطيعون التعامل معها ولو مؤقتا، وهناك الكثير من وسائل الدفاع الأولية ومنها:
– الإنكار (Denial): وهذا يعني رفض الحقيقة وعدم الاعتراف بالواقع المؤلم لدى الفرد المعاق عند تشخيص الحالة، ثم إنكار حقيقة أن الإعاقة دائمة ولا يمكن الشفاء منها باستخدام العقاقير والأدوية والجراحة وغيرها، ويمكن أن يستمر لسنوات طويلة قد تحرم الفرد من الاستفادة من البرامج التربوية و التاهيليه.
– الانسحاب الاجتماعي (Withdrawail):
تمركز الفرد المعوق حول ذاته وعدم التفاعل الاجتماعي مع الآخرين والانعزال عنهم بسبب قناعتهم بأن الإعاقة قد تكون دائمة وذلك كرد فعل للدافع المؤلم الذي يواجهه.
– النكوص (Regression) : وهو استخدام المعوق لأساليب كان يستخدمها في مراحل عمرية سابقة كانت تلك الأساليب مفيدة في تخفيف الضغوط لديه.
– الخيال (Fantasy): هي وسيلة الدفاع التي يحقق من خلالها الفرد المعوق أهدافه وطموحاته التي يعجز عن تحقيقها في الواقع.
الكبت (Repression) : وهو تحويل الأفكار السلبية والصراعات التي يعاني منها الفرد المعوق إلى مستوى اللاشعور لا وجودها في مستوى الشعور يبقى على شكل صراعات وأفكار غير مقبولة اجتماعيا.
– التبرير (Rationalization): وهو تفسير يبدو منطقيا لأحداث أو مواقف تخص الفرد بينما الأسباب الحقيقية انفعالية، قد يلوم أو يعيد الفرد المعوق إعاقته وعجزه أو قصوره إلى أشخاص وأشياء قد لا تكون هي الأسباب الحقيقية، كذلك يمكن تبرير عدم تحقيق الأهداف إلى أسباب ليست هي الأسباب الحقيقية.
– الإسقاط (Projection): يعني إلغاء ما لدى الفرد المعوق من خصائص وصفات لديه لا يحبها إلى الآخرين، فقد يلجأ الفرد إلى وصف الآخرين بما لديه هو من تقصير أو جوانب سلبية.
– التعويض (Compensation): وهو الاهتمام بأحد جوانب القوة لدى الفرد لتعويض النقص أو القصور في جوانب أخرى.
الاستجابات الموجهة نحو المهمة أو الاستجابات التكيفيه : فهي الاستجابات الواقية التي تأخذ بعين الاعتبار حقيقة الإعاقة وديمومتها وكيفية التعامل معها، فهي استجابات تركز على الحاضر والمستقبل تجعل الفرد المعوق يعمل باتجاه التغلب على الإعاقة والقيام بسلوكيات تكيفيه للواقع الجديد الذي حصل بسبب إعاقته.
إن تكرار الضغوطات النفسية وشدتها تجعل الفرد يعاني من الاضطرابات الانفعالية ومن الناحية النظرية فان المعاقين مثلا جسميا وصحيا يعانون من تكرار الضغوطات النفسية وشدتها وبالتالي فهم أكثر عرضة لهذه الاضطرابات، إن التكيف الجيد بالنهاية الهدف الذي يجب أن يسعى إليه كل من المعاقين وذلك من خلال تقبل الفرد المعوق لإعاقته والعيش بسلام مع مجتمعه.
*المصدر – موقع منار موقع متخصص في التربية الخاصة
– إرشاد ذوي الحاجات الخاصة، سعيد عبد العزيز، دار الثقافة للنشر والتوزيع،الأردن.
– إعداد الأسرة والطفل لمواجهة الإعاقة أيمان فؤاد كاشف ، دار قباء
– الإعاقات البدنية، عبد الرحمن سيد سليمان، (2004)،مكتبة زهراء الشرق القاهرة .
شاهد أيضاً
بعض الجهات تصدر بطاقة معاق .. ماهي؟ وما فائدتها؟
بعض الجهات الحكومية المختصة بخدمات المعاقين تصدر بطاقة بمسمى بطاقة معاق لكي تثبت حالة اعاقته …