* تقسم الطرق في القياس والتشخيص إلى مجموعتين :
أولا :الطرق التقليدية: ومنها مناداة الطفل باسمه،وطريقة سماع دقات الساعة ، ويذكر بعض الباحثين أن هناك أنواعاً كثيرة من الوسائل والأدوات التي تصدر أصواتاً وضوضاء شاع استخدامها قديماً في اختبار السمع، لكنها ما زالت تستخدم بصفة شائعة حتى اليوم، فبالنسبة للأطفال الصغار جداً استخدمت وسائل تقليدية مثل جرس البقرة الذي يعلق في رقبتها للاستدلال على مكانها، وكذلك بعض القطع المعدنية التي تحدث قرقعة عالية ، بالإضافة إلى الآلات التي تستخدم لإحداث إيقاع موسيقي . ويتعين عند استخدام هذه الوسائل أو ما شابهها أن تكون كثافة الصوت وارتفاعه على مستوي عال إلي حد كاف ، ويتوقع من الطفل عند سماع الأصوات الصادرة عنها أن يستجيب لها إما بالتوقف عن حركته العضوية لخطة بعد أخرى، أو بإغماض عينيه، وفتحها علي نحو لاإرادي، أو بانفراج أصابع يده أو قدمه، أو بإطباق أسنانه، أو بإدارة الرأس أو العينين في اتجاه مصدر الصوت .
* فنيات اختبار السمع لأطفال ما قبل المدرسة :
(1) طريقة الملاحظة Observation
الملاحظة هي احدي طرق البحث العلمي وجمع البيانات ، وبصرف النظر عن أنها قد لا تؤدي بالضرورة في جميع الأحوال إلي بيانات كمية دقيقة يمكن الاعتماد عليها بشكل نهائي في تحديد نوعية الإعاقة السمعية ودرجتها، إلا أن الملاحظة المنظمة لها قيمتها المؤكدة في مساعدة الآباء و الأمهات في الوقوف علي بعض الأعراض والمؤشرات التي يحتمل معها، وبشكل مبدئي- وجود مشكلة سمعية يعانيها الطفل، وتستدعي إحالته إلي متخصص في قياس السمع لتقييمها وتشخيصها بدقة أكبر؛ ليقرر بجلاء ما إذا كانت هناك إعاقة سمعية أم لا ، توطئة لتقديم الرعاية المناسبة في الوقت المناسب (القريطي، 1996).
(2) طريقة منعكس الرمش: The blink reflex
منعكس الرمش عبارة عن استجابة للقلق المفاجئ لجفن العينين نتيجة الاستجابة لضوء ساطع أو صوت مفاجئ لتحويل الانتباه. كما يعرف منعكس الرمش باسم آخر هو ” المنعكس الجفني السمعي The acoustico- palpebral reflex. ويكتب اختصاراً بالأحرفAPR . ويحدث فعل الرمش كنتيجة لضوضاء عالية مفاجئة. وتكون الاستجابة الايجابية لضوضاء درجتها تتراوح بين 80- 90 ديسيبل دليلاً جيداً على أن الطفل يتمتع بقوة سمع عادية. ولكن منعكس الرمش قد يتأثر بكثير جداً من المتغيرات التي تجعله مفيداً في تحديد مستوى السمع.
(3) اختبار المجال الحر: Free field tests
يمكن وصف اختبارات المجال الحر بأنها جيدة إلي الدرجة التي تجعلها قابلة للقيام بتقدير تقريبي لفقدان السمع الذي يرتبط بشكل ملحوظ إلي حد بعيد بالنتائج المتحصل عليها عندما يجري اختبار السمع لطفل كبير إلي درجة كافية تجعله متعاوناً في أثناء تطبيق اختبارات القياس السمعي.
والبساطة الظاهرة للأدوات والفنيات المستخدمة في تطبيق اختبارات المجال الحر تزعج الكثيرين من أولياء الأمور؛ ذلك أنهم قد يشعرون أن النتائج المتحصل عليها من هذه الاختبارات، قد تكون بحاجة إلي التأكد منها، والتثبت من صحتها من خلال اختبارات أخرى” أكثر دقة وضبطاً” وذلك باستخدام أدوات اختبار أكثر تعقيداً. وبإمكانهم أن يصلوا إلي مرحلة الاطمئنان الأكيد لنتائج التقييم إذا ما تم التصديق على نتائج اختبارات المجال الحر من خلال شرح المبادئ والأسس التي تقوم عليها هذه الاختبارات.
(4) اختبارات التشتت: Distraction tests
تعتمد اختبارات التشتت على التغيرات الحادثة في السلوك والنشاط عند الاستجابة لصوت ما حين يكون مصدر الصوت خارج المجال البصري للطفل. ومنذ لحظة الميلاد يكون بمقدور الوليد أن يسمع، ويكون بمقدور الصوت أن يحدث تغييرات في سلوك الوليد . وفي الشهور الأولى من حياة الوليد تكون استجابات- في أغلب الأحيان- عابرة وتجزيئية ( أجزاء متناثرة) 0
(5) اختبار الهمس :
تعتمد هذه الطريقة على قدرة الطفل على سمع الهمس . يتم تغطيه أحدى أذني الطفل ويقف مواجها الحائط في حجرة طولها ستة أمتار تقريباً ، ويقف المختبر خلفه ، ويخاطبه بصوت هامس ، ويبتعد عنه رويداً رويداً مستمراً في محادثته إلى أن يصل إلى المسافة التي لا يمكن سماع ما يقال . ثم تقاس المسافة بين المختبر والطفل ، وتقسم هذه المسافة على ستة ، والناتج هو حدة سمع الطفل في الأذن غير المغطاة ، ثم تعاد نفس التجربة على الأذن الأخرى .
ولكن هذه الطريقة من الطرق غير الدقيقة لقياس السمع ،ويكمن عدم دقتها في عدم إمكان التحكم في تقنين الأصوات الهامسة من شخص لآخر وكذلك لوجود عامل التخمين ، ولكنها يمكن أن تعطينا مؤشراً عن حالة سمع الطفل .
المسافة بين المختبر والأذن بالمتر
حدة السمع = ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ستة أمتار
(6) اختبار الساعة الدقاقة :
وهذه الطريقة قريبة الشبه بالطريقة السابقة من حيث افتقارها إلى الدقة ، وفيها يجلس الطفل في حجرة طولها خمسة أقدام تقريباً ، ويقف المختبر خلفه ويمسك ساعة جيب ، ويضعها بالقرب من أذن الطفل غير المغطاة ويطلب منه أن يرفع يده عند سماع دقات الساعة ، ثم يبتعد عنه رويداً رويداً ، إلى أن يصل إلى المسافة التي لا يمكن عندها سماع الطفل للساعة ، ثم تقاس المسافة بين المختبر والطفل ، وتقسم هذه المسافة على خمسة ، والناتج هو حدة سمع الطفل في الأذن غير المغطاة ، ثم تعاد نفس التجربة على الأذن الأخرى .
المسافة بين المختبر والأذن بالقدم
حدة السمع = ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خمسة أقدام
ثانياً :الطرق العلمية الحديثة:وتتم عن طريق استخدام الاختبارات المقننة ومنها :
1- اختبار” ويب مان” للتمييز البصري السمعي: Wepman auditory Discrimination test
في عام 1958 صمم ” ويبمان” اختباراً للتمييز السمعي، وقد تمت مراجعته سنة 1978. وقد صمم هذا الاختبار للتمييز بين الأصوات المتجانسة، ويقدم للفئات العمرية من سن 5-8 سنوات . ويعتبر هذا الاختبار من الاختبارات الفردية المقننة ويتألف من أربعين زوجاً من المفردات التي لا معني لها، منها ثلاثين زوجاً تختلف في واحدة من الأصوات المتجانسة، في حين لا تختلف العشرة الباقية في واحدة من الأصوات المتجانسة، بل وضعت للتمويه علي الطفل، وتختلف الأزواج المتجانسة من المفردات، إما في أولها وعددها ثلاثة عشرة، أو في وسطها وعددها أربعة أزواج، أو في آخرها وعددها ثلاثة عشر زوجاً . وتتوفر من المقياس صورتين متكافئتين. ( فاروق الروسان، 1999: ؛ تيسير كوافحة وعمر عبد العزيز، 2003، كمال سيسالم، 2002).
وقد ذكر ” كومبتون” Compton, 1981) ) أن هذا المقياس يلاحظ عليه بعض نقاط الضعف ونقاط القوة. فمن مظاهر ضعف الاختبار:
– يصعب علي الطفل المفحوص الإجابة عن فقرات الاختبار لأنه يتضمن أزواجاً من المفردات غير المألوفة للطفل من حيث أصواتها أو حروفها.
– يواجه بعض الأطفال صعوبة في فهم التعليمات، وهذا يجعل من تطبيقه عبئاً علي الفاحص.
– أن نتائجه النهائية غير دقيقة، ولذا تجب الاستعانة بأدوات أخرى.
وأما نقاط القوة في هذا الاختبار فتتمثل في:
– أنه سهل التطبيق وسهل التصحيح ولذلك فهو قليل الكلفة المادية.
– يعتبر من المقاييس المعروفة لأنه يتمتع بدلالات صدق وثبات عالية.
2- اختبارات الشوكة الرنانة :ويتكون من الاختبارات التالية :
أ- اختبار ويبر :يمكن تطبيقه باستخدام جهاز القياس السمعي ذي التوصيل اللفظي ،أو باستخدام الشوكة الرنانة ،وعند وجود ضعف سمعي في أذن واحدة فهذا الاختبار يساعد في التمييز بين الضعف التوصيلي والضعف الحس عصبي .
ب- اختبار بنج :يقيس هذا الاختبار وجود أو عدم وجود ما يعرف بأثر الانسداد والذي يعني استقبال النغمات الصافية ذات الذبذبات المنخفضة عن طريق التوصيل العظمي بسبب انسداد قناة الأذن الخارجية .
ت- اختبار رينبه : يتضمن هذا الاختبار مقارنة شدة سمع الشخص عند سماع نغمات صافية بالتوصيل الهوائي . فإذا كان التوصيل الهوائي يؤدي إلى سمع أفضل فذلك يعني أن وظائف الأذن الخارجية والوسطى طبيعية أما إذا كان السمع عن طريق التوصيل العظمي أفضل فذلك يعني وجود ضعف سمعي توصيلي .
3- مقياس بنتنر- باثرسون Pintner- Paterson scale
أعد هذا المقياس عام 1917 لاختبار من يعانون من صعوبات في السمع أو من لا يتحدثون اللغة الانجليزية.
ويتكون المقياس من خمسة عشر اختباراً فرعياً أدائياً بعضها مقتبس من اختبارات هيلي وفيرنالد، وبعضها مقتبس من اختبارات أخرى بالإضافة لما صممه بنتنر و باترسون. وقد أصبحت أغلب اختبارات هذه البطارية أساساً للاختبارات الحديثة .
* المصدر
– موقع أطفال الخليج لذوي الاحتياجات الخاصة .
– كتاب مقدمة في التربية الخاصة ، د.تيسير مفلح كوافحة ، أ. عمر فواز عبد العزيز .