حاسة السمع من أهم الحواس التي أنعم الله بها على الإنسان وهى المسئولة عن القدرة على الكلام وقد تفقد هذه الحاسة المهمة لأسباب وراثية أو لأخطاء أثناء الحمل أو الولادة. وكذلك بسبب الرضاعة الخاطئة. إن اكتمال نمو الجهاز السمعي عند الولادة لا يعنى أن الطفل يتمتع بحاسة سمع طبيعية.
* وهناك بعض الظواهر التي تستطيع الأم من خلالها التأكد والاطمئنان إلى أن جهاز طفلها السمعي يعمل بطريقة طبيعية :
1. في الأشهر الثلاثة الأولى من عمر الطفل تكون الأصوات التي يسمعها غير ذات معنى محدد، وجميع الأطفال سواء كانوا يسمعون أ, لا يسمعون يصدرون أصواتاً يتفاعلون من خلالها مع من حولهم بالطريقة نفسها. مثل البكاء عند الإحساس بالجوع وإصدار بعض الأصوات مثل صوت الغرغرة علامة على السعادة.
2. يمر الطفل بمراحل عدة في إدراكه الأصوات، ويمكن للأم ملاحظتها.
* مراحل إدراك الطفل للأصوات :
– المرحلة الأولى : تبدأ من الولادة حيث ينتبه الطفل للأصوات المختلفة بحركة مثل حركة رمش العين تجاه الأصوات العالية والمفاجئة، أو تحريك يديه وقدميه في حركة واحدة.
– المرحلة الثانية : تبدأ من عمر أسبوعين حتى شهرين، حيث يستطيع الطفل أن يميز بين الأصوات الآدمية وغيرها. ويتوقف مثلاُ عن البكاء عند سماع صوت الأم.
– المرحلة الثالثة: وتبدأ من عمر شهرين وحتى أربعة أشهر، ويبدأ فيها الطفل التمييز بين الأصوات المألوفة وغير المألوفة سواء المتوددة أو الغضبة، الذكرية والأنثوية، وغيرها.
– المرحلة الرابعة : تبدأ من عمر 5-6 أشهر، حيث تزداد حساسية الطفل لتمييز الأصوات والأشكال التي تصدر عن هذه الأصوات.
– المرحلة الخامسة : تبدأ من عمر 9-12 شهرا، حيث يبدأ الطفل بالتعرف على الكلمات ويميزها كوحدات متكاملة من خلال مغزاها ومن خلال لفظها أيضاً.
* الاكتشاف المبكر لإصابة الطفل بالإعاقة السمعية :
يمكن اكتشاف ما إذا كان الطفل يسمع أم لا منذ اليوم الأول للولادة، وذلك عن طريق أجهزة حديثة مثل جهاز الباعث الصوتي الذي يُصدر موجات صوتية تدخل الأذن وتعود في صورة موجات انعكاسية من الأذن الداخلية دليلا على وجود حاسة السمع لدى الطفل، كما يمكن الاطمئنان إلى وجود حاسة السمع عن طريق اختبار الجهد المثار للجذع المخي بواسطة أجهزة أصبحت موجودة في مراكز السمع لتحديد نسبة السمع وكفاءة جهاز السمع، ولكن إذا لم نلجأ إلى هذه الأجهزة فيمكن للأم ملاحظة مدى قدرة طفلها على السمع من خلال :
1. إذا لم يمر الطفل بمراحل السمع والمناغاة حتى الستة أشهر، لأن فقدان السمع يؤدى إلى فقدان الكلام خصوصاً لدى الطفل الذي لا يكون قد بدأ بتعلم الكلام.
( وهنا على الأم ضرورة التوجه إلى مراكز السمع المتخصصة لإجراء الفحص السمعي، حيث يتعرض الطفل لجهاز صوتي مع وضع سماعة لتنبيه العصب السمعي، وأيضاً قياس ضغط الأذن الوسطى التي قد تكون مصابة بالتهاب وارتشاح بسبب الرضاعة الخاطئة، وفي هذه الحالة يتم العلاج من خلال أنابيب شفط يرجع بعدها الطفل إلى الحالة الطبيعية ).
2. أما إذا أصيب الطفل في سن 4-5 سنوات بحمى أو فيروس يصيب السمع ويقضى على حاسة السمع تماماً مثل التهاب السجايا أو الغدة النكفية أو غيرها فيكون العلاج بإجراء عملية زراعة قوقعة ” أي زراعة سماعة داخل الأذن وأخرى خارجها ” حتى يستطيع السمع والكلام بشرط أن يكون قد اكتسب اللغة بشكل جيد.
* المصدر
– موقع منار للتربية الخاصة