لقد شهدت التربية الخاصة تطوراَ مذهلاَ في العقود الماضية, وقد عنيت بالدفاع عن حقوق الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع, وسعت لتطوير البرامج التربوية, والعلاجية الفعالة لتدريبهم, وتعليمهم. وتعد التربية الخاصة واحدة من العلوم الآخذة بالتوسع والتطور, كونها جديدة نسبيا في إطار العلوم التربوية.
وتعد اضطرابات اللغة, ونطق الأصوات الكلامية إحدى الموضوعات التي تهتم بها التربية الخاصة. وشهد ميدان اضطراب النطق واللغة توسعاَ في العقدين الأخيرين. وأصبح المصطلح الجديد الشامل هو اضطرابات التواصل التي تشمل مشاكل ضعف السمع, والإعاقة السمعية, والاضطرابات النطقية.
كما أن اضطرابات اللغة, ونطق الأصوات الكلامية ناتجة بالأساس عن إعاقة أساسية تحتل الإعاقة السمعية المرتبة الأولى منها, ويختلف مدى تأثير القدرات اللغوية, ونطق الأصوات الكلامية اعتمادا على شدة الفقدان السمعي, والعمر عند الإصابة. ومن الخصائص اللغوية للمعاقين سمعيا تظهر مشكلات في القدرات الفونولوجية ( الصوتية ) لدى الصم وضعاف السمع في اكتساب بدايات الكلمات ونهاياتها.
وهنالك ارتباط كبير بين الإعاقة السمعية, واضطرابات الكلام, واللغة. فبالرغم من سلامة جهاز النطق, والكلام للأطفال المعاقين سمعيا إلا أنهم يلفظون أصوات الكلام بطريقة غير صحيحة في معظمها، فالأطفال ذوي الضعف السمعي البسيط يتعلمون اللغة تلقائيا, ويستخدمون اللغة بطريقة طبيعية, إلا أن إعاقتهم الرئيسية تتمثل في ميكانيكية النطق للكلام الصوتي لا في نمو اللغة لديهم. وكلما كان مقدار الفقد السمعي أكثر, ازدادت صعوبة اللغة الصوتية, والنطق بها بطريقة مشوشة, وغير صحيحة لأنهم يكررون الأصوات كما سمعوها.
كما أن البذور الأولي للشخصية تغرس في السنوات الأولي من حياة الطفل فهذه المرحلة هي مرحلة التشكيل, والتعديل، والنمو, من خلال التفاعل, والاحتكاك مع عناصر البيئة المحيطة.
وقد أشارت الدراسات أن العمر المثالي لتطور اللغة, والنطق عند الأطفال العاديين هي الفترة التي تتراوح ما بين فترة الولادة, وحتى الخامسة من العمر. ويزداد التطور أكثر فأكثر بعد ذلك السن خاصة في اللغة اللفظية.
ويعتمد الطفل في ذلك التفاعل الأسري اعتماداَ جوهرياَ على حواسه, حيث تأتي الأحاديث المتباينة التي تكون خبراته بالإضافة إلى معلوماته. لذا فان الحرمان من بعض الحواس يؤدي إلى فقدان كثير من الخبرات التي يتمتع بها الطفل الطبيعي.
وحاسة السمع هي وسيلة أساسية للتواصل, وهي عملية طبيعية لا تقتضي مجهوداَ لأنها غير مرئية.
وللسمع أهمية عظيمة في حياة الإنسان, إذ انه يسمع الكلام, فيستطيع بذلك التفاهم مع الناس, ويستطيع التعلم, والتمييز بين كثير من أحداث الحياة, وتحديداَ أماكن الأشياء من حيث قربها, أو بعدها دون حاجة للرؤية. ويميز بين الأصوات فيحمي نفسه من مصادرها إذا كانت ضارة. والأذن هي أداة السمع, وهي جهاز شديد الحساسية يستطيع أن يحس بضغط الهواء العالي جداَ, كما أنها تستطيع أن تسمع الأصوات الضعيفة ( المنخفضة )جداَ التي يحرك ضغط موجاتها غشاء طبلة الأذن.
تقوم طرق التواصل مع المعاقين سمعياَ على استغلال أقصى ما يمكن أن يتوفر لديهم من بقايا سمعية, يمكن استثمارها في تحسين القدرة على نطق الأصوات الكلامية لدية.
* عرض موجز لهذه الطرق : * أولاً : الطريقة اللفظية:
إن الاتصال الاجتماعي يحمل معاني أوسع من مجرد الرسالة الشفوية أو الإشارية أو المكتوبة, فالاتصال الاجتماعي يتضمن القدرة على التعبير عن المشاعر الداخلية والأفكار, وتعنى فهما لما تعنيه الكلمات أو أشارات الآخرين, فعندما يبدأ الطفل في الاتصال بغيره فهو يكتشف نفسه أولاَ, وبعد ذلك ينسب نفسه للآخرين, ويستخدم مهاراته في مساعدة نفسه وبعد ذلك مساعدة الآخرين.
معظم الأطفال الصم لديهم بقايا سمعية صالحة للاستخدام السمعي وسماع الكلام الصوتي بصورة شبه طبيعية مع استخدام المعينات السمعية المناسبة. ولأسباب ما ترك هؤلاء الأطفال أو أهملوا خلال فترة الطفولة المبكرة. مما دفع الكثير منهم استخدام طرق التواصل غير اللفظية التي تعتمد على الإشارة والإيماءات ورؤية العين بعيداَ عن استخدام الأذن في عملية الاستماع. والطرق التي تعتمد على الإشارة والإيماءات هي طرق سهلة الأداء ولا تحتاج إلى كثير من الجهد والتآزر الحركي, وهي تشبه قترة ما قبل تحدث الكلام الصوتي للطفل الصغير, ولذلك فغياب السمع في الكلام الصوتي يعطي الطفل الفرصة إلى الاستمرار في استخدام نفس الطرق التي يستخدمها في طفولته الأولى, فهي الأسهل والأفضل والممكنة لكل طفل فقد القدرة على سماع الأصوات مبكرا وقبل تعلم الكلام الصوتي.
ورغم ذلك فإن الصمم نفسه لا يعوق نمو اللغة اللفظية, فالأطفال الصم قادرون على النمو الرمزي المزدوج الشفهي ( الصوتي ) واليدوي ( الإشاري ) واستخدامهما معاَ في مواقف الاتصال, ولكن تعلم الكلام الصوتي له شروط وأهمها سلامة جهاز السمع والكلام,
واللغة غير اللفظية تقتضي سلامة حاسة البصر وأعضاء الحركة كاليدين.
من هنا أصبحت اللغة غير اللفظية أسهل أداء للطفل الأصم قي ضوء ذلك, ليستمر بها ويحقق بها كثير من احتياجاته الأساسية, وخصوصاَ إذا ما دعمت هذه اللغة من قبل الآباء أو غيرهم, وكذلك من خلال الفرص المتاحة لهم في بيئاتهم, فهناك أطفال من الصم لديهم قدرات لغوية بشقيها الصوتي واليدوي مستواها عال, وهذا يرجع إلى عوامل كثيرة قد ساعدت على هذا المستوى من اللغة.
مما سبق يصبح التحدث عن طرق الاتصال التي يستخدمها الأفراد المعوقين سمعياَ خصوصا الصم ذا أهمية للأطفال الصم والأفراد السامعين المحيطين بهم, بل يجب أن تمتد الأهمية إلى كل الأفراد السامعين بالمجتمع حتى لا يترك هؤلاء الأطفال في عزلة اجتماعية في غياب تحدث لغتهم الأساسية. وتتضمن الطريقة اللفظية تدريب البقايا السمعية عند الطفل, وهو ما يعرف بالتدريب السمعي إضافة إلى ذلك فإنها تتضمن تعليم الطفل قراءة الكلام , وتؤكد على ضرورة استخدام المعينات السمعية, وأنه من المناسب أن نوضح المقصود باستخدام المعينات السمعية, والتدريب السمعي, وقراءة الشفاه.
أ- التدريب على استخدام المعينات السمعية :
تتطلب عملية استخدام الطفل للسماعة قدرا كبيراَ من العناية والاهتمام, فالطفل يجب ألا يستخدم السماعة طوال اليوم, ولكن يمكن استخدامها لفترة قصيرة من الوقت, ويمكن زيادة فترات الاستخدام بشكل تدريجي إلى أن يتعلم الطفل كيفية استخدامها والاستفادة منها إلى أقصى حد ممكن. ( عبد الرحيم, 1996 ).
الأمور التي يجب مراعاتها عند استخدام السماعة:
1. تشجيع الطفل على استخدام السماعة.
2. الانتباه عندما تصدر السماعة صوتاً مزعجاً (الصغير).
3. اختيار السماعة الأفضل والمناسبة لأذن الطفل.
4.توجيه الطفل وذويه إلى إطفاء السماعة في حال عدم الحاجة إليها.
ب- التدريب السمعي : يستند هذا الأسلوب في التواصل إلى أن معظم حالات الإعاقة السمعية لديهم قدرات متبقية من القدرات السمعية وهذه القدرات يجب تنميتها وتطويرها ،حتى يستطيع الشخص المعاق سمعياً التواصل مع الأشخاص العاديين ،وخاصة إذا تم استخدام أدوات تضخم الصوت أو المعينات السمعية المناسبة .
مميزات طريقة التدريب السمعي:
– السمع هو أكثر الوسائل المناسبة لتعليم الطفل الكلام واللغة.
– تركيز الانتباه على الصوت.
– ممكن تطبيقه مع الأطفال الصغار.
– التفاعل مع البيئة بكافة مستوياتها ضروري لنجاح الطريقة.
أهداف التدريب السمعي
1. تنمية وعي الطفل سمعيا للأصوات.
2. تنمية مهارة التميز الصوتي لدى الإجفال وخاصة الأصوات الناعمة.
3. تنمية مهارة التميز الصوتي لدى الطفل الأصم وخاصة بين الأصوات التباين الدقيقة.
ج- قراءة الشفاه : المقصود بقراءة الشفاه أو الكلام : هو تنمية مهارة المعاق سمعياً على قراءة الشفاه وفهم الرموز البصرية لحركة الفم والشفاه أثناء كلام الأشخاص العاديين وهناك أساليب مختلفة لتعليم قراءة الكلام من هذه الأساليب : 1 – الطريقة التحليلية : تقوم هذه الطريقة على تعليم المعاق سمعياً على التركيز على حركات الشفاه للمتكلم والعمل على تجزئة الكلمة إلى مقاطع لفظية ثم يقوم المعاق سمعياً بتنظيم هذه المقاطع معاً لتشكل المعنى المقصود . 2- الطريقة التركيبية : وفيها يتم تعليم المعاق سمعياً على التركيز على معنى الكلام أكثر من تركيزه على حركة الشفاه لكل مقطع من مقاطع الكلام للشخص المتكلم . ايجابيات التواصل الشفوي:
1. الشخص الأصم يكون أكثر قدرة على فهم الكلمات المنطوقة من خلال التلميحات والإيماءات الناجمة عن حركة الشفاه.
2. يمكن الشخص من التواصل مع الآخرين الذين يسمعوه.
3. يؤكد أنصار هذا الأسلوب أن أساليب التواصل غير اللفظية (لغة الإشارة) تسهم في عزل الأشخاص الصم عن الآخرين.
سلبيات التواصل الشفوي:
1. بعض الأصوات عندما تلفظ تبدو متشابهة على الشفاه والوجه، ويعتقد الأخصائيون أن ثلث كلام الإنسان فقط، يمكن معرفته بشكل صحيح باستخدام قراءة الشفاه.
2. أنها لا ترى عن بعد ولا ترى في الظلام.
3. أنها متعبة للطرفين في إيصال المعنى لبعض المصطلحات، وعليه فأنها تستخدم مع أساليب التواصل الأخرى.
4. أن بعض الأصوات اللغوية (الوحدات الكلامية الصغيرة) تظهر بحركات سريعة يصعب إتباعها.
5. بعض الحروف (الحروف الحلقية لا تظهر على الشفتين). الأمور التي يجب مراعاتها من قبل معلم التربية الخاصة :
– وجود مرآة وخلو من المشتتات.
– التحدث مع الطفل وجهاً لوجه.
– التحدث مع الطفل باللغة الواضحة.
– مراعاة مخارج أصوات الحروف عند النطق (القراءة).
– إظهار علامات التفاؤل على وجه المعلم.
– اختيار الوقت المناسب لتعليم الطفل.
– استخدام التعزيز المناسب.
* ثانيا: الطريقة اليدوية : وتعتمد هذه الطريقة على استخدام اليدين في التعبير بدلاً من استخدام الطريقة اللفظية وهي ما تعرف بلغة الإشارة وتعتبر أكثر انتشاراً عند الصم وتنقسم إلى ثلاثة أقسام هي :
أ- الإشارات الوصفية : وهذه الإشارات التي يتعارف عليها مجتمع معين وتصف مفهوماً أو فكره معينه ،وتكون عادة مرافقة للكلام وهذه الإشارات يستخدمها الشخص العادي الذي لا يعرف القاموس الإشاري في تعامله مع المعاقين سمعياً .
ب- الإشارات غير الوصفية : وهي الإشارات التي تدل على فعل أو مفهوم أو صفة أو ضمير وتعتبر هذه الإشارات لغة خاصة للصم ،وتستخدم عادة هذه اللغة في نشرات الأخبار والبرامج التلفزيونية المختلفة .
ت- الإشارات الأبجدية (أبجدية الأصابع) : وهي عبارة عن استخدام أصابع اليدين في تهجئة الحروف المختلفة ،ويكون لكل حرف شكلاً معيناً ويحدث التفاهم بين مستخدمي أبجدية الأصابع عن طريق حركات الأصابع وتهجئة الكلمات بشكل يدوي بدلاً من نطقها بشكل لفظي ،وتوجد إشارات أبجدية للحروف العربية تم الاتفاق عليها في المؤتمر الخامس للهيئات العربية العاملة في رعاية الصم .
لغة الإشارة بين الواقع والتطبيق :
لغة الإشارة لها الأهمية بمكان في العالم الصم وإحدى طرق الاتصال بين الأصم وبين لأراد المجتمع وليس الحديث عنها قاصراً على عملية وضع قاموس لهذه الإشارات فقط ننسى فيه الأصم وإشاراته الخاصة به دون الرجوع إليه لان هذه الإشارات التي يتعامل بها الأصم مع أقرانه أو مع المحيطين به ممن يسمعون أو حتى لقائمين على تعليمه ورعايته مختلف من مكان لأخر – من صف دراسي إلى لآخر – من معلم إلى معلم – من بيئة إلى أخرى – من دولة إلى دولة من أصم صغير إلى أصم بالغ من أصم لم تقدم إليه خدمات تعليمية إلى آخر وصل إلى درجة عالية من التعليم .
كما يجب ألا ننسى أن هناك إشارات خاصة يتعامل معها الصم فيما بينهم وهى قاصرة عليهم فقط حتى يشعرونا دواماً بالحاجة إليهم في الاستفسار والسؤال عن مدلول هذه الإشارات لذا يجب علينا عندما نتحدث عن تقنين لغة الإشارة أو تعميمها في شكل معجم أشاري للصم ألا نغفل أن يكون الصم هم أصحاب المشاركة الفعلية في وضع هذا القاموس وان تكون المجموعة المختارة ممن وصلوا إلى مراحل تعليمية عالية يمكن من خلالها الاستفسار منهم لكي تصل إلى المدلول السليم للإشارة خاصة وان هناك بعض التشابه والازدواجية في مدلول ومعنى بعض الإشارات .
كذلك يجب ألا ننسى أن تكون لغة الإشارة مادة مقررة توضع لها الأهمية التي نضعها لمادة الصوتيات الخاصة بمخارج أصوات الحروف التي نعلمها للصم وان تكون مادة لغة الإشارة وقاموسها ضمن البرامج والمناهج التي تحويها مناهج إعداد معلم التربية الخاصة للم واضعين في الاعتبار أن تزود كتب القراءة وتدريبات النطق الخاصة بالصم بأسلوب متميز عبارة عن تدريبات للمتعلم الأصم عن الإشارة خاصة في مادة التعبير اللغوي والتعبير الإنشائي وان تعميم لغة الإشارة في تلفزيونات البلاد العربية خلال النشرات الإخبارية أو الإعلامية كنوع من تعميم هذه الإشارات وخلق نوع من التواصل والتفاهم بين جمهور المشاهدين من الصم وغيرهم من الأسوياء .
لغة الإشارة عند الصم الصغار:
أن لغة الإشارة ليست قاصرة على الصم فقط فجميعنا نستعملها ونستخدمها خاصة إذا كنا في أماكن تحتاج إلى الهدوء والصمت وترجمها أهل فرق الكشافة إلى رموز للتفاهم بها فيما بينهم في معسكراتهم ومخيماتهم .
وأيضاً لغة الإشارة يستخدمها الطفل الرضيع الذي لم يصل إلى مرحلة الكلام بأن يعطي إشارة الكوب في حالة طلبة للماء أو إشارة إلى الفم في حالة طلبه للطعام مع إضافة مقاطع صغيرة من الكلمات التي توضح المطلوب فهو يلفظ (ماء) ناقصة المقطع الأخير (ما) مع الإشارة لرمز الكوب أو لفظ(فم) عند طلب الطعام..
وينتهي الأمر بهذا الطفل إلى أن يبدأ باستخدام كلمات مثل ((طعام)) في الوقت الذي يمد يده نحو الطعام ويجد صعوبة في البداية في أن يخرج الأصوات بطريقة الأم أو الأب لان بعض الأصوات يصعب عليه نطقها – ولكن الأبوين يساعدانه في تقديم ما يطلبه إليه ويجب عليهما في تلك اللحظة أن يدربانه على النطق الصحيح ورويداً رويداً يتعلم الطفل الكلمات ثم الجمل .
وقد يسأل هذا الطفل عن أشياء لا يمكنه أن يراها يسأل عن ((بابا)) عندما يغادر البيت ويطمئن عندما نجيبه بأنه سوف يعود بعد قليل لأنه مع التكرار والتعود فيما يلاحظه من حياة وأنظمة داخل البيت يستطيع أن يفهم معنى أن يغيب المرء فترة ثم يعود بعدها .
أما الطفل الأصم الذي يولد في أسرة كل أفرادها صم يستخدمون لغة الإشارة للتخاطب والاتصال فيما بينهم فعندما يمد الطفل يده إلى (تفاحة) مثلاً فنجد أن الوالد والوالدة يستجيبان فوراً بإشارة التفاحة هذه التفاحة أتريد أم هذه التفاحة ؟ وقد أثبتت الدراسات أن الطفل الأصم الذي يعيش في أسرة كل أفرادها صم فتحصيله الدراسي وإتقانه للإشارات وتفهمها أفضل بكثير من الطفل الأصم الذي يوجد في أسرة كل أفرادها يتكلمون لان لغة الإشارة هي لغة طبيعية في البيت بالرغم من ذلك فان بعض الإشارات التي يأتي بها الطفل لا تطابق تماما إشارات والدية فقد يصادف صعوبة في التحكم في بعض أصابعه ولكن لغته تقترب قليلاً من لغتهما وبالتدريج .
أما الطفل الأصم الذي يولد لأسرة أفرادها يسمعون وليست لديهم خبرة في لغة الإشارة أو كيفية التعامل مع الصم فهو يجد صعوبة في التعامل معهم وهم أيضا يبادلونه تلك الصعوبة في التفاهم معه وربما ينتهي معه وربما ينتهي الأمر بهما إلى أن يكفا عن التحدث إليه إذ يريان انه لا يفهم حديثهما وقد تلجا إلى بعض الإشارات أو الحركات مثل وضع اليد تحت الخد للدلالة على أن علية الذهاب إلى الفراش ويقتصر بينهم وبينه على بضعة أوامر تتعلق بأمور بالغة البساطة وقد يتركانه وشأنه ويبدأ في التردد على اقرأنه الصغار ممن يسمعون فلا يفهم شيئاً مما يدور حوله.لذلك نجد أن الطفل الذي يسمع ويوجد في أسرة كل أفرادها يسمعون يستخدم لغة صوتية أما الطفل الأصم في أسرة أفرادها صم فأنه يستخدم لغة الإشارة وكل منهما يحصل لغة وينمو بنفس الطريقة عقلياً واجتماعياً ووجدانياً ويشعر أي منهما بأنه معوق وسط أسرته والفرق بينهما هو أن احدهما يتكلم ويتحدث بينها الآخر فلغة الحديث لدية هي الإشارة .
والطفل الأصم لا يحس بإعاقته إلا عندما يواجه المجتمع السامع ويتمثل عائقة عندئذ في عجزة عن الاتصال لأنه لا يستطيع أن يخاطب أناساً يسمعون بالأسلوب الذي يناسبهم .
أما الطفل الأصم الذي يعيش في وسط أسرة كل أفرادها يسمعون ولا يستخدمون شكلاً من أشكال التخاطب المرئي فإنه لا يتعلم كيف يتحدث ولا كيف يتحدث ولا كيف يستخدم الإشارة وبحس بعزلته اللغوية التي ينتج عنها مشكلات حادة سواء اجتماعية وفكرية ووجدانية لذلك فعائق هذا الطفل ليس عائق اتصال فقط لان الأم والأب لم يعرفا كيف يزيلان حاجز الاتصال فيتضاعف عائق الطفل ويتفاقم .
وعلى ذلك فإن الأطفال الصم بحاجة إلى تنمية شخصية مزدوجة كأعضاء في مجتمع من الصم وكأعضاء في المجتمع ككل ولكي يتسنى لهم ذلك ينبغي أن تتاح لهم فرص اللقاء والمقابلة مع أطفال صم وراشدين صم يستخدمون لغة الإشارة وكذلك فرص اللقاء مع أناس يسمعون وعلى المخططين التربويين أن يمنعوا النظر فيما يعنيه عجز المرء عن تحصيل لغة يستخدمها تلقائياً أناس يسمعون غير أن عليهم أيضا أن ينظروا إلى الأطفال الصم على أنهم أفراد لديهم ما لدى سائر الأطفال من إمكانيات النمو العقلي والبدني والاجتماعي والثقافي والوجداني .
أهمية الدمج في إثراء لغة الإشارة عند الصم :
الهدف الرئيسي من الدمج :
يتمثل الهدف الرئيسي من الدمج لتعليم الأطفال الصم بأن تتاح لهم فرص المشاركة في حياة مجتمع البالغين لسائر الناس لذا كان من المفاهيم الرئيسية للعمل مع الأشخاص الصم بل ومع جميع المعاقين مفهوم الدمج ولكن يجب أن نضع في الاعتبار ما يترتب على دمج الصم من عواقب في مجال الاتصال فقد يتعرضوا لحظر عزلة حقيقية أن هم ادمجوا مع أناس يسمعون دون أن تتاح لهم فرص الاتصال بغيرهم من الصم ولا يمكن للأشخاص الصم أن يمارسوا المشاركة الفعالة والمنتجة إلا إذا توافرت الشروط التي تناسبهم هم لذلك يجب أن تتاح لهم إمكانية الالتقاء بغيرهم من الصم وفرص اتخاذ القرارات التي تنظم حياتهم مما يكسبهم الثقة بالنفس بذلك يتمكنون من المشاركة في حياة مجتمع أفراده يسمعون
كيف نبلغ هذا الهدف :
حتى يمكننا بلوغ هذا الهدف فلا بد من وضع برامج قبل سن المدرسة وهو ما يطلق عليها سنوات ما قبل سن الدراسة وإنشاء مدارس أو أقسام مدرسية تخصص لرياض الأطفال الصم فإذا كان المجتمع ينفق الكثير في تزويد عدد من المدرسين بتدريب خاص في تربية الصم فعن خبرة هؤلاء المدرسين وتجاربهم يمكن أن تكون أكثر جدوى إذا جمع الأطفال الصم في مدارس خاصة بدلا من دمجهم كأفراد في برامج تعليم عادية وأن يمتد ذلك إلى النظر في إنشاء برامج للتدريب قبل المهني والتدريب المهني التي تلبي للأشخاص الصم من حاجات في مجال الاتصال .
الأسس التي تبنى عليها الإشارات :
• زمن الإشارة
• تشكيل الإشارة حركة اليدين
• اتجاه حركة اليدين
• مكان التقاء اليدين بأجزاء الجسم
• مدى سرعة الإشارة وتحريكها
• تعبيرات الوجه وحركة الجسم.
سلبيات لغة الإشارة:
1. هذه الطريقة تسمح للتواصل بين الصم فقط.
2. هذه الطريقة ليست مفيدة في التواصل مع الغالبية العظمى من الناس الذين يسمعون لأنهم لا يعرفون لغة الإشارة.
3. تسهم في عزل المعاقين سمعياً عن المجتمع.
4. عدم وجود الدافعية عند الأشخاص الذين يعتمدون على لغة الإشارة لتعلم المهارات اللفظية.
* ثالثا : التواصل الكلي: ويقصد بالتواصل الكلي حق كل طفل أصم أن يتعلم استخدام جميع أشكال التواصل الممكنة حتى تنمى مهارات اللغة في سن مبكرة, ويشتمل أسلوب التواصل الكلي على الصورة الكاملة للأنماط الغوية, والحركات التعبيرية التي يقوم بها الطفل نفسه ولغة الإشارة ،والكلام ،وقراءة الشفاه ،وهجاء الأصابع ،والقراءة والكتابة .
أن الاستخدام المبكر والمستمر لنظام التواصل يساعد على النمو العقلي, وقد ظهرت هذه الطريقة نتيجة الانتقادات التي وجهت لكل من طريقة الشفاه, وطريقة التدريب السمعي .
ومن هذه الانتقادات:
1. صعوبة فهم الطفل الأصم للمتكلم باستخدام طريقة لغة الشفاه بسبب سرعة المتكلم.
2. صعوبة فهم الأصم للمتكلم باستخدام طريقة التدريب السمعي وذلك بسبب مدى القدرة السمعية المتبقية لدى الأصم ومدى فعالية الوسائل السمعية لدى الأصم.
* المصدر – مقدمة في التربية الخاصة ، د.تيسير مفلح كوافحة ، أ. عمر فواز عبد العزيز الببلاوي. – اضطرابات النطق دليل أخصائيين التخاطب والمعلمين والوالدين ، أيهاب (2003)،القاهرة.
– مدخل إلى الإعاقة السمعية, علي عبد النبي حنفي, و زيدان السرطاوي, سلسلة إصدارات أكاديمية التربية الخاصة, الرياض.
– مقدمة في الإعاقة السمعية, , جمال الخطيب, (2005), الأردن.
– استخدامات التكنولوجيا في التربية الخاصة جمال الخطيب، (2005)،عمان،دار وائل للنشر.
– استخدام الحاسوب والأجهزة مع الأفراد غير العاديين ، د.ليندسي جيمسي، (2002)،ترجمة عبد العزيز السرطاوي ، و أيمن أبو جودة ، وائل الخشان ، ، .دبي :دار القلم للنشر والتوزيع.
– اضطرابات الكلام واللغة التشخيص والعلاج ، إبراهيم عبد الله فرج الزريقات، (2005).
– الإعاقة السمعية, إبراهيم عبد الله فرج الزريقات, ( 2003 ), دار وائل للطباعة والنشر, عمان.
– اضطرابات اللغة والكلام ،عبد العزيز السرطاوي ، أبو جودة ( 2000 )، الرياض .
– الإعاقة السمعية و برنامج إعادة التأهيل, الكتاب الجامعي, محمد فتحي عبد الواحد .
– الحاسوب التعليمي وتطبيقاته التربوية ، يوسف عيادات ، (2004) ، دار المسيرة .
– دليل الوالدين في التعامل مع ذوي الإعاقة السمعية ، إبراهيم القريوتي، زهرة علي والدقاق.
– اثر استخدام الحاسوب في تعليم الأطفال ذوي الإعاقة السمعية لمادة اللغة العربية بدولة الإمارات العربية المتحدة ، إبراهيم القريوتي ، (2002) ،منشورات الاتحاد العربي للهيئات العاملة في رعاية الصم ،الندوة العلية السابعة ، قطر .
– البرامج التربوية للأفراد ذوي الحاجات الخاصة ، خولة أحمد يحيى , ( 2006 ), دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة, عمان, الأردن.
– فاعلية برنامج تدريبي لأمهات الأطفال المعاقين سمعياً إعاقة متوسطة في مرحلة ما قبل المدرسة في تحسين نطق الأصوات الكلامية العربية ، ،محمود ملكاوي (2006). رسالة دكتوراه غير منشورة لجامعة عمان العربية للدراسات العليا ، عمان.